إعلان

غضب يجتاح كوبا بعد السماح بالاتجار فى السيارات بعد انقطاع 50 عام

05:23 م الإثنين 06 يناير 2014

أشتاط مواطنو كوبا غضبا حيال قرار الحكومة بتحرير عمليةبيع السيارات على أرض الجزيرة ووصفوه بأنه "مهين!" و"فضيحة!".

ويعود هذا إلى الاسعار المرتفعة للغاية التي وضعتها وكالات بيع السيارات المملوكة للدولة، والتي تصل إلى حوالي 200 ألف دولار.

واعتبارا من يوم الجمعة الماضية، لم يعد مواطنو كوبا والأجانب المقيمون على أراضيها بحاجة إلى الحصول على تصريح خاص لشراء سيارات مستوردة.

ومثلما توقع الكثير من العملاء المحتملين، فقد شهدت اسعار السيارات الجديدة والمستعملة فى الدولة الجزيرة الشيوعية ارتفاعا شديدا عندما خففت السلطات من القيود المفروضة على استيراد السيارات.

وأوضح أحدث إصلاح اقتصادي، أعلنت عنه حكومة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الشهر الماضي، ان السيارات المستوردة ستطرح للبيع بأسعار "مماثلة" لتلك التي حددها السوق.

وعلى الرغم من هذا التصريح، ارتفعت اسعار سيارات شركة "بيجو" الفرنسية، أحد الطرازات القليلة التي يتم استيرادها إلى كوبا، في بعض وكالات بيع السيارات التي تديرها الدولة يوم الجمعة الماضية لتتراوح بين 90 الف و200 ألف دولار وفقا لسعر الصرف الحالي.

ويتراوح راتب مواطنى كوبا العاملين في القطاع الحكومي بين 30 و40 دولارا شهريا وفقا لسعر الصرف الحالي.

ويشتكي دييجو، الذي رفض الافصاح عن اسمه بالكامل، قائلا : "من من العمال هنا في كوبا لديه مثل هذا المبلغ؟".

وكان لدى دييجو /68 عاما/، الذي يعمل ضابطا في أسطول كوبا التجاري، تصريحا احتفظ به لمدة عامين لشراء سيارة جديدة بحوالي 2600 دولار.

والآن هو ليس بحاجة إلى التصريح. وعلى الرغم من هذا فإن أرخص سيارة متاحة في الوكالة التي زارها في حي ميرامار في هافانا، كانت سيارة مستعملة من طراز فولكس فاجن بولو موديل عام 2007 ووصل سعرها إلى 25 ألف دولار.

وقال دييجو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " بعد توفير المال في البنك على مدى سنوات، والذي كان شرطا وضعوه .. يفرضون الآن على العمال السعر الذي يحددونه".

واعرب أخرون عن شكواهم أمام نفس وكالة السيارات وقالوا إنها "فضيحة".

وتسمح القواعد الجديدة للكوبيين بشراء سيارات جديدة ومستعملة حديثة الانتاج نسبيا من وكالات بيع السيارات المملوكة للدولة. ويعتبر هذا تعديلا على إصلاح أدخل في عام 2011 وكان يسمح لهم بشراء السيارات المستعملة من أفراد آخرين.

وعندما أعلنت السلطات عن التغيير في القوانين، قالت إنها ستمنح "الأولوية" في حق شراء سيارة جديدة للأشخاص الذين لديهم تصاريح معلقة. إلا أن الأمور لم تعد بهذه السهولة.

واستبعدت ربة المنزل مايتي إيسكالانتي / 42 عاما / شراء سيارة جديدة في ظل الوضع الجديد. وكانت قد حصلت على تصريح بشراء سيارة يصل ثمنها إلى 5300 دولار، كانت قد خططت لها، إلا أن هذا المبلغ لن يساعدها بصورة كبيرة حاليا.

وقالت إيسكالانتي معبرة عما بداخلها من غضب قائلة : إنه "أمر مشين".

ورفضت وكالة بيع السيارات الرسمية في البلاد (سيميكس)الافصاح عن أية معلومات تتعلق بالأسعار.

وبعد ثورة عام 1959 بفترة قصيرة، فرضت كوبا حظرا على بيع السيارات. وعلى مدار سنوات، ازدهرت سوق سوداء للحصول على تصاريح شراء السيارات التي يصعب الحصول عليها ، والتي غالبا ما تعطيها الحكومة لموظفيها أو للأطباء، والتي كان يبلغ سعرها عادة بضغةآلاف من الدولارات.

وكان يسمح الإصلاح الذي نفذ في تشرين أول/أكتوبر 2011 للأفراد بشراء وبيع السيارات من بعضهم البعض، وقبل صدوره كان يسمح فقط للأفراد ببيع وشراء موديلات ما قبل عام 1959.

وتحظى هافانا بشعبية بين زوارها بسبب شوارعها التي تمتلئ بطرازات السيارات الأمريكية ، التي يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن العشرين، بالإضافة إلى السيارات من طراز لادا ومسكوفيتش التي تعود إلى الحقبة السوفيتية خلال الحرب الباردة. وانضمت حديثا طرازات سيارات شركة جيلي الصينية إلى الساحة.

وأصبح يحق لوكلاء السيارات المملوكة للدولة استيراد السيارات الجديدة، في خطوة تهدف، وسط أمور أخرى، إلى تحسين كفاءة وسائل النقل العام.

وينفذ الرئيس الكوبي راؤول كاسترو /82 عاما/ على مدى عدة سنوات إصلاحات متواضعة تهدف إلى تحرير الاقتصاد بصورة جزئية في النظام الذي تسيطر عليه حكومة الجزيرة، بالإضافة إلى فتح مساحة لمزيد من المبادرات الخاصة

فيديو قد يعجبك: