معرض لوس أنجليس .. ملتقى عشاق السرعة والقوة

ينصب اهتمام شركات السيارات العالمية حالياً على تطوير الموديلات السوبر رياضية وسيارات الأراضي الوعرة الضخمة، بعد أن قدمت خلال الفترة الماضية سيارات مزودة بتقنيات دفع بديلة وموديلات كهربائية. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال فعاليات معرض لوس أنجليس الدولي للسيارات الممتد حتى الأول من شهر كانون أول/ديسمبر، والذي يعتبر آخر معارض السيارات الهامة خلال هذا العام.

     وقد لفتت السيارة Galpin GTR1 الأنظار إليها بشدة خلال دورة المعرض لهذا العام، وأوضحت الشركة الأمريكية أنها تعتبر بمثابة إصدار عصري من سيارة فورد Mustang GT الأسطورية. وتعتمد هذه السيارة السوبر رياضية على سواعد محرك  مُعدل ثماني الأسطوانات V8 مزود باثنين من شواحن التربو ويولد قوة تبلغ 760 كيلووات/1024 حصان.

     وبفضل هذه القوة الحصانية الخارقة ينطلق المارد الأمريكي GTR1 من الثبات حتى سرعة 100 كلم/ساعة في غضون 3 ثوان، وتزيد سرعته القصوى عن 360 كلم/ساعة، وبالتالي لا توجد سيارة رياضية أخرى بمعرض لوس أنجليس يمكنها منافسة هذه الأيقونة الرياضية. ومن المقرر إنتاج السيارة GTR1 بأعداد محدودة وتتوافر بتكلفة تقترب من مليون دولار أمريكي.

     كما شهدت أروقة معرض لوس أنجليس الدولي إشراقة العديد من السيارات الرياضية الأخرى مثل الإصدارات الكوبيه من سيارة جاغوار F-Type، والتي تنطلق بقوة تتراوح ما بين 250 كيلووات/340 حصان إلى 404 كيلووات/550 حصان. كما قدمت شركة بورشه الألمانية سيارتها المكشوفة 911 تربو.

     وقامت شركة مرسيدس بإزاحة الستار عن الإصدار النهائي «Final Edition» من أيقونتها SLS AMG. وأكدت الشركة الألمانية أن إنتاج الإصدار الخاص النهائي يقتصر على 350 نسخة فقط من السيارة التي تم إنتاج حوالي 12 ألف نسخة منها، وبعد ذلك تصبح السيارة المجنحة الحالية جزءاً من الماضي.

بيك آب وSUV

     وإلى جانب الموديلات السوبر رياضية ظهرت أيضاً موديلات البيك آب والسيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV). وعلى الرغم من أن سكان كاليفورنيا يتعين عليهم قيادة السيارات لمسافة طويلة حتى يصلوا إلى البرية والمناطق الوعرة، ولكن الطرق السيئة في هذه المدينة الكبيرة تتيح للعملاء الاستمتاع بقيادة موديلات الأراضي الوعرة.

     وبعد أن كشفت جنرال موتورز مؤخراً النقاب عن الموديل الجديد من سيارة كاديلاك Escalade، احتفلت الشركة الأمريكية خلال المعرض بالإطلالة الأولى لموديلات شيفروليه Tahoe و Suburban و Colorado التي تعتمد على نفس الجوانب التقنية، بالإضافة إلى السيارات الرياضية متعددة الأغراض (SUV) مثل جنرال موتورز Yukon و Denali. وتمتاز جميع الموديلات الجديدة بأنها أكبر حجماً وأكثر فخامة، مع تزويدها بالعديد من التجهيزات الفاخرة، ويمكن تجهيزها حسب رغبة العملاء بمحرك ثماني الأسطوانات.

     وتأتي سيارة فورد Edge مزودة بمحرك سداسي الأسطوانات، وسيتم طرحها في الأسواق الأمريكية خلال الصيف القادم، على أن تظهر في الأسواق العالمية الأخرى بدءاً من عام 2017. وتتبع هذه السيارة الجديدة الخطوط التصميمية لسيارة فورد Kuga وغيرها، وتمتاز ببنية هيكلية ضخمة وتزخر بالعديد من أنظمة المساعدة الذكية. ولم تفصح الشركة الأمريكية عن أية تفاصيل بشأن طرازات المحرك، ولكنها تروج لسيارتها الجديدة من خلال نظام المساعدة على صف السيارة، والذي يتيح إمكانية التحكم في السيارة من الخارج عن طريق الحاسب اللوحي آيباد الشهير.

إبداعات أوروبية

     ولم يقتصر الاهتمام بالسيارات الرياضية متعددة الأغراض على الشركات الأمريكية فقط، بل إن العلامات التجارية الأوروبية قدمت إبداعاتها الجديدة في هذه الفئة من السيارات التي تشهد رواجاً كبيراً في الأسواق. وشهد جناح لاندروفر بمعرض لوس أنجليس الدولي للسيارات كشف النقاب عن الإصدار الطويل من سيارة رينج روفر الجديدة.

     كما قدمت شركة مرسيدس الألمانية سيارة اختبارية تكشف بعض الملامح المستقبلية للسيارة GLA 45 AMG المدمجة، والتي من المتوقع طرحها خلال 2014 ضمن باقة الموديلات القياسية. وجذبت شركة بورشه اهتمام زوار المعرض من خلال سيارتها Macan الجديدة.

     ويعتمد الشقيق الأصغر لبورشه Cayenne على القاعدة التقنية لسيارة أودي Q5، ولكنه يتمتع بشخصية تصميمية مستقلة، ومن الوهلة الأولى يكتشف الزوار الملامح المميزة لموديلات بورشه الألمانية. وتوفر الشركة الألمانية لسيارتها الجديدة باقة محركات تغطي نطاق قوة يمتد من 190 كيلووات/258 حصان إلى 294 كيلووات/400 حصان.

     ووسط كل هذه السيارات السوبر رياضية موديلات الأراضي الوعرة ظهرت بعض السيارات الجديدة التي تنتمي إلى فئات أخرى، ومنها على سبيل المثال الجيل الجديد من سيارة ميني وكذلك الإصدار الكابريو من سيارة بي إم دبليو من الفئة الرابعة. ولم يَعد هناك حديث يدور عن أنظمة الدفع البديلة على الأقل في أجنحة الشركات الأمريكية. ولكن وكلاء الشركات العالمية وخاصة الألمانية حرصوا على لفت انتباه الزوار من خلال تقديم بعض الأيقونات الجديدة.

     وشهد جناح شركة بي إم دبليو الألمانية ظهور السيارات الكهربائية i3 و i8، وقدمت شركة دايملر الإصدارات الكهربائية من موديلات سمارت وموديل الفئة B. وعرضت شركة فولكس فاغن سيارتها E-Golf، وكشفت شركة أودي الألمانية النقاب عن السيارة A3 e-Tron المزودة بمنظومة دفع هجين.

     ولكن كل هذه الموديلات الكهربائية تبدو قديمة بعض الشيء إلى جانب سيارة هوندا FCEV الاختبارية، والتي تشبه مركبة فضاء صغيرة تسير على عجلات، وتعتمد منظومة دفع تعمل بأحدث تقنيات خلايا الوقود. وتهدف الشركة اليابانية إلى إطلاق منظومة الدفع الجديدة ضمن الموديلات القياسية اعتباراً من عام 2014، والتي تعمل على توليد تيار من الهيدروجين لتشغيل المحرك الكهربائي.

موديلات واقعية  

     ومن الملاحظ أن معرض لوس أنجليس الدولي للسيارات لا يعتبر ملتقى السيارات المثالي الذي يظهر فيه الكثير من الرؤى التصميمية، وأوضح فيني ماندزاك، من شركة مرسيدس الألمانية، أن العملاء في الأسواق الأمريكية لا يمكنهم الانتظار لسنوات طويلة، كي يحصلوا على رغباتهم، حتى إذا كانت سيارة الأحلام.

     ولذلك فإن جميع النماذج الاختبارية التي تم تسليط الأضواء عليها بدورة المعرض لهذا العام، تتسم بالواقعية وتقف على أرضية صلبة ويمكن إنتاجها قريباً بشكل قياسي. وهو ما ينطبق أيضاً على النموذج الاختباري Vision Gran Turismo من شركة مرسيدس، والذي ظهر في لعبة الكمبيوتر. وتهدف الشركة الألمانية من خلال هذا النموذج الاختباري اكتشاف ردود أفعال العملاء بشأن الجيل الجديد من السيارة SLS AMG، المقرر طرحها في الأسواق خلال فصل الخريف القادم.