"أنا لساني طويل".. حينما فقد يوسف شاهين أعصابه على محمود سعد أمام الكاميرا

كتب- عبد الفتاح العجمي

تحل علينا اليوم الاثنين، الموافق 25 يناير 2021، الذكرى 95 على ميلاد أحد أعظم مخرجي السينما المصرية، العالمي يوسف شاهين، إذ أنه من مواليد مدينة الإسكندرية في 25 يناير 1926.

يوسف شاهين الذي تربّى على المذهب الكاثوليكي؛ حاز على تعليم جيد بفضل أسرته، وبدأ دراسته في كلية سان مارك الفرنسية بالإسكندرية، ومنها إلى كلية فيكتوريا الإنجليزية في مرحلته الثانوية، قبل أن يقنع عائلته سافر إلى الولايات المتحدة عام 1946؛ حيث درس الفنون التمثيلية بكلية مسرح باسادينا بولاية كاليفورنيا.

وبعد عودته لمصر؛ قرر يوسف شاهين أن يحول مساره للإخراج السينمائي، وبالفعل أخرج أول فيلم له "بابا أمين" عام 1950 وهو في سن 23 عاما، لينطلق في مسيرته التي جعلته أحد أفضل مخرجي السينما المصرية وأكثرهم عالمية، بأفلام: "ابن النيل، صراع في الوادي، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، بائعة الخواتم، رمال من ذهب، الأرض، الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان، إسكندرية، نيويورك، وداعًا بونابرت، اليوم السادس، المهاجر، المصير، الآخر، وهي فوضى".

وأجرى الإعلامي محمود سعد في بداية مشواره ببرنامج "على ورق" عبر قناة "دريم" عام 2001؛ حوارا جريئا مع يوسف شاهين عقب فيلمه "سكوت هنصور"، بعد تعرضه لهجوم كبير من النقاد آنذاك، وقال "سعد" في مقدمة البرنامج: "معرفش الحقيقة ليه النقاد مرة واحدة اتفقوا على مهاجمة مخرج كبير بحجم يوسف شاهين"، وقرأ بعض مانشيتات الصحف ومن بينها: "المخرج المهذب جدا ونقاده الحمير جدا"، و"سكون هنخرف" وغيرها.

وسأل محمود سعد يوسف شاهين: "أنت قلت على النقاد حمير يا جو؟ إحنا حمير يا جو؟"، فرد "شاهين": "أي حد يكتب كده لازم يبقى أهبل، أنا دايما بقول النقاد جزء من تكويني، طبعا أنا مقولتش كده، ده كلام فارغ، وبعدين أنتوا شوية عيال دلوقتي هشتمكم ليه"، فعلّق سعد: "حمير وكمان عيال يا جو؟"، فرد ضاحكا: "قولتلك أنا مقولتش كده، في واحد منهم بس حمار وحتى مايستهلش أن الواحد يقول اسمه، لأنه هايف وتحليلاته ليست علمية".

وعقب سعد: "طيب هل أنت تحب إننا نقول اللي عمل الفيلم الفلاني حمار؟"؛ قال: "لو حمار أه.. هنقعد نخبي لحد امتى.. وبعدين ده راجل معملش حساب حتى إني عيان، وشتم من غير أي حساب للبني آدم اللي اسمه يوسف شاهين".

وقال محمود سعد: "فيلم (سكوت هنصور) عمل مشكلة لأنه خارج عن نطاق أفلام يوسف شاهين الثقيلة المملوءة بالأفكار والألغاز.. الفيلم هادئ وبسيط جدا.. هتعمل زي الفيلم ده تاني؟"، فعقب يوسف شاهين بانفعال: "ده رأيي بقى.. زي ما أنت ليك رأي أنا ليّا رأي.. أنا رأيي أنه مش بسيط إطلاقا، الأسلوب أبسط وخفيف، لكنه مش ناقص معاني ولا تقل".

وعلّق سعد في نهاية الحوار: "تمام يا جو لكن متقولش على النقاد حمير بعد كده يا جو"، فرد شاهين: "لا مؤاخذة.. هتقولها كمان مرة هقولك متبقاش حمار.. عشان أنا قلت 3 مرات أنا مقولتش الكلام ده.. وإذا قلت كده أبقى أنا حمار أنا كمان".

وعقب سعد: "أنت لسانك بياخد راحته"، فعلق شاهين: "أيوه أنا لساني طويل، أومال هسكتلكم، ما أنتوا بتعملوا 100 مصيبة، أنت والسياسيين والاقتصاديين"، فعلق سعد: "خلاص كفاية أنت هتعملي مشاكل"، فعقب: "هتسكب يا محمود ولا أدخلك السجن"، فاختتم سعد: "لا خلاص شكرا يا جو"، وأنهى الحوار.

وعام 2008، أصيب يوسف شاهين بنزيف دماغي، وتم نقله بعدها في طائرة إسعافات خاصة إلى باريس، قبل أن يعود إلى مصر حيث توفي في 27 يوليو 2008 عن عمر يناهز 82 عاما.