لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تعرف على أول سيارة تطوف قارة كاملة بطاقة الرياح

09:49 م السبت 18 يناير 2014

عندما وصل ديرك جيون إلى خط النهاية في الرحلة التي شاركه فيها زميله الألماني في المغامرات شتيفان سيمرير عبر القارة الأسترالية صاح مؤكدا أن السيارة الرياضية ذات المقعدين التي قطعا بها الرحلة لفتت أنظار كل من رآها، وقال أن كل من وقعت عيناه عليها توقف مشدوها ليحدق فيها.

 

وأضاف قائلا : " إنك لو ركبت سيارة فاخرة من طراز لامبورجيني أو فيراري ثم طليتها باللون الأرجواني مع تزيينها بنقاط خضراء ثم قمت بقيادتها وأنت متجرد من ملابسك فلن تحصل على انتباه أكبر أو تلفت مزيدا من الأنظار يفوق ما ستحصل عليه لو كنت تقود هذه السيارة الرياضية ".

 

وبالفعل تجمع الكثير من الأشخاص عند نقطة النهاية لرحلة السيارة الرياضية التي استغرقت 18 يوما عند  جسر ميناء سيدني لكي يلمسوا بإعجاب مفرط هذه السيارة ذات السقف المفتوح ويطرحوا سؤالا واضحا: ما الذي يجعل هذه السيارة تعمل وتتحرك ؟.

 

ويقفز الرد قادما من خلف السيارة حيث توجد طاحونة هوائية لتوليد الكهرباء مصنوعة من نبات البامبو تشبه أنبوب العادم الخلفي لصاروخ كارتوني لسفينة فضاء، ويقوم المغامران بإخراج العمود الذي يحمل الطاحونة الهوائية من السيارة وإقامته كل 400 كيلومتر تقريبا على جانب الطريق لتوليد الطاقة اللازمة لإعادة شحن بطاريات إيون اللثيوم الموضوعة تحت الغطاء المعدني للمحرك.

 

واستهلكت الرحلة من الساحل إلى الساحل عبر القارة الأسترالية التي قطعت السيارة خلالها خمسة آلاف كيلومتر ما قيمته 25 دولارا أمريكيا من الكهرباء.

 

ويؤكد جيون أن الجميع أعربوا عن إعجابهم بهذه الفكرة، كما أعربوا عن استعدادهم لاستخدام هذه التكنولوجيا وعن رغبتهم في الحصول عليها وتطبيقها، مشيرا إلى أن هناك قبولا عاما لها.

 

ويعد كل من جيون وسيمرير أول من يعبر القارة الأسترالية باستخدام سيارة تعمل بطاقة الرياح، كما أنهما سجلا رقما قياسيا في قطع أطول مسافة سفر باستخدام سيارة تعمل بطاقة الرياح خلال فترة زمنية تبلغ 36 ساعة.

 

وقد أثارت هذه الرحلة اهتمام وإعجاب الناس، غير أن معظمهم يريدون وسيلة أكثر سهولة في الاستخدام عند السفر عبر القارة الأسترالية مثل تقليص وزن السيارة ليصبح 200 كيلومتر بما في ذلك وزن طاحونة الهواء، وتحسين رفاهية السيارة حيث أنها تلتزم بالتقشف كما أنها غير مريحة مثل سيارة سباق في فورميولا 1.

كما أن هذه السيارة لا تتمتع بأية حماية من أشعة الشمس أو المطر وليست بها أية وسائل للترفيه أو جهاز لتكييف الهواء أوتروس للغيار  الخلفي تمكنها من السير للخلف، والأداة الوحيدة التي تحملها هي جهاز لقياس الجهد الكهربائي.

 

كما يوجد جهاز لإعادة شحن البطاريات بالتوربين وجهاز مماثل لشحن البطاريات خلال ثمان ساعات يمكن وصله مباشر بالشبكة العامة للكهرباء.

 

ويقول جيون أنه يمكن شراء أية قطعة من السيارة باستثناء البطاريات من متجر للدراجات.

 ويمكن توجيه السيارة عن طريق مقود يشبه مقود الدراجة التي تسير على المرتفعات بأكثر مما يشبه عجلة القيادة في السيارة العادية، وللسير للخلف يمكن لقائد السيارة أن يضع يده ببساطة فوق جانب المقود ويناور بالسيارة كما لو كان جالسا على مقعد متحرك.

وتتعلق جميع جوانب دفع وتسيير السيارة بالأداء حتى لو كان الأمر متعلقا بالمادة المصنوع منها إطارات السيارة والتي تقلل من مقاومة الدوران التي تتعرض له إطارات الدراجة العادية بنسبة عشرة في المئة.

 

والشيء الملفت للنظر حقا هو علبة البطارية، وتزن البطاريات الأربع في السيارة 80 كيلو جراما وتعد الأحدث من الناحية التقنية، وتبلغ سرعة السيارة التي أطلق عليها اسم " مستكشف الرحلات " نحو 50 كيلومترا في الساعة، ومع ذلك يمكن لقائد السيارة أن ينشر طائرة ورقية لتحلق في الجو عندما تكون الرياح مواتية لتساعد على جر السيارة مما يزيد من سرعتها إلى 70 كيلومترا في الساعة.

 

واستطاعت "مستكشف الرحلات" بمساعدة إطلاق طائرة ورقية قطع مسافة 492 كيلومترا خلال يوم واحد.

 

ويقول جيون إنهما حصلا على الكهرباء من الرياح كما حصلا عليها من الشبكة الكهربائية العامة واستعانا أيضا بطائرة ورقية، وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك هو الوسيلة المثلى لاستخدام تقنيات الطاقة المتجددة وذلك بالمزج بين عدة طرق منها، ويضيف إنه توجد عدة سبل لاستخدام الطاقة الطبيعية.

 

وتم بالفعل تبني هذا المنهج في السيارات المهجنة مثل السيارة التيوتا طراز " بريوس" التي تجمع بين طاقة البطارية وبين محرك الاحتراق الداخلي التقليدي.

 

ومن الناحية المثالية كان من المفترض أن يتم تزويد السيارة " مستكشف الرحلات " بألواح الطاقة الشمسية حتى يمكن إضافة هذا النوع من الطاقة إلى طاقة الرياح في تشغيل السيارة، وبالمثل كان من المفترض من الناحية المثالية ألا تكون هناك حاجة لأن تتبع السيارة مركبة مساندة حيث أنها تقطع رحلة طويلة عبر القارة الأسترالية.

ويعد جيون من كبار مشجعي الطاقة المولدة من الرياح، وفي عام 2004 استخدم ما يشبه الزلاجة المزودة بطائرة ورقية للقيام برحلة من مدينة أديلايدي إلى مدينة داروين في أقصى الشمال ألأسترالي وهي رحلة يبلغ طولها ثلاثة آلاف كيلومتر، وتم قطعها بدون استخدام أي نوع آخر من الطاقة بخلاف تلك التي تقدمها الرياح السائدة مجانا.

 ويرى جيون أن الرياح تعطي طاقة أكبر من الشمس، ويقول إنك لو أقمت طاحونة هوائية وسط رياح طيبة فيمكن إعادة شحن البطارية بشكل أسرع.

 

ولكي يتأكد المغامران من الاستغلال الأمثل للرياح تم اختيار الطريق من مدينة ألباني بحيث يساير الساحل حيث يزود نسيم البحر بقوة مستمرة لتحريك الطاحونة، وكان من الضروري أيضا التخطيط لتوقف السيارة بحيث يتمكن التوربين من العمل بشكل أفضل.

 

وتبدو " مستكشف الرحلات " كسيارة تقليدية بعكس المركبات التي تعمل بالطاقة الشمسية التي تتسابق بشكل منتظم في شوارع المناطق الريفية النائية باستراليا التي تتميز بأنها مسطحة ومشمسة، وبقليل من العمل يمكن "لمستكشف الرحلات" أن يكون حجمها أكبر وأن تكون أكثر راحة.

 

ومن المفترض أن تصميم نسخة أنيقة من هذه السيارة لن يمكنها من تسجيل رقم قياسي في السرعة ولكن ذلك سيجعلها أكثر جاذبية بالنسبة لقائدي السيارات العاديين.

 

ويوضح جيون أن هذه السيارة ليست على غرار السيارات التجريبية، ولكنها مثل سيارة رياضية مفتوحة السقف، ويمكن السير بها وسط حركة المرور، كما يمكنك الجلوس فيها كما تجلس داخل أية سيارة عادية وأن ترى حركة المرور حولك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان