كيف هرب حسن عابدين قبل تنفيذ الحكم بإعدامه؟
كتب- عبد الفتاح العجمي:
تحل علينا اليوم السبت، ذكرى رحيل الفنان الكبير حسن عابدين، إذ أنه من مواليد 6 نوفمبر 1989.
حسن عابدين من مواليد 28 يوليو بمحافظة بني سويف في عام 1931، وبدأ حياته الفنية في المسرح العسكري عندما كان متطوعًا في القوات المسلحة بعد ثورة 1952.
وبعد تحقيقه نجاحًا كبيرًا من خلال مسرحية "نرجس" 1975 مع النجمة سهير البابلي؛ نال شهرة كبرى في الدراما التليفزيونية وهو في العقد الرابع من عمره في مسلسل "فرصة العمر" 1976، وتلاه بمسلسلات: "في حاجة غلط، أنا وأنت وبابا في المشمش،، نهاية العالم ليست غدا، أهلًا بالسكان، رفقا أيها الأبناء، برج الأكابر" وغيرها.
كما واصل نجاحه في المسرح في عروض من أشهرها "عش المجانين" مع محمد نجم وميمي جمال وليلى علوي ومظهر أبو النجا عام 1979، و"ع الرصيف" مع سهير البابلي وأحمد بدير وحسن حسني عام 1987 وغيرها.
أما في السينما فقدّم الكثير من الأدوار أشهرها في أفلام: "درب الهوى، على من نطلق الرصاص، فيفا زلاطا، وريا وسكينة" وغيرها.
وفي الإذاعة لحسن عابدين الكثير من الأعمال الناجحة، ومنها مسلسلات: "الأستاذ عفيفي، ألو في خدمتك، المليونير الفقير، إجازة سعيدة جدا، أحلام الأستاذ محجوب، المستند الأخير، مش معقول، أبو العروسة" وغيرها.
حسن عابدين الذي توفي شقيقه في حرب أكتوبر 1973؛ هو الآخر شارك في حرب فلسطين عام 1948، وقال نجله "خالد" في تصريحات سابقة لـ"مصراوي"، إن والده تطوع مع الفدائيين في فلسطين وهو في السابعة عشر من عمره، وسافر دون أن يعلم والديه بشأن سفره، كي لا يعترضا.
نجل حسن عابدين أضاف: "والدي كان رجلا شديد الثورية، شديد العروبة، وصاحب موقف منذ الصغر، وفي فلسطين، تدرب على أيدي ضباط من الجيش المصري، ونفذ أكثر من عملية فدائية ضد الإسرائليين، وهناك تعرف على صديق عمره الفنان إبراهيم الشامي، والمخرج المسرحي نبيل الألفي".
تابع: "ظل والدي في فلسطين يحارب لعامين، وبعد قيامه بأكثر من عملية فدائية، ألقي القبض عليه بصحبة 4 من زملائه، وحُكم عليهم بالإعدام، وعقب النطق بالحكم دخل فدائي مصري -هو ابن عم المطرب عبداللطيف التلباني- وهدد القاضي بنسف المحكمة بحزام ناسف يرتديه وقنبلتين يحملهما".
وأشار إلى أن والده وأصدقائه قاموا بالهروب بفضل هذا الفدائي، وبعدها سافر لغزة، ومنها لسيناء مشيا على الأقدام، واقتربت هذه الرحلة من شهرين، وعاد لأهله الذين فوجئوا بنجلهم عائدا من ويلات الحرب.
وروى خالد حسن عابدين واقعة كانت سببا في قرار اعتزال والده الفن ثم تراجعه عنه، حيث طُرد من أمام قبر الرسول أثناء أداء العمرة، وقال خلال في تصريحات لبرنامج "مساء DMC" عبر شاشة قناة "DMC": "والدي كان بيحب الشعائر الدينية، وكان من وقت للتاني يعمل عمرة فكان عند مقام النبي وكان بيبكي فشافوه الحرس هناك وكانوا عارفينه فخرجوه بره، فالواقعة دي أثرت في نفسه ورجع حبس نفسه 10 أيام، الكلام ده كان أوائل السبعينيات تقريبا، وكان بيشتغل في الوقت ده مسرحية (عش المجانين) وقرر فجأة الاعتزال، وكان له صديق مقرب الفنان إبراهيم الشامي وكان جارا للشيخ محمد متولي الشعراوي في منطقة الحسين، فقال له نروح وناخد رأي الشيخ، وفعلا راح ودي كانت النقطة لانشراح قلبه، لما راحوله كان الشيخ الشعراوي بيصلي فقعد جنبهم وهجم على بابا وباسه، بابا اندهش وقاله أنت حبيبي وبتفرج عليك، فقال له: أنت بتتفرج عليّا يا مولانا؟ قاله: أيوه ولما أنت عاوز تعتزل أنا هتفرج على مين؟ ودي كانت نقطة تحول وتغاضي عن فكرة الاعتزال".
وتوفي حسن عابدين عقب عودته من عمرته الأخيرة بأيام قليلة وذلك في 6 نوفمبر 1989.
فيديو قد يعجبك: