إعلان

مجموعة العادم الرياضية .. بين الادعاءات والحقائق

12:20 م الأحد 05 يناير 2014

يلجأ بعض أصحاب السيارات، لاسيما من الشباب، إلى تزويد سياراتهم بمجموعة عادم رياضية بشكل لاحق من أجل إضفاء مظهر أكثر أناقة، وكي يزأر محرك السيارة بصوت أعلى أثناء الانطلاق على الطرقات. ولا تتكلف نهايات المواسير البسيطة سوى بضعة مئات من الدولارات، بينما تصل تكاليف مجموعات العادم الكاملة المصنوعة من التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ عدة آلاف من الدولارات.

 

     ويسعى بعض أصحاب السيارات من الشباب إلى تزويد السيارة بمجموعة عادم رياضية بفضل ما تتمتع به من مظهر جذاب وصوت قوي، وبالتالي يمكن تحويل مؤخرة سيارة فولكس فاغن البسيطة إلى مظهر سيارة السباقات DTM، كما يمكن لسيارة أوبل Astra أن تتمتع بصوت سيارات الراليات الشهيرة. وتبعاً لموديل السيارة يمكن لمجموعة العادم الجديدة أن تزيد القوة الحصانية للسيارة، وتَعد بعض الشركات عملائها بزيادة قوة المحرك بنسبة تصل إلى 10%.

     وأضاف أرنولف تيميل، من المركز التقني التابع لنادي السيارات (ADAC) بمدينة لاندسبيرغ الألمانية، قائلاً: "من يرغب في إضفاء مظهر مفعم بالقوة والحيوية على مؤخرة سيارته فقط، فيمكنه تزويد سيارته بنهاية مواسير العادم منخفضة التكلفة"، حيث تتوافر هذه الملحقات التكميلية في المتاجر المتخصصة نظير حوالي 40 دولاراً أمريكياً، ويتم تركيبها في مواسير العادم بواسطة مشبك أو مسامير تثبيت، ولكن مثل هذا الإجراء لا يؤثر على صوت المحرك ولا يزيد من قوته.

 

     وإذا كان هناك استعداد لدى المرء لدفع تكاليف أكثر، فيمكنه اللجوء إلى تجهيز سيارته بخافض صوت خلفي بشكل لاحق، وإلى جانب المظهر الرياضي فإن خافض الصوت الخلفي يصدر عنه صوت قوي للغاية. وأضاف الخبير الألماني أن تجهيز السيارة بخافض صوت خلفي يمكن أن يؤدي إلى زيادة طفيفة في قوة المحرك، ولكن لا يمكن ملاحظة ذلك أثناء قيادة السيارة.

 

قوة المحرك

     ولا يمكن زيادة قوة المحرك بصورة ملحوظة إلا عن طريق استبدال مجموعة العادم بأكملها بمجموعة رياضية جديدة؛ حيث أوضحت هيئة الفحص الألمانية (GTÜ) أن أنظمة العادم المصممة بدقة يمكن أن تقلل من الضغط المرتد للعادم مقابل شوط العادم للمحرك، وبالتالي تؤدي إلى تحسين الأداء وتوليد القدرة، نظراً لأن مجموعة العادم تؤثر بشكل كبير على عزم دوران المحرك ونطاق عدد اللفات القابل للاستخدام.

 

     وأوضح هانز جورج مارميت، الخبير لدى هيئة الفحص (GTÜ) الألمانية، قائلاً: "تشتمل مجموعة العادم الرياضية الجيدة على متشعب ووضع متطور وكذلك وصلة لمجموعة المواسير ونظام متطور لكاتم الصوت، بالإضافة إلى خافض صوت خلفي مع كاتم صوت أولى وأوسط.

 

     وتتضمن تجهيزات السيارات الحديثة أيضاً نظام متطور لتنقية العادم". ولتحقيق زيادة ملحوظة في قوة المحرك عن طريق تعديل مجموعة العادم، فلابد أن تكون مجموعة العادم الجديدة متوافقة بشكل مثالي مع المحرك والسيارة. وأشار الخبير الألماني إلى أن أعمال التطوير اللازمة لتعديل مجموعة العادم تحتاج إلى خبرة كبيرة ووقت كافٍ، ولذلك فإن تكلفة تعديل مجموعة العادم قد تصل إلى عدة آلاف من الدولارات.   

 

     وعند الحديث عن زيادة قوة المحرك فإن تعديل مجموعة العادم عادةً ما يكون جزءاً من أعمال تعديلية شاملة على السيارة، حيث يتطلب الأمر تدخلات أخرى، ومنها على سبيل المثال تعديل رقاقة بنظام التحكم في المحرك. ولا يُسمح بمجرد إزالة المكونات القياسية بمجموعة العادم، مثل كاتم الصوت الأولي والأوسط أو فك جهاز تنقية العادم، أو قيام صاحب السيارة نفسه بإجراء تعديلات على مجموعة العادم.

 

دعاية وهمية

     وأضاف الخبير الألماني تيميل أن تعديل مجموعة العادم بشكل لاحق لا يؤدي إلى خفض معدل استهلاك الوقود أو خفض الانبعاثات الضارة، حيث علل الخبير الألماني ذلك بقوله: "أنظمة العادم القياسية التي يتم تركيبها من قبل الشركات المنتجة تكون متطورة بدرجة كبيرة لتكون أكثر التزاماً بمعايير انبعاثات العادم الصارمة، وغالباً ما تكون الادعاءات بشأن التوفير في استهلاك الوقود عن طريق تغيير مجموعة العادم مجرد دعاية وهمية وخادعة".

 

     وحذر مارميت أصحاب السيارات من أنظمة العادم الرخيصة القادمة من الشرق الأقصى، نظراً لأن مثل هذه الأجزاء والمكونات لم يصدر لها ترخيص لاستعمالها في الأسواق العالمية المختلفة، فضلاً عن أنها قد تؤدي إلى إلغاء ترخيص السيارة في بعض الأحيان، وربما تؤدي إلى فقدان حقوق ضمان السيارة.

 

     ولذلك فإن الخبير الألماني يدق ناقوس الخطر محذراً من الانجراف وراء إغراء العروض  الرخيصة، نظراً لأن التصميم السيء لمجموعة العادم قد يتسبب في حدوث تلامس بينها وبين أجزاء السيارة الأخرى، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور أضرار أو نشوب حريق بالسيارة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان