إعلان

كيف لحّن محمد فوزي على "دركسيون" سيارته أشهر أغانيه؟

02:25 م الأحد 15 أغسطس 2021

كتب- عبدالفتاح العجمي:

تحل علينا اليوم الأحد، ذكرى ميلاد أحد أشهر المطربين المصريين في القرن العشرين، المغني والملحن والممثل والمنتج الكبير الراحل محمد فوزي، إذ أنه من مواليد 15 أغسطس من العام 1918.

محمد فوزي ولد في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ونال الشهادة الابتدائية من مدرسة طنطا، وفيها اتضح ميله إلى الموسيقى والغناء منذ كان تلميذاً، وكان قد تعلم أصول الموسيقى على يد محمد الخربتلي الذي كان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.

وتأثر محمد فوزي بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب وأغاني السيدة أم كلثوم، وصار يغني أعمالهما على الناس في احتفالات مولد السيد البدوي، قبل أن يلتحق بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول للموسيقى في القاهرة، وبعد عامين تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها، وهناك تعرف على نجوم عصره: فريد الأطرش، ومحمد عبدالمطلب، ومحمود الشريف، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها.

وتقدم فوزي وهو في العشرين من عمره إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه بعامين، فرسب مطربا ونجح ملحنا مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحنا، ولأن الغناء في دمه؛ قرر "فوزي" إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه، وبسببها التحق بالفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلا ومغنيا في مسرحية "شهرزاد" لسيد درويش، ثم التحق ممثلا وملحنا ومغنيا بفرقة الممثلة فاطمة رشدي التي كانت تؤمن بموهبته.

أول أعماله في السينما شهدها العام 1944 بدور صغير في فيلم "سيف الجلاد"، قبل أن يُسند إليه المخرج محمد كريم دور البطولة في فيلم "أصحاب السعادة" أمام سليمان نجيب ورجاء عبده، لتنطلق رحلته ويؤسس سريعا شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947 وكان فيلم "العقل في إجازة" باكورة أعمالها، وبعد ثورة يوليو 1952؛ دخل الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية "بلدي أحببتك يا بلد"، والدينية مثل: "يا تواب يا غفور" و"إلهي ما أعدلك"، وأغاني الأطفال مثل "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل" وغيرها.

وقدّم محمد فوزي أغاني عديدة من ألحانه في مجموعة من الأفلام بلغ عددها 36 عملا منها: "ليلى بنت الشاطئ، معجزة السماء، ورد الغرام، الحب في خطر" وغيرها، كما لحّن للعديد من مطربي عصره أمثال محمد عبدالمطلب وليلى مراد وشقيقته هدى سلطان وغيرهم، وهو صاحب لحن النشيد الوطني للجزائر، كما أسس شركة مصرفون لإنتاج الإسطوانات لينتج من خلالها أغاني كبار المطربين في ذلك العصر مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وغيرهما، قبل أن يتم تأميم الشركة عام 1961.

ويعتبر محمد فوزي مرجعا موسيقيا مهما في تاريخ الموسيقى العربية وأحد أبرز مجدديها بالقرن الماضي، وكان فيّض العطاء والإلهام الموسيقي، وروى الموسيقار حلمي بكر، أن محمد فوزي لحّن واحدة من أشهر أعماله أثناء قيادة سيارته؛ وقال في لقاء نشره المخرج جميل المغازي عبر قناته على موقع "يوتيوب" في أبريل 2021: "أنا أذكر أنه في أغنية للمرحوم محمد فوزي لحّنها وهو راكب العربية في طريقه البيت، وهي أغنية (ساكن في حي السيدة) لمحمد عبدالمطلب، فوزي لحّنها على دركسيون العربية وهو سايق لحد ما وصل البيت كان خلص المقطع الأول كله".

وعانى محمد فوزي في سنواته الأخيرة صحيا للغاية، واحتار الأطباء في تشخيص مرضه، وسافر للعلاج في بريطانيا قبل أن يعود إلى مصر، ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين، قبل أن يغادر عالمنا في 20 أكتوبر عام 1966، تاركا من خلفه إرثا موسيقيا كبيرا خالدا ونحو 400 أغنية من أشهرها "حبيبي وعينيا، شحات الغرام، تملي في قلبي، الشوق، وحشونا الحبايب، اللي يهواك أهواه، مال القمر ماله، هاتوا الفوانيس يا ولاد، يا مصطفى" وغيرها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان