حوار| أمير المصري: النجاح يحتاج لصبر.. عشت عزلة قبل كورونا بسبب "ليمبو"
حوار- منى الموجي:
سعادة لا توصف عاشها، مع عرضه فيلمه "limbo- التيه" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بين أهل بلده مصر، خاصة وأن وجوده بين بريطانيا وأمريكا تحقيقًا لحلم العالمية وإرضاءً لشغفه وحبه للتمثيل، يجعله بعيدًا عن وطنه، هو الفنان أمير المصري، الذي التقاه "مصراوي" ليحدثنا عن مشواره وعن فيلمه الأخير وخططه المستقبلية، إلى الحوار..
بداية.. حدثنا عن خطواتك بالخارج وهل حققت ما تحلم به؟
الأمر ليس سهلًا يحتاج للصبر، الطريق طويل وشاق، لكن من يحب فعلًا ويصدق فيما يسعى لتقديمه، سيُكمل مشواره، حتى وإن أخذ وقتا طويلًا.
وهل حرصك على التواجد بالخارج سببًا في قلة تواجدك بأعمال مصرية؟
المسألة متعلقة بفكرة التنسيق ليس أكثر، فالعام قبل الماضي، عُرض عليّ المشاركة في مسلسل مهم جدا، ووافقت بالفعل، لكن عدت واعتذرت بسبب أنهم يحتاجون تواجدي في القاهرة لمدة 6 أشهر وهي فترة طويلة، لا يمكنني الغياب عن التواجد في أعمال بالخارج كل هذا الوقت، وكنت أصوّر فيلمًا وكذلك عُرض عليّ المشاركة في مسرحية، تأجلت بسبب تأثير كوفيد 19، وهناك أعمال معروضة عليّ مازلت في طور قراءتها، فأنا لا أمانع التواجد في أعمال مصرية.
معنى ذلك أنك تخطط للتواجد بين مصر والخارج (إنجلترا- أمريكا)؟
الممثل يبحث عن فرصة جيدة أيًا كان مكانها، الشغل هو الذي يقرر، وما يحسم الأمر هل سأتعلم من المعروض عليّ شيئًا جديدًا أم لا، وهذا ما يجعلني أقدم أعمالا في مصر أو في أي مكان، لذا سأظل بين هنا وهناك، أنا أحب التمثيل بغض النظر عن الشهرة والعالمية.
وكيف تقيم تجربتك مع مي عز الدين من خلال مسلسل "البرنسيسة بيسة"؟
أحب مي عز الدين جدا، وأحترمها، وتحدثت معي شخصيا، عندما عرضت عليّ المشاركة في المسلسل، وطلبت مني العودة لمصر، وكان دور كبير بطولة، أنا ساعات بعمل حاجات عشان بحب أشتغل مع ناس معينة، وحققت استفادة من وراء العمل في المسلسل حتى وإن لم ينجح.
كيف رأيت تجربة مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم "ليمبو" والجوائز التي حصل عليها؟
كنت أشعر بالحماس لوجودي للمرة الثانية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، العام قبل الماضي بفيلم خارج المسابقة، والدورة الأخيرة بفيلم في المسابقة الرسمية، وكنت حريص على وجود الفيلم في مهرجان بلدي، حتى يراه الجمهور المصري وأصدقائي، وهو شعور مختلف عما يحدث عند عرض أي عمل لي في الخارج، فأنتِ هنا بين ناس يدعمونِك فعلا وهو أمر جميل جدا.
كيف رأيت فيلم "التيه- limbo" عند عرضه عليك؟
ترددت في البداية، خوفا من تقديم قصة عن اللاجئين، صحيح أحب القصص الإنسانية، لكن تحديدا هذه النوعية من الأعمال عادة ما تُقدم بصورة لا تلق إعجابي، معظمها تركز على إن واحد إنجليزي أو أوروبي هو من في يده الحل وينقذ اللاجئين من الحياة السيئة، لكن "ليمبو" كان مختلفا، عندما قرأته بكيت وضحكت في نفس الوقت، فمؤلف ومخرج الفيلم بن شارك، ركّز على "عمر" اللاجئ السوري، وأن حياته كانت أفضل قبل الحرب، الفيلم يُذكر الناس بأن لدينا الكثير من الأمور الجيدة والإيجابية في بلادنا، وإن الهجرة أمر نضطر له بسبب ظروف معينة.
ما هو أكبر تحدي واجهته أثناء التصوير؟
شخصية عمر في "ليمبو" أصعب دور قدمته في مشواري، لعدة أسباب، بينها: ضرورة إتقان اللهجة السورية، وتعلم العزف على العود، والبحث عن اللاجئين للجلوس معهم وسماع حكاياتهم، وشعرت بعد مقابلتهم أنني محظوظ جدًا، صحيح الفيلم كان صعبا، لكن لن يكون بنفس صعوبة الرحلة التي يعيشها بعض اللاجئين، منحوني ثقتهم وأنني أقدم دور يعبر عنهم.
من الصعوبات أيضًا التصوير في جو بارد جدا، درجة الحرارة كات أقل من الصفر، وأنا لا أرتدي سوى "تيشيرت وجاكيت ترينج"، وليس هناك موبايلات بسبب عدم وجود شبكة، فكنت منفصل عن العالم، الصمت كان مزعج بالنسبة لي "يجنن"، والمخرج قصد أن أعيش كل هذه الأجواء حتى يكون سهلًا عليّ التعبير عن معاناة اللاجئين بصورة حقيقية، فعشت العزلة قبل أن يفرضها علينا "كوفيد 19- كورونا".
كيف تعلمت العزف على العود؟
من خلال خيام علامي، هو موسيقي عراقي دربني على مدار شهرين على العزف على العود، أعطاني التكنيك الخاص بطريقة مسك العود، كان يقابلني أربع مرات في الأسبوع، وبصراحة تحملني وصبر عليّ كثيرًا، في إحدى المرات كدت أجعله "يشد في شعره"، فقد كان مطلوبا مني أن أبدو ماهرًا في العزف على العود، والمخرج رفض فكرة الاستعانة بدوبلير.
وبماذا خرجت من تجربة "ليمبو"؟
تغيرت كثيرًا، أصبحت أكثر هدوءا عن قبل، أحيانا بسبب صعوبة المهنة التي نعمل بها يضيق "خُلقنا"، لكن الفيلم جعلني أشكر الله وأحمده على كل شيء، بعد جلوسي مع اللاجئين قلت لنفسي لماذا أشكو من أي شيء فأنا لا أعاني ما يعانوه.
فيديو قد يعجبك: