إعلان

سنوات العذاب في حياة المنتصر بالله.. تفاصيل 12 عاما عاشها مع المرض

04:00 م السبت 26 سبتمبر 2020

نجا من الموت قبل 12 عاما.. أكثر من خذله من أهل الفن.. سر رفضه العلاج على نفقة الدولة.. وأكثر ما يسعده

القاهرة- مصراوي:
تعرض الفنان المنتصر بالله لأزمة صحية منذ مطلع العام 2008، إذ أُصيب بجلطة في المخ، أبعدته عن التمثيل حتى رحل عن عالمنا، اليوم السبت، بمستشفى مصطفى كامل العسكري، عن عمر يناهز 70 عاما.

وعن تفاصيل المحنة الصحية التي تعرض لها، قال المنتصر بالله في آخر حوار صحفي له، أجراه عام 2011: "أُصيبت بجلطة في المخ نتج عنها الدخول في غيبوبة طويلة تركت أثرا على الجانب الأيسر، ولقد أشرفت على الموت وقتها نتيجة موت ثلاثة فصوص من المخ، وقال الأطباء لزوجتي: (لقد قدمنا له ما نستطيع، لكن تبقى كلمة الله في أن تكتب له النجاة من الموت)".

أضاف المنتصر بالله: "أحمد الله أنني كنت في غيبوبة عميقة، فلم أستمع لكلام الأطباء، وإلا ساءت حالتي النفسية بشدة، فلم أكن أستطيع عبور هذه الأزمة إلا بالصبر والرضا بالقضاء والقدر. وما زلت أتلقى العلاج حتى الآن منذ يناير عام 2008".

وحول رفضه العلاج على نفقة الدولة، قال المنتصر بالله: "لم يُعرض عليّ العلاج على نفقة الدولة من الأساس، وأنا والحمد لله لا أريده ومتكفل بعلاجي على نفقتي الخاصة تماما".

وبالنسبة لموقف نقابة الممثلين، قال: "صرفوا لي خمسة آلاف جنيه مع بداية الأزمة الصحية، ومن يومها لم يرفع عليّ أحد من النقابة سماعة التليفون ويسأل عني".

وحول تواصل رموز الرئيس الأسبق حسني مبارك معه في أثناء مرضه، قال: "اتصل بي جمال مبارك مرتين أثناء وجودي في الغيبوبة وسأل زوجتي: عايزين حاجة؟ فشكرته ولم يحدث أكثر من ذلك".

وبالنسبة لطلب العديد من الأثرياء العرب علاجه على نفقتهم الخاصة، قال المنتصر بالله: "وجهت الشكر لكل منهم ولكل من اتصل بزوجتي أثناء محنتي، ولم أتقبل أيا من هذه العروض بالمرة".

سنوات طويلة قضاها المنتصر بالله ما بين غرف العناية المركزة والعلاج الطبيعي والعقاقير وزيارة الأطباء، قال عنها: "أقضي يومي ما بين العلاج الطبيعي ومشاهدة التليفزيون واللعب مع أحفادي فهم من يملأون علينا الحياة".

"هل أثرت الأزمة الصحية التي تعرضت لها على قدرة التذكر عندك لدرجة أنك كنت لا تتعرف على زوجتك السيدة عزيزة؟"، سُئل المنتصر بالله فأجاب: "عزيزة أنا متلخبط فيها من يوم ما تزوجتها، ولكني لا أنكر أن هذا حدث بالفعل في بداية العلاج من الجلطة، خاصة أسماء الأشخاص والبعض كان يتعاطف مع هذا النسيان والبعض الآخر كان يزعل".

وإجمالا يتحدث عن محنة مرضه قائلا: "أعدت تقييم قائمة الأسماء التي كانت تدعي أنها مقربة مني وبينا عشرة عمر وسنين مشتركة من التواصل، وعرفت من يحبني ومن لا يعنيه أمري، كل من لم يتصل بي فهذا حقه، وألتمس له العذر في أن سعر التكلفة للمكالمة الهاتفية ممكن يكون غالي عليه شوية، والحمد لله أنه لم يكلمني حتى لا أشعر بذنب أنه أصبح مسرفا بسببي، الكثيرون خذلوني ولكن الذي صدمت فيه حقيقة هو السيناريست والمؤلف يوسف معاطي، فلقد قالت لي زوجتي إنني كنت أنادي عليه في الغيبوبة، وطلبته على الهاتف أكثر من مرة هي وابنتي، ومع ذلك لم يسأل عني أو يحضر لرؤيتي، على الرغم من العشرة الكبيرة التي بيننا، بينما آخرون وقفوا إلى جانبي بشهامة، مثل رجاء الجداوي، شويكار، دلال عبد العزيز، عمر عبد العزيز، ووحيد سيف".

وحول أكثر ما يفرحه في سنوات مرضه، يقول المنتصر بالله: "عندما يكسب الأهلي، وعندما يلتف من حولي أحفادي الأربعة من بناتي، والتفاف الناس حولي وأنا في الشارع ومريض، وحرصهم على التقاط الصور التذكارية معي".

وخلال تلك السنوات حاول المنتصر بالله العودة لمهنته المفضلة التمثيل، وشارك في مسلسل "الصيف الماضي" مع رانيا فريد شوقي وأحمد عزمي عام 2010، إلا أن المرض تغلب عليه، ورغم ذلك قدّم آخر أعماله فيلم "ساعة في اليوم" والذي عُرض عام 2014 في مهرجان "مصر دوت بكرة"، وشاركه في البطولة الفنان لطفي لبيب ومن إخراج بيتر صمويل.

ورغم مرضه، كان المنتصر بالله يحرص باستمرار على مساندة عائلته ودعمهم، حتى أن آخر ظهور له حينما شارك في افتتاح معرض "ديالوج" للفنان التشكيلي ماجد باقي، زوج ابنته الكبرى "ديانا"، وبدى عليه ‏علامات التقدم في السن بشكل كبير، وذلك في ديسمبر 2018، ولاقى حينها ترحيبا كبيرا من الحضور، وقال له أحدهم: "قول كلمة للفنانين"، فاكتفى بقوله: "كل سنة وأنتوا طيبين".

كما كان يحرص على توديع الفنانين الراحلين من أصدقائه، ومن هؤلاء الفنان سيد زيان عام 2016، وحينما حضر بدى لا يتذكر أحدا من الفنانين الذين حرصوا على استقباله، ومنهم الفنانة دلال عبد العزيز، كما حرص على تقديم واجب العزاء للفنانة رجاء الجداوي في وفاة زوجها حسن مختار في نفس العام، ووقتها خاطبته قائلة: "أنت إيه اللي جابك؟".

وعن حالته الصحية والنفسية في أيامه الأخيرة، قالت زوجته السيدة عزيزة كساب، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، ببرنامجها "كل يوم" عبر قناة ON، يناير 2020: "الحمد لله هو كويس وبخير، ونشكر ربنا إنه معانا، وأحفاده مليان وقته، وهو مش متضايق من حاجة، وبيقدر ظروف كل الناس، ومش زعلان ولا مضايق من حد"، وحول زيارات الفنانين له، قالت: "إذا كان القرايب مابيزوروش بعض! والحمد لله إن في حد بيتكلم في التليفون يسأل عنه".

المنتصر بالله هو "المنتصر بالله رياض عبد السيد"، مولود في 21 فبراير 1950، حصل على بكالوريوس فنون مسرحية عام 1969، ثم ماجستير فنون مسرحية عام 1977، بدأ مشواره مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح في أوائل السبعينيات، وفي تلك الفترة شارك في العديد من الأعمال ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، لتتوالى أعماله لسنوات طوال قبل أن يرحل عن دنيانا اليوم السبت 26 سبتمبر 2020.

تابع تغطية مصراوي لوفاة الفنان المنتصر بالله.. اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان