لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أنظمة المساعدة الفعالة .. من فرق الحراسة إلى قوات التدخل السريع

02:01 م الإثنين 25 نوفمبر 2013

لقد اعتاد قائدو السيارات منذ عهد طويل على الملائكة الحارسة الإلكترونية؛ فبدءاً من سيارات الفئة المتوسطة فصاعداً قلما يوجد موديل جديد لا يأتي أيضاً مدججاً بأنظمة مساعدة جديدة.

 

ولقد بدأ عهد أنظمة المساعدة الفعالة بتزويد السيارات ببرنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني ESP والذي يرى الخبراء وواضعو الإحصائيات أنه يُشكل مع أحزمة الأمان والوسادات الهوائية أهم عناصر السلامة وأكثرها فعالية على الإطلاق. وفي البداية كان الأمر يقتصر على فرملة عجلات مفردة أوتوماتيكياً من أجل تعزيز اتزان السيارة المتدحرجة أو المنزلقة. ومنذ أن أضحى بإمكان السيارات «رؤية» نفسها بفضل تزويدها بمستشعرات رادارية ومستشعرات بالأشعة تحت الحمراء أو كاميرات فيديو، باتت أنظمة المساعدة الفعالة تتدخل في المواقف الخطيرة بصورة أكبر بكثير من ذي قبل.

 

ويمكن تجهيز الكثير من الموديلات بدءاً من الفئة العليا ونزولاً إلى الفئة المتوسطة بمنظم السرعات الفعال مثلاً على الأقل نظير تكلفة إضافية. ولا يقوم هذا النظام بمراقبة سرعة السيارة فحسب، بل مسافة الأمان مع السيارة التي تسير في الأمام أيضاً. وفي السيارات الفاخرة من قبيل أودي A8 الجديدة ومرسيدس الفئة E أو S وبي إم دبليو الفئة الخامسة وفولفو XC60 تُستخدم نفس التقنية كنظام إلكتروني للفرملة الاضطرارية أيضاً.

 

وأوضحت إيفا ليزا بوك، المطورة بشركة فولفو بمدينة غوتنبورغ جنوب السويد، كيفية عمل هذا النظام بقولها :"إذا كان سيقع حادث لا محالة بسبب تجاهل قائد السيارة لكل الإشارات التحذيرية، فيتولى النظام الإلكتروني مهمة تنشيط الفرامل بنفسه". وأضافت بوك :"فربما يحول ذلك دون وقوع حادث في ظل القيادة بسرعات منخفضة. أما إذا تعذر تفادي الحادث، فإن النظام يسهم على أقل تقدير في خفض شدة التصادم ومن ثم تقليل خطر الإصابة".

 

وفي الطراز S60 الجديد تخطو الشركة السويدية خطوة أخرى للأمام؛ ففي هذا الطراز لا يتتبع نظام المساعدة الإلكتروني السيارات التي تسبق السيارة فحسب، بل يمكنه أيضاً في ظل القيادة بالسرعات المسموح بها داخل المدن التعرف على المشاة الذين يعبرون الطريق بالعرض بواسطة كاميرا فيديو ومن ثم يقوم بإيقاف السيارة أوتوماتيكياً قبل وقوع حادث.

 

وإلى جانب الفرامل ستتدخل الأنظمة الإلكترونية في توجيه السيارة مستقبلاً بشكل متزايد. ولم يُعد صف السيارة للانتظار أوتوماتيكياً بضغطة زر دون تدخل من قائد السيارة سوى لزيادة سرعتها أو لفرملتها أمراً فريداً من نوعه منذ أن ظهر الجيل الثاني من السيارة تويوتا Prius للنور، وكذلك منذ طرح فولكس فاغن لطرازاتها Touran و Tiguan أو مرسيدس لسيارات الفئة A و B بالأسواق.

 

وصحيح أن نظام المساعدة على صف السيارة مازال يعمل كالشبح، غير أنه يتعين على قائد السيارة أن يسير أثناء قيام النظام بعمله بسرعة المشي والتحرك في الغالب بين سيارات متوقفة.

 

ولكن هذا الأمر سيتغير في المستقبل؛ فعما قريب سيتدخل النظام الإلكتروني في توجيه عجلة القيادة في ظل السير بسرعات عالية نسبية أيضاً. وعندما يحين موعد انطلاق السيارة مرسيدس CL الجديدة في خريف هذا العام، فإنها ستكون - بحسب المعلومات الصادرة عن الشركة بمدينة شتوتغارت جنوب ألمانيا - أول سيارة مُجهزة بأنظمة مساعدة فعالة لتغيير حارة السير ورؤية الزاوية الميتة. وأوضح المتحدث باسم الشركة نوربرت غيزن أنه إذا قام السائق بتوجيه السيارة إلى الحارة الجانبية دون قصد أو شرع في تخطي السيارات التي تسير أمامه، بينما تقترب منه سيارة أخرى قادمة من الخلف، فسوف يتم فرملة العجلة الأمامية على الجهة المقابلة عبر عمليات التحكم التي يجريها نظام ESP.

 

وبذلك يتحقق التأثير التالي: تتخذ السيارة أوتوماتيكياً الاتجاه الآمن. غير أن مرسيدس تعود وتؤكد على أن قائد السيارة لا تزال له اليد العليا في تلك الأثناء، فإذا ما قام بتوجيه السيارة في اتجاه آخر عن عمد، فسوف يستجيب نظام المساعدة الإلكتروني لرغبته.

 

ولكن حركات تصحيح المسار البسيطة لا تُعد كافية على المدى الطويل، لذا تعكف مرسيدس وأودي حالياً بالفعل على تطوير أنظمة مساعدة يمكنها في حالات الخطر التدخل أوتوماتيكياً لتفادي وقوع حادث. وأوضح يوهان شتول المطور بشركة أودي بمدينة إنغولشتات جنوب ألمانيا قائلاً :"لهذا الغرض لا يتعين على النظام تحديد العائق بشكل واضح فحسب، بل التعرف أيضاً على محيط السيارة كي يتمكن من تفادي العائق دون التعرض لخطر". ويقول فالتر زيغلر المطور بشركة مرسيدس إن هذا النظام يعمل بكفاءة تامة في ساحات الاختبار المغلقة، مشيراً إلى أنه حتى يصل مثل هذا النظام إلى درجة النضج فسوف يستغرق الأمر "ما لا يقل عن جيل سيارات".

 

وعلى مستوى الأبحاث قطع صناع السيارات شوطاً أكبر من ذلك بكثير، ونظراً لأن أنظمة المساعدة أفضل بكثير من البشر كما أن العمل كقائد لاختبار السيارات يزداد خطورة باستمرار، تعتمد مرسيدس في اختبارات القيادة التي تجريها في الآونة الأخيرة بشكل كلي على سيارات اختبارية أوتوماتيكية بالكامل تقوم بتنفيذ برامج الاختبار بدون سائق على الإطلاق. وتعول شركة بي إم دبليو في الآونة الأخيرة على الأنظمة الإلكترونية في التدريب على القيادة في حلقات السباق. ولكي يصل السائق إلى خط السباق، يمكنه أن يترك زمام الأمور على حلبة «نوردشلايفه» أو حلبة «هوكينهايمرينغ» الألمانيتين للشهاب الذي يستقله وينطلق - كما لو كانت يد خفية تقوده - على مسار مخزن من قِبل سائق محترف في إحدى جولات السباق السريعة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان