فرق شملهم ..علاء ولي الدين والمشاغبين الثلاثة

صباح يوم 11 فبراير من العام 2003، وبينما يحتفل العالم العربي بحلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، وينتظر أصدقاء علاء ولي الدين الذي ولد في 28 سبتمبر 1963، رؤيته بعدما عاد ليلة العيد من البرازيل حيث يصور هناك فيلمه الأخير "عربي تعريفة"؛ كان الجميع على موعد مع فاجعة لم تكن على البال، برحيل "علاء" عن دنيانا مبكرا عن عمر يناهز 40 عاما، إثر مضاعفات مرض السكري.
وفي لقاء للنجم الصاعد علاء ولي الدين، ببرنامج "الهوى هوايا" عبر قناة "دريم" عام 2001، وجهت مقدمة البرنامج الإعلامية هالة سرحان، سؤالا لحضور الحلقة من الاستوديو عن "المشاغبين الثلاثة": "عرفينهم مين؟"، ليرد زميلها في تقديم الحلقة الفنان فاروق الفيشاوي: "هو علاء هيقولنا مين هما المشاغبين الثلاثة وهما إيه بالنسباله وذكرياته معاهم"، ليعقب علاء: "أنت تقصد محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وأحمد آدم".

يحكي علاء ولي الدين عن "المشاغبين الثلاثة" قائلا: "هما دول التلاتة وأنا الرابع، والله اللي بينا قصة جميلة جدا ورحلة جميلة، وبرغم كده الجرايد بتتكلم عن حاجات غريبة جدا، يعني مثلا في خبر قرأته غريب جدا، أنا لسه راجع امبارح من العمرة، وهنيدي لسه واصل السعودية امبارح يعمل عمرة، الخبر بيقول: إنه رغم الخلافات والمشاجرات والمآسي بين علاء وهنيدي ولكن حرصا على أن يؤديا العمرة معا.. طيب أنا قاعد معاكم أهو وهو لسه رايح امبارح يعمل عمرة، بيتكلموا عن خلافات ومفيش الكلام ده والله

تابع: "إحنا بينا كلنا عشرة كبيرة جدا، سنين طويلة مع بابا، وتعبنا مع بابا، وأحلامنا، ونجاحنا، أشرف أول واحد وصل فينا وكان بيعمل أفلام كتير، أنا كنت قاعد مع والدتي في البيت وأحمد آدم مغترب جاي من إسكندرية، ومع ذلك نتلم كلنا ونقعد مع بعض في شقة واحدة، وكنا نقعد جنب معهد السينما رغم إننا مش طلاب فيه، ولا واحد فينا دخل المعهد بس قاعدين جنبه متربصين ونروح نقعد في الكافتيريا هناك ونفسنا ندخله ومش عارفين".

ويتحدث هنيدي في لقاء مع الفنان إسعاد يونس مقدمة برنامج "صاحبة السعادة" عبر قناة CBC (سبتمبر 2017) عن بداية علاقته بعلاء ولي الدين، ويقول: "صحابي كانوا يحكولي عنه ويقولوا: واد تخين ودمه لذيذ، ويحكوله عن واد كوميديان جديد اسمه هنيدي، لحد ما قابلنا بعض في كافتيريا معهد فنون مسرحية، واستتقلنا دم بعض جدا ومكناش طايقين بعض، وفجأة قلبت مش صحوبية وبس لا دي أخوة وعيشة يا في بيته يا في بيتي".

فيما قال أشرف عبد الباقي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو الليثي مقدم برنامج "واحد من الناس" عبر قناة "النهار" (سبتمبر 2019): "من يوم ما دخلت المجال الفني وأول حد اتعرف عليه كان علاء الله يرحمه، ومن أول يوم عرفته تاني يوم كنا أصحاب، مكنش في يوم غير وفي مقابلة لو معندناش شغل، ولو في شغل لازم يبقى في تليفون، كان في علاقة كاملة بينا يا أنا عنده في البيت يا هو عندي في البيت، والعلاقة كانت ممتدة لوالدته الله يرحمها، كانت زي أمي، كنت بكلمها وأقولها عاملين أكل إيه ونروح ونقعد ناكل ونهزر ونضحك، كانت مش علاقة اتنين صحاب بس، وعشان كده كان موته اللحظة الأصعب في حياتي وهي اللحظة اللي غيّرت مسار حياتي".

ولأن علاء ولي الدين كان حلقة الوصل بين كل أبناء جيله، كانت وفاته في يوم 11 فبراير من العام 2003، نقطة فارقة في حياة كل الزملاء والأصدقاء المقربين منه.

ويتحدث الفنان علاء مرسي عن ذلك قائلا في حلقة "واحد من الناس" (سبتمبر 2019): "لما بفتكره بحس إني محتاج له جدا، موته غيّر فينا كلنا، أشرف عبد الباقي لحد دلوقتي صوته مش أشرف بتاع زمان، وهنيدي نفس الحالة، إحنا فقدنا أبونا وبركتنا".

وخلال استضافتها للفنان أحمد آدم، ببرنامج "100 سؤال" عبر قناة "الحياة" (ديسمبر 2015)، عرضت الإعلامية رغدة شلهوب، صورة تجمعه بالثلاثي علاء ولي الدين، أشرف عبد الباقي، ومحمد هنيدي، وطلبت منه التعليق، فقال: "والله كنت دايما أسألهم في الفترة دي يا جماعة لو بقينا نجوم هنفضل صحاب ولا ممكن نخسر بعض، موت علاء أثر فينا كلنا، علاء كان الواحد اللي بيجمعنا مع بعض".

ويؤكد أشرف عبد الباقي على أن علاء ولي الدين كان حلقة الوصل بين كل أبناء جيله قائلا خلال حواره ببرنامج "صاحبة السعادة" عبر قناة DMC (سبتمبر 2020): "علاقته كانت خاصة بالكل، هو اللي كان بيجمعنا كلنا، من بعد وفاة علاء آه بقابل هنيدي وبقابل آدم لكن كل فترة، علاء مكنش متجوز فكان بيلمنا كلنا، مينفعش يوم يعدي غير لما نتكلم ونتقابل، وهقابله هلاقي هنيدي وآدم وصلاح عبد الله، هو اللي كان مجمع المجموعة كاملة".

وهو نفس ما قاله الفنان كريم عبد العزيز في حوار ببرنامج "صاحبة السعادة" (يناير 2020): "علاء ولي الدين هو اللي كان بيجمعنا وبعد وفاته اتفركشنا".