حفيد صلاح أبو سيف :"جدي كان يحضر لنا الشيكولاته وهذه قصة مدرس الجنس"
كتب - مصطفى حمزة:
25 عامًا على رحيل المخرج الكبير صلاح أبوسيف الذي حفر اسمه بأحرف من نور في وجدان كل عشاق السينما، بعد رحلة فنية غاص من خلالها في أعماق مصر راصدًا أجمل ما فيها وكاشفًا أوجاع أهلها، حتى أصبح اسمه مقرونًا بلقب رائد الواقعية.
المخرج الشاب مصطفى أبوسيف تحدث، في تصريحات خاصة سابقة لـ"مصراوي"، عن الجد الذي سار على دربه، وقال: "ذكرياتي عن جدي ترتبط بشكل كبير بسفرياته، التي اعتاد في كل واحدة منها أن يحضر لي ولشقيقتي أجود أنواع الشوكولاتة، بينما لم يكن يتحدث معنا مطلقًا عن السينما، وكان يميل للصمت والتفكير ولا يتكلم إلا عند الضرورة.. باختصار هو إنسان مفكر، الكتاب أقرب صديق له، تجده في كل ركن من أركان منزله، وما زلنا نحتفظ بمكتبته في منزلنا".
وعن الذي فاجأه بكتاب "مذكرات مجهولة صلاح أبوسيف" الذي أصدره الكاتب عادل حمودة، قال أبو سيف الحفيد: "كنت أعرف كل تلك القصص بما فيها كون قصة فيلم (شباب امرأة) مأخوذة عن واقعة حقيقية عاشها جدي، وحكاها لي والدي المخرج محمد أبوسيف" لكنه أضاف مؤكدًا أن هناك تفاصيل أخرى لم تصدر بالكتاب، لا يعرفها الأستاذ عادل حمودة.
وعن فيلم "النعامة والطاووس" الذي رحل صلاح أبوسيف قبل تقديمه، وتولى إخراجه نجله المخرج محمد أبوسيف، قال مصطفى: "قرر والدي إخراج الفيلم إهداءً وتحية لوالده بعدما تعثر لسنوات في الرقابة على المصنفات الفنية بسبب تحفظاتها، واعتقادي بأنه كان من الوارد جدًا أن يكون الفيلم أكثر جرأة لو كان من أخرجه هو (صلاح أبوسيف) الذي كان بالفعل بالبداية قد اختار له اسم (مدرسة الجنس)".
ويعود مصطفى بالتاريخ 46 عامًا، ليتحدث عن أكثر أفلام صلاح أبوسيف إثارة للجدل حتى اليوم؛ "حمام الملاطيلي"، ويقول: "هذا العمل كان مناسبًا للفترة التي قدمت به، ومن الصعب جدًا الاقتراب من موضوعات مشابهة حاليًا، وإلا سنجد جدلاً كبيرًا جدًا، وهذا العمل يكشف كيف كان صلاح أبوسيف لا يعبأ بتلك المشاكل، طالما لديه وجهة نظر يريد طرحها من خلال مواضيع بعينها".
"الفيلم على المستوى الفني أكثر من رائع، وقُدم بحرفية عالية جدًا"، يقول المخرج الشاب ويضيف: "عندما قدمت أوراقي للدراسة في معهد السينما، كتبت أن اسمي مصطفى محمد صلاح فقط، ولم أكمل اسم الجد، وتعمدت عدم الإشارة بأني حفيد صلاح أبوسيف، وذلك لأن والدي علمني ألا أبدأ طريقي في بناء مستقبلي بالاعتماد على اسم أو سمعة وتاريخ أحد، إن كنت لا أنكر أن هناك من ساعدوني كثيرًا بعدما عرفوا بالصدفة القرابة التي تجمعني به".
ويختتم مصطفى محمد أبوسيف بالقول: "المفارقة أنني عندما كنت أدرس في معهد السينما، كان هناك بعض الأساتذة الذين يتعمدون الترصد لي بدعوى أني أدعي فهم كل شيء لمجرد أني حفيد صلاح أبوسيف، وهذا لم يكن حقيقيًا، رغم أن الأمر وصل بأحد الدكاترة قبل خضوعي لاختبار شفهي أن قال لي: أنت فاهم بقى إنك عشان حفيد صلاح أبوسيف هنجحك؟! وتركني جالسًا، وقام باختبار الدفعة كلها، وفي النهاية لم يختبرني، وبالتالي رسبت، لمجرد أن يثبت لي مقدرته على فعل هذا".
فيديو قد يعجبك: