لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد القصبجي.. أحيا الست وأماتته

09:01 ص الخميس 25 مارس 2021

كتب- عبد الفتاح العجمي

تحل علينا اليوم الخميس، ذكرى وفاة الموسيقار الكبير محمد القصبجي، إذ رحل عن عالمنا في 25 مارس من العام 1966.

القصبجي من مواليد 15 أبريل 1892، وعلى يده كُتبت انطلاقة أم كلثوم الفنية، حيث بدأت علاقته بها عام 1923 حين كانت تنشد قصائد في مدح الرسول، أعجب الملحن بصوت الصاعدة وقرر أن يبقى جوارها ويكون ملحنا لها.

قدّم القصبجي للست في بدايتها أغنية "قال حلف مايكلمنيش"، وأسس لها أول "تخت شرقي" يصاحبها في حفلاتها، وكان ذلك تمهيدا لانطلاقتها الكبرى بتلحينه لها أغنية "رق الحبيب"، وتبعها بأعمال ناجحة أخرى مع أم كلثوم ومنها "أوبرا عايدة" و"يا صباح الخير" و"ما دام تحب" و"إن كنت أسامح وأنسى الآسية" وغيرها.

لم يستمر ذلك طويلا، وبمرور السنوات ومع صعود نجم الست؛ عانى "القصبجي" تجاهلا من الست التي بدأت تفضل ألحان رياض السنباطي ومحمد الموجي، وقرر الانسحاب من حياتها كملحن على أن يبقى جالسا خلفها على كرسي خشبي ويحمل في يده العود عازفا في فرقتها لآخر يوم في عمره، وارتضى أن يحب في صمت.

كان القصبجي، عاشقا للست، يقول الناقد الفني طارق الشناوي عن ذلك في كتاب "أنا والعذاب وأم كلثوم"، إن كوكب الشرق عندما قررت إعلان خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف نزل الخبر كالصاعقة على رأس "القصبجي" الذي اقتحم منزلها حاملا خلف ظهره مسدسا ليجبر "الشريف" على إنهاء زيجته من أم كلثوم، لكن الست احتوت الأمر بنظرات غاضبة أسقطت منه ما يحمله في يده، وقدرت مشاعر "قصب" كما كانت تُناديه.

بينما الدكتورة رتيبة الحفني والتي عرفت القصبجي منذ طفولتها وكان من أصدقاء والدها الموسيقار الدكتور محمود أحمد الحفني ويتردد على بيتهما؛ قالت في مقال لها بمجلة "وجهات نظر"؛ إن "القصبجي كان مغرما بأم كلثوم، لكنه لم يكن يُظهر ذلك، فهو تزوج أربع مرات لا واحدة ولا اثنتين، ولو كان يحب الست فعلا لما فعل ذلك، والأصح أنه كان يعشقها في داخله بصمت وكبرياء".

ونشرت "العربية" خطابات نسبتها لـ"القصبجي" أرسلها إلى الست عندما سافرت للعلاج خارج مصر، حيث كان يكتب لها محبا عاشقا مشتاقا لسماع أخبار جيدة عن حالتها الصحية.

الفنان أحمد راتب الذي قدّم دور "القصبجي" في مسلسل "أم كلثوم" عام 1999، قال أيضا في حوار له ببرنامج "مفاتيح" مع الإعلامي مفيد فوزي عبر قناة "دريم": "أعتقد أنه أحب أم كلثوم، ومؤكد أنه كان حبا من طرف واحد، وكانت أم كلثوم تعبث بخياله".

وفي حوار له مع مجلة "الشبكة" في عام 1958، يقول القصبجي: "أنا اليوم عازف في فرقة أم كلثوم"، فعقب المحاور: "وملحن أم كلثوم".. فيرد القصبجي: "لا.. ده كان زمان.. أنا عبد في طاعة مولاته.. هكذا تُحتم عليّ لقمة العيش.. أنا هويت وانتهيت يا أستاذ، خلاص، لم يبق مني إلا أنامل جرداء.. قل عني إني بقايا ملحن، بل بقايا شخص، أنا عملت ما بوسعي وخرجت بأم كلثوم في أكثر من عشرة ألحان قدّمتها لها ولكنها أھانتني.. وعندما تُهينني فهذا يعني أحد أمرين؛ إما أني فاشل وهذا رأيها، أو أنها رجعية وهذا رأيي".

ورغم مرور السنوات؛ يظل محمد القصبجي، كما وصفه فيكتور سحاب، واحدا من "السبعة الكبار في تاريخ الموسيقى العربية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان