لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نظام الدفع الرباعي يغزو جميع الطرازات

01:28 م الثلاثاء 29 أكتوبر 2013

كان تجهيز السيارات بنظام الدفع الرباعي يقتصر في السابق على السيارات المخصصة للأراضي الوعرة؛ حيث يتيح هذا النظام لسيارات من قبيل تويوتا Land Cruiser ولاند روفر Defender وجيب Wrangler التغلب على ظروف القيادة القاسية أثناء السير في هذه الطرق غير المعبدة. وعلى الجانب الآخر كانت شركات السيارات تكتفي بتجهيز سيارات الركوب العادية بمحور للدفع. ولكن هذه الاستراتيجية شهدت تغيراً جذرياً في الآونة الأخيرة؛ حيث يغزو نظام الدفع الرباعي الطرازات العادية حالياً.

 

فبفضل أساطير سباقات الرالي من أمثال فالتر رورل وميشيل موتون لم يزد عدد سيارات الأراضي الوعرة بشكل واضح فحسب، بل اتسعت أيضاً باقة الموديلات العادية المُجهزة بنظام الدفع الرباعي؛ حيث باتت سيارات الصالون والسيارات الصغيرة وسيارات الفان والكومبي وكذلك السيارات الخدمية الخفيفة تعول هي الأخرى على الاستفادة من قوة الجر. ويمتد نطاق تجهيز السيارات العادية بنظام الدفع الرباعي من السيارة فيات Panda 4x4 إلى مرسيدس 4Matic من الفئة S. وفي الآونة الأخيرة تقدم شركة بي إم دبليو 45 موديلاً مزوداً بنظام الدفع الرباعي، من بينهم سيارة الصالون الفارهة التي تنتمي للفئة السابعة. وأعلنت مرسيدس أن باقة طرازاتها تتضمن موديلاً مزوداً بنظام الدفع الرباعي من السيارة الكوبيه رباعية الأبواب CLS للمرة الأولى. وتسير شركة أودي على نفس الدرب؛ حيث كشف جوزيف شلوسماخر، المتحدث الإعلامي باسم أودي، أن الشركة تخطط لتجهيز سيارتها الصغيرة A1 بنظام الدفع الرباعي الذي تشتهر به أودي والمعروف باسم Quattro.

 

وتستهوي هذه التقنية العملاء في كل الأحوال. ويسوق فابيان برانت، خبير السيارات لدى شركة «أوليفر وايمان» لاستشارات الإدارة بمدينة ميونيخ جنوب ألمانيا، عدة أسباب لهذا التطور، ويقول :"يتوافر للسيارات مزيداً من الأمان على الطريق". وأضاف برانت أن نظام الدفع الرباعي يعمل على تحسين نقل القوة إلى الطريق، لاسيما مع السيارات المُزودة بمحركات قوية. ويفسر برانت ذلك بقوله :"فحينئذ لا يذهب عزم الدوران هباءً على الطريق، وإنما يتم تحويله إلى قوة دفع".

 

ومنذ وقت طويل أصبح نظام الدفع الرباعي يُشكل أحد قطاعات التسويق لدى شركات السيارات. ويقول برانت :"نجحت شركات السيارات الفاخرة على وجه الخصوص في جعل نظام الدفع الرباعي ماركة داخل الماركة وتوفيره كخيار حصري، مثلما فعلت أودي مع نظامها Quattro ومرسيدس مع نظامها 4Matic. وهذا من شأنه ضمان معدلات تركيب عالية". وهذا يعني جني أرباح طائلة من وراء هذا النظام؛ إذ لا تتوافر هذه التقنية بدون مقابل، وإنما نظير تكلفة إضافية.

 

واليوم تعتبر تقنية الدفع الرباعي معقدة للغاية، على سبيل المثال فيما يتعلق بتوزيع القوة. ففي الوقت الحاضر يحل غالباً نظام تعزيز الاتزان الإلكتروني محل المواضع التي كان يتم فيها توجيه تدفق القوة سابقاً ميكانيكياً أو بواسطة قوابض خاصة أو حتى في بعض الأحيان بواسطة صندوق تروس ذي نسبة تخفيض. وفي حال تعرض السيارة للانزلاق يقوم نظام تعزيز الاتزان الإلكتروني بتشغيل محور الدفع الثاني. وبمجرد أن تدور عجلات مفردة بشكل منفلت، يتم تحويل القوة إلى عجلات أخرى. ويتمثل تأثير هذه التقنية في تحسين كفاءة الجر وتحقيق ديناميكية قيادة مثالية. وفي السيارة بي إم دبليو X3 الجديدة - بحسب مدير المشروع لوتس رومر – يتم نقل القوة إلى العجلات الخلفية بشكل مقصود، كي تبدو السيارة بأنها ذات طابع رياضي أكثر.

 

ويعزز صناع السيارات هذا الانطباع أيضاً من خلال الأقفال التفاضلية التي يتم التحكم فيها إلكترونياً وأنظمة توجيه العزم (torque vectoring systems) التي تتيح بالإضافة إلى ذلك إمكانية توزيع عزم الدوران يميناً ويساراً. وأوضح رومر فائدة ذلك، قائلاً :"إذا قام قائد السيارة بكبح العجلة الموجودة جهة المنعطف برفق، فستزداد سرعة اجتياز المنعطف".

 

ولعل الاتجاه نحو السيارات الكهربائية لن يوقف زحف نظام quattro وما على شاكلته؛ ففي كثير من الموديلات يتيح المحرك الكهربائي استخدام تقنية الدفع الرباعي، مثلما هو الحال مع الموديل الهجين من السيارة بيجو 3008. وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية كيفية العمل، قائلاً :"بينما يقوم محرك الديزل بدفع المحور الأمامي، يتولى المحرك الكهربائي مهمة دفع المحور الخلفي". وأضاف :"إذا عمل المحركان سوياً، فإن هذا يعني دفع السيارة 3008 بالعجلات الأربع". وإلى جانب ذلك غالباً ما يتم تصميم السيارات التي تسير بالطاقة الكهربائية الخالصة بحيث تكون صالحة للتجهيز بنظام الدفع الرباعي، على سبيل المثال مرسيدس SLS e-cell أو أودي e-Tron".

 

ويتيح استخدام تقنية الدفع الرباعي مع السيارات الكهربائية والهجينة إمكانية التوفير في الوقود. وتجسد السيارة أودي  E-Tron Spyder هذا المفهوم؛ حيث يقوم محرك ديزل سداسي الأسطوانات V6 بدفع المحور الخلفي، في حين يتم دفع المحور الأمامي بسواعد محركين كهربائيين. ويؤكد شلوسماخر، المتحدث باسم أودي، أن هذه التوليفة من المحركات التي يتم التحكم فيها بنظام إلكتروني لا تسهم في تحسين خصائص القيادة فقط، بل تعمل أيضاً بشكل مثالي على استعادة الطاقة، وهي العملية التي يطلق عليها خبراء السيارات اسم «Recuperation». وأوضح شلوسماخر أنه عندما تعمل المحركات الكهربائية كمولدات للطاقة، فإن نظام الدفع الرباعي لا تقتصر وظيفته على زيادة متعة القيادة فحسب، بل يسهم أيضاً - وللمرة الأولى - في قيادة السيارة بشكل اقتصادي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان