إعلان

محور "المسرح الشعري والكوميدي والتراجيدي" في أولى ندوات المهرجان القومي للمسرح المصري

07:03 م الأربعاء 29 سبتمبر 2021

مهرجان القومي للمسرح المصري

كتبت- منال الجيوشي:

انتهت أولى ندوات الملتقى الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري، والتي نوقش خلالها 3 محاور حول المسرح الشعري والمسرح الغنائي والتراجيديا ، وأدار المحاور الناقد جرجس شكري عضو اللجنة العليا للمهرجان .

كانت أولى المحاور المسرح الشعري، من القصيدة العمودية إلى الشعر الحديث، وتحدث الدكتور أسامة أبو طالب مؤلف كتاب المسرح الشعري الحديث قائلا : لابد للمسرحيين أن يحضروا الندوات التثقيفية ولماذا لا يحضرون هذه الندوات ؟ فهل اكتفوا ثقافيا؟، ولابد للشباب المسرحيين أن يعلموا أنه لا يوجد عمل مسرحي دون فكر وثقافة ، مشيرا إلى إن الشعر الحديث مقيد بالشعر التقليدي ولولا الشاعر صلاح عبد الصبور ما كنت أحببت المسرح الشعري وأتذكر مقولته الشهيرة بأن المسرح بدا شعرا وسينتهي شعرا .

وأضاف " أبو طالب " كان من الرقي قديما أن يلتفت الفلاح البسيط للقصائد الشعرية التي تتغني بها أم كلثوم على سبيل المثال مما يدل على ثقافة وتنوير العقل برغم بساطة التعليم ، وكنا لا نعاني من كم السطحية وعدم التنوير والتفكير الذي يعاني منها الشباب حاليا .

وقال الناقد المسرحي جرجس شكري إنه من الضروري والمهم أن يلتفت المثقفون والفنانون إلى تلك الملحوظة التي أثارها الدكتور أسامة بضرورة اهتمام الفنانين بالمحاور الثقافية ، وأن المسرح الشعري مرتبط بالمستوى الفكري والثقافي ، وإن أردت أن تكون فنانا مسرحيا لابد وأن نهتم بالتنوير والقوى الناعمة بالثقافة بشكل عام .

في المحور الثاني: "نصوص المسرح الغنائي بين الرافد الأجنبي والأصول المصرية " تحدث الدكتور مصطفي سليم وقال إن الصوت مهم جدا في العمل المسرحي وأن الأوبريت غير منفصل عن النص المسرحي، وأنه لم تنقطع صلة العامة باللغة الفصحى والغناء في كل الأزمنة لأن الغنائية هي ذاتية ، ومن المهم أن نستطيع التفرقة بين المسرح الغنائي الصامت والأوبريت .

وأضاف " سليم ": المؤسس الحقيقى للمسرح الغنائي في مصر هو الشيخ سلامة حجازى الذي كان يتربع على عرش الأغنية وكان أسلوبه متأثرا بالمدرسة الدينية من ناحية والغناء التركي من ناحية أخرى ، وللأوبريت سبع أشكال مهمة كان لا يمكن الاستغناء عنها بالمسرح .

وأشار " سليم " إلى أن الفنان سيد درويش بدأ يدعم ويطور أيضا في هذا النوع من المسرح ويعتبر رائد تطويره فهو أول من اهتم بالتعبير الموسيقي الدرامي وتوظيف الآلات بحيث أصبحت لها دور فعال في الحالة الإنفعالية للمشهد المسرحي ، كما أن الثابت داخل الأوبريت أو الحليات هو المونولوج العاطفي وهو من الأغراض الأساسية التي كانت تتواجد في الجلسات ، و أن المونولوج الغنائي والعاطفي والفكاهي كانت من أهم القوالب الحديثة لفن الغناء العربي وقدمه لأول مرة سيد درويش .

وقالت الدكتورة ياسمين حسيب إننا لدينا فقر في الإبداع في المسرح المصري بسبب عدم إجادة التسويق للجمهور المستهدف ، والتراجيديا مصطلح يونانيٌّ في أصوله، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، إذ استخدمه الإغريق لشكلٍ معينٍ من المسرحيات التي يتم عرضها في المهرجانات ، ودعمت الحكومات المحلية هذه المسرحيات التي كانت تحاط بجوٍ من الطقوس الدينية بحضور الجماهير والكاهن الأكبر .

وأضافت " حسيب " خلال مناقشتها بالجلسة الأولي تحت عنوان " التراجيديا من الترجمة والاقتباس إلى التجربة المصرية": "إن الفرق بين التراجيديا اليونانية والتراجيديا الانجليزية أن التراجيديا اليونانية تركز على موضوعٍ جادٍ ومؤامرة ، وأبطالها عظماء متساوون مع الآلهة في أهميتهم وتهدف إلى التعليم الديني. في حين نجد في التراجيديا الإنكليزية عدة خطوطٍ تتطور في نفس الوقت إلى مؤامراتٍ ومخططاتٍ فرعيةٍ، أبطالها من جميع مناحي الحياة، وهي مزيجٌ من الكوميديا .

وأشارت إلى أن التراجيديا هدفها تعليميٌّ في المقام الأول لقضايا دينية أو أخلاقية، على الرغم من أن هدفها الأساسي هو الترفيه ، وبالرغم من تلك الروايات المأساوية تناولت الأسئلة الدينية والنفسية العظيمة المحيطة بالمعاناة الإنسانية ، وأن التراجيديا حتى اليوم لا تزال نوعًا أدبيًّا يحظى بتقديرٍ كبيرٍ، وذلك مع استمرار القراء في الاستمتاع بالمآسي المكتوبة منذ آلاف السنين، ومع استمرار إنتاج أشكالٍ جديدةٍ من هذا الأدب المحيطة بالمعاناة الإنسانية .

فيديو قد يعجبك: