حوار| صدقي صخر: "آدم" في "ليه لأ" ليس سلبيًا.. و"مجتمع ذكوري" مصطلح عالمي
حوار- منى الموجي:
نجح في لفت نظر الجمهور إليه، بإطلالته في أحد أنجح مسلسلات رمضان "بـ100وش"، ويطل عليهم حاليًا بدور "آدم" في مسلسل "ليه لأ"، هو الفنان الشاب صدقي صخر، الذي كان لـ"مصراوي" حوارًا معه عن المسلسلين، ورأيه في القضية التي يناقشها العمل المعروض حاليًا على منصة شاهد VIP، وكيف تأثرت حياته بأزمة كورونا، إلى الحوار..
كيف رأيت خروج مسلسل "ليه لأ" من الماراثون الرمضاني؟
في البداية "زعلت"، وأعتقد أن ذلك لم يكن شعوري بمفردي، لأن فرصة المشاهدة أوسع في رمضان، لكن مع بدء عرض المسلسل بدأ احساسي يتغير، ووجدت أن قرار التأجيل كان غالبا صح، وأن عرض "ليه لأ" في رمضان كان سيُعرضه لبعض الظلم.
لِمَ؟
المسلسل كان مقررًا عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ووقتها كانت الناس ارتبطت بمتابعة مسلسلات بعينها، ولم يعتادوا بعد على فكرة تقديم 15 حلقة تبدأ منتصف الشهر، إلى جانب أن موضوع العمل ونوع الدراما الموجودة فيه غير مناسبة للإيقاع الذي كان موجودًا في الموسم الماضي تحديدًا، ففي النهاية قرار التأجيل خدم العمل. المسلسل عُرض بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، ومازال الجمهور لديه حمى المشاهدة، خاصة وأن الحظر كان مازال موجودًا، والناس تريد متابعة أعمال جديدة، والحمد لله (ليه لأ) حصل على نسبة مشاهدة جيدة.
ألم يضايقك عرضه على منصة إليكترونية لا قناة فضائية؟
عرضه على قناة فضائية كان سيؤدي لانتشار أوسع في كل بيت لكن الحقيقة المستقبل للمنصات، قبل عامين لم تكن المنصات ظهرت بعد في مصر، لكن حاليًا انتشارها واسع جدا، وأراهن أن خلال عامين لن تنافس فقط، ولكن نسبة المشاهدة من خلالها ستكون قريبة من نسب مشاهدات التليفزيون، الجمهور بات يبحث عما يريد مشاهدته دون إعلانات، والمنصات الإليكترونية تجعل الأعمال الفنية موزعة طوال العام، ودون أن تكون مرتبطة بموسم محدد، وهو ما يرفع عبئًا كبيرًا من على الممثلين والإنتاج والسيناريو، والعمل يتم تنفيذه بشكل أحسن، وبقيمة فنية أفضل.
كيف جاءتك ردود الأفعال حتى الآن على دورك في مسلسل "ليه لأ"؟
ردود الأفعال جيدة جدا، آدم شخصية محبوبة، الناس كلها بتتكلم عنه بشكل جيد الحمد لله.
وما الذي جذبك في شخصية آدم؟
شخصية "لذيذة"، محبوب، عاقل، جدع، يقف بجوار ابنة عمه "عاليا"، رزين في أحكامه وتصرفاته، محبوب من العائلة، واشترك معه في كل الأفكار، وفي مساندته لحق "عاليا"، ومساندته لقضية المرأة بشكل عام.
معنى ذلك أنك كصدقي لا كآدم توافق على تصرفات عاليا وفكرة استقلال الفتاة بعيدا عن أسرتها؟
الحقيقة أنا كصدقي أوافق على فكرة استقلال الفتاة بعيدا عن الأسرة، طبعا مجتمعنا ضد هذه الأفكار، ويراها مختلفة عن العادات والتقاليد، وأتمنى أن المسلسل يطرح جانب آخر من القضية، لأن الناس تنظر للفتاة المستقلة على أنها فتاة منحلة، وهي فكرة غير صحيحة بالمرة، هي مجرد فتاة أحبت الاعتماد على نفسها، والحقيقة طالما أن الأسرة تقوم بدورها في التربية والاحتواء للأبناء والبنات، وهناك حوار قائم بينهم، لن يكون هناك خوف من استقلال الفتاة، الأسرة إذا ربت ابنها على الاستقلال سنحل ربع أو نصف المشكلة، للأسف نحن نفرز أبناء غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم، وهو ما نراه بوضوح في شخصية أحمد زوج إنجي، فهو ينتظر منها أن تعطيه كوب الماء الذي أمامه على المنضدة، رغم أنها تعمل مثله وتتحمل مسؤولية البيت والأبناء.
على الأسرة أن تشجع الجنسين على الاستقلال، حتى تمنح المجتمع رجالًا، قادرين على الاعتماد على أنفسهم، ويتحملون مسؤولية بيوتهم، وقادرين على تربية أبنائهم على الاستقلال وهو ما سيصنع فرقًا في الأجيال القادمة حتى نصل للحل.
آدم شاب لديه ما يستطيع به الاعتماد على نفسه فما المبرر لسلبيته وخنوعه لسيطرة والده؟
"كده احنا جينا على الجرح اللي في شخصية آدم"، في رأيي آدم ليس شخصًا سلبيًا، لأنه قام بالعمل على تصميمات مختلفة مع عاليا، وكانت جاهزة على الإنتاج، لكن والده رفض، هو فقط يعمل حساب لعائلته، لا أريد أن أطلق على ذلك خنوعا، فهي كلمة كلمة كبيرة جدًا، هو يشعر بالذنب بسبب الطريقة التي يتعامل بها معظم الآباء مع الأبناء، فدائمًا ما يرددون "هتسيبنا لوحدنا ده احنا كبرنا"، حتى لو لم يقولوا هذه الكلمات بشكل صريح، لذلك هو كان يرى ترك الشركة وتنفيذ التصميمات في مكان آخر خيانة للأسرة، ولا يحب الاستقلال عن والده وترك منزله لأنه كان "بيصعب" عليه.
كيف ترى استخدامنا لهذه المصطلحات "مجتمع ذكوري- فيمنيست"؟
ليس هناك وعي كافي بها في مصر، وعند ذكرها يكون بغرض الاستهزاء، والسخرية منها، الناس تتعامل مع القضية بعدم وعي، خاصة الرجال لا يضعون أنفسهم مكان المرأة التي تعاني في المجتمع، "مش قادرين غير انهم يستهزئون بالموضوع"، كلمة مجتمع ذكوري مصطلح عالمي غير متعلق فقط بمجتمعنا فقط، "العالم كله حاليا عالم ذكوري كل الموضات والبراند الموجودة في العالم أغلبها معمولة بشكل ذكوري".
كيف رأيت نجاح "بـ100 وش"؟
لم يتوقع أحد أن يحقق المسلسل كل هذا النجاح، كنا متأكدين أنه سينجح لأنه مع المخرجة كاملة أبو ذكري، وسيناريو أحمد وائل وعمرو الدالي، وأن الشغل سيخرج بشكل جيد ومحترم، لكنه فاق كل التوقعات وكسر الدنيا، وأعتبر نفسي محظوظا أني كنت طرفا في هذا العمل.
ما الذي غيرته أزمة كورونا في حياتك؟
"كورونا" غيرت أشياء كثيرة في حياتنا كلنا، ومنحتني وقتًا أكبر أقضيه مع نفسي، بدأت أتعلم على الجيتار الصغير الذي ألعب عليه، "خلتني أركب عجل أكتر بكتير، الشوارع فاضية ورايقة والتلوث أقل، بعمل مشاوير كتير بدل ما اركب عربيات باخد العجلة وألف بيها في المعادي، واتفرج على أفلام، ولما اقابل ناس طبعا بأعداد أقل بتكون العلاقات الاجتماعية أعمق".
وما أول شيء ستفعله مع عودة الحياة لطبيعتها والقضاء على الڤيروس؟
"أول حاجة هعملها إني أحضن أهلي، أنا محضنتهمش من ساعة الموضوع ده ما ابتدى، بقالنا أهو 4 شهور ودي حاجة احنا الاتنين محتاجينها".
فيديو قد يعجبك: