إعلان

حديث عن الصحة النفسية في "الجونة السينمائي".. ونصيحة طبيب نفسي للممثلين

04:56 م الثلاثاء 19 أكتوبر 2021

الجونة- منى الموجي:
تصوير- علاء أحمد:

في إطار فعاليات اليوم الخامس من مهرجان الجونة السينمائي، استضافت قاعة أوديماكس بجامعة برلين التقنية وبالتعاون مع ميدفيست مصر، جلسة حول بعنوان "تنفس، تحدث، مثِل: حديث عن الصحة النفسية للممثلين".

وناقشت محاور الجلسة المشاكل الصحة النفسية للممثلين، وهي قضية منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى الصعيد الدولي. يرجع الضعف النفسي للممثلين إلى عدة أسباب مثل الرفض وخيبة الأمل في تأمين الأدوار، وفشل الاختبارات، والاستجابة السلبية من الجمهور أو النقاد لعملهم، والحاجة إلى تجسيد الدور الذي يلعبونه ليكون أصيلًا وقابلًا للتصديق كممثل.

أدار الجلسة أنس بوخش، رائد الأعمال الإماراتي ومُقدم برنامج AB talks عبر قناته على اليوتيوب. بجانب وجود على منصة المسرح كلا من الفنان أحمد مالك والكاتبة مريم نعوم، الفنانة مي الغيطي، الفنان محمد فراج ودكتور نبيل القط، المتخصص في مجال الطب النفسي وإدارة المرضى وتدريب الزملاء والطلاب، بجانب كونه عضو مجلس إدارة في جمعية الطب النفسي التطوري، والجمعية الأمريكية للعلاج النفسي الجماعي.

تحدثت الكاتبة مريم نعوم عن دور مواقع التواصل الاجتماعي قائلة "أحيانا تُقوم بعض الفئات من الجمهور بإسقاط حياتها على بعض الفنانين والممثلين والاسقاط هنا بيكون نابع من وجود مشكلة نفسية لدى هذه الفئة نتيجة عدم مواجهة الذات بالضعف المتسبب بهذا الاسقاط وبالتالي بيتم انعكاسه من خلال تعليقات خارجة أو في غير محلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

أضافت مريم " الفنان الموهوب بتكون شخصيته أكثر تعقيدا، لذلك أدعو بعض المخرجين لتغيير تقنية الضغط على الممثلين بالأخص الضغط النفسي الذي أحيانا يتم فرضه بهدف اخراج الابداع من الممثل ولكنه يترك أثر عكسي بعد انتهاء العمل. وبناء عليه، ادعو العاملين في صناعة السينما المطالبة بوجود أخصائي نفسي بمواقع التصوير للتأكد من تحقيق التوازن النفسي المطلوب لفريق العمل مما سينعكس إنتاجية الافراد وإبداعهم".

ومن جانبه، أكد الفنان أحمد مالك على أهمية وجود التوزان النفسي بين حياة الفنان العملية والشخصية قائلا "عندما أكون شغوف بعمل ما، اعاني من حالة اكتئاب نتيجة اني وهبت نفسي ووقتي ومجهودي لهذا لعمل اثناء القيام به وبعد الانتهاء منه شعرت بفراغ. اعتقد ان ذلك كان إحساسي بعد الانتهاء من مسلسل لا تطفئ الشمس،، لم أكن اعرف كيف اتعامل مع شخصيتي."

أضاف مالك "كل الأساليب المعاصرة للتمثيل ممزوجة مع العلاج بالدراما وهي أساليب تفتح افاق الفنان، فالراسم والعازف لديهم أدواتهم ولكن الممثل لديه جسده وعضلاته ولكي يصل الى تناغم يخلق نسيج بين الفنان والشخصية، يجب استخدام العلاج بالدراما. بالإضافة الى، تحقيق التوازن اليومي من خلال تبني روتين مثل الرياضة أو قراءة الكتب بعد الانتهاء في مواقع التصوير بهدف الفصل بين شخصية الممثل الحقيقة والشخصية التي يؤديها في العمل الفني."

وفي سياق آخر، تحدثت الفنانة مي الغيطي عن أهمية الصحة العامة للفنانين قائلة "يعاني القائمين على صناعة السينما والاعمال الدرامية من ساعات عمل تتجاوز الـ 16 ساعة عمل، بالإضافة الى عدم وجود تفهم أو تقُبل ان الفنان هو انسان يمرض ويتعب ويحتاج الى الراحة والعلاج حتى يقدر على استلهام اركان الشخصية التي يؤديها".

وأضافت "مي " أسوأ شيء هو طلب المخرج أو فريق الإخراج من الفنانين ان يأدوا ادوارهم بغض النظر عن آلامهم الجسدية ليس النفسية فقط وهو مما تعرضت له في احدى الاعمال التي كنت أشارك فيها مؤخرا. متى سيكون مقبولا ان يغادر الممثل موقع التصوير اثناء مرضه؟، لذلك، ادعو جميع الممثلين التضامن مع زملائهم ورفض استكمال التصوير."
أما الفنان محمد فراج تحدث عن أهمية وعى الممثل بالمجهود النفسي والذهني المطلوب للتحضير للشخصية " أعتقد أن وعي الممثل وشغفه بالشخصية التي يؤديها، وبالأخص الشخصية الأكثر تعقيدا، يجب ان يتضمن معرفة ان الممثل مُقدم على حرب نفسية بين شخصيته الحقيقة والشخصية التي يؤديها".

وأضاف فراج "أول مرة احتجت للكثير من التحضير كان اثناء دوري بمسلسل (تحت السيطرة)، كان لابد ان أتدرب نفسيا لأعرف كل تفاصيل الشخصية، لذلك يجب ان الممثل صادق مع نفسه ومُلم بالمجهود النفسي والذهني المطلوب منه لأداء الشخصية بالشكل الأمثل."

وأخيرا، عقب الدكتور نبيل القط على ما ذكره الفنانين الموجودين على المنصة، قائلا "الاكتئاب أحد أكثر المشاكل النفسية التي يعاني منها الممثل، سواء اثناء المشهد وهو يحاول أداء الشخصية بالشكل الأمثل أو بعد الانتهاء من العمل وقبل عرضه، حيث يعاني من قلق شديد نتيجة انتظاره لمعرفة اراء الجمهور والصُناع حول عمله. بالإضافة إلى عدم الامان المادي نتيجة عدم وجود دخل ثابت".
وأضاف دكتور نبيل " من درس التمثيل يعلم جيدا ان الممثلين لديهم قدرة اعلى على ضبط النفس وينتموا لفئة من الناس لديها دور مجتمعي مميز. ادعو الممثلين لرفض تحويل أنفسهم واجسادهم لخدمة المخرج والمنتج والاستايليست. طبقا لاحدى الدراسات، يمكن للممثل عمل 146 دور خلال حياته منها 86 دور رئيسي فقط إذا قدر على تنمية الوعي بالذات. انصح كل الممثلين بالفصل بين الحياة العملية والشخصية من خلال تبني عادات تُغذي شخصيتهم وتزيد من وعيهم مثل الاحتفاظ بشيء شخصي اثناء التصوير."
وسلط الدكتور نبيل الضوء على ما يمر به الممثل بعد الانتهاء من عمل ما "يعاني الممثل من الانشقاق وهو ان ينشق جزء من الوعي ليتبنى شخصية ثانية وهو ما نشعر به أحيانا اثناء القيادة ويوجد بعض الحالات التي لديها انشقاق لدرجة التحدث بلغة أخرى. طبقا لإحدى الدراسات، أن السيدات هم الأكثر تضررا في صناعة السينما نتيجة لاستغلال اجسادهم من قبل البعض مما يخلق العديد من المشاكل النفسية."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان