أنظمة القيادة الحديثة .. رفاهية لا تخلو من المنغصات
تزخر السيارات الحديثة بأنظمة المساعدة التي تهدف إلى تخفيف أعباء القيادة عن كاهل السائق، والعمل قدر الإمكان على خفض استهلاك الوقود، بجانب توفير أعلى معايير للسلامة والأمان. ولكن على الجانب الآخر لا تخلو هذه الوسائل من بعض المنغصات.
وبالطبع لم تصل الأنظمة المطورة في السنوات الأخيرة إلى مراحل النضج النهائي، مما يتسبب في إحداث بعض المضايقات للسائق. وما أكثر الشكاوى التي تمتلئ بها وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت عن التعامل مع هذه الأنظمة المساعدة.
وقد أطلق أندرياس ماي نداءً عبر شبكة الإنترنت للرجوع إلى مكابح اليد القديمة والابتعاد عن المكابح الإلكترونية لصف السيارة، فقد اشتكى المحرر بمجلة السيارات "أوتو بيلد" الألمانية من صعوبة المناورة بالسيارة المزودة بمكابح إلكترونية لصف السيارة عند الرجوع للخلف على المنحدرات أو الأماكن الضيقة لصف السيارة للانتظار مقارنة بالسيارات المزودة بمكابح اليد الميكانيكية المعروفة. كما أن عمليات إصلاح هذه المكابح تتطلب تكلفة باهظة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النداء قد لاقى استحساناً وتدعيماً من أكثر من 5000 مشارك على شبكة الإنترنت.
إنذارات مزعجة
ويعد نظام الحفاظ على حارة السير من الأنظمة التي يصدر عنها كثير من المضايقات، فالإنذارات المزعجة تنطلق بمجرد الانحراف عن حارة السير، وفقاً لنتائج اختبار مجلة السيارات "أوتو موتور آند سبورت" الألمانية، والذي أجرته على بعض فئات السيارات الفاخرة.
بالإضافة إلى أن بعض الأنظمة تعمل بشكل غير دقيق مثل إطلاق الإنذار بشكل مبكر وأحياناً بعد فوات الأوان، ويضاف إلى ذلك التدخل في عمل أنظمة التوجيه، ما قد يتسبب في سير السيارة في خط متعرج بين علامات الطريق.
ومن جهته، أوضح هيلموت كلاين، الخبير التقني بنادي السيارات الألماني (ADAC)، أن من بين المضايقات الإنذارات التي تصدر عن الأنظمة المساعدة على صف السيارة. فعند اقتراب السيارة من أي عائق أو جسم أثناء عمليات صف السيارة، يبدأ النظام في إطلاق صفارة، كما يشكو الخبير الألماني من اختلاف الإنذار حسب موقع هذا المانع من الجهة الأمامية أو الخلفية للسيارة، ويتمنى لو أن هذه الأنظمة تصدر صوتاً موحداً. علاوة على أن العديد من المستشعرات لا تزال تعمل بشكل غير دقيق، مع إطلاق الإنذارات في وقت مبكر جداً.
ومع ذلك فإن أنظمة المساعدة على صف السيارة توفر العديد من المزايا مثل تخفيف أعباء القيادة عن كاهل السائقين وخاصة المبتدئين منهم؛ فعملية صف السيارة التي تمثل كابوساً مزعجاً للمبتدئين بصفة خاصة أصبحت في منتهى السهولة مع هذه الأنظمة، والتي تتولى إتمام عملية الصف كاملةً بنفسها. ومع الاعتماد على هذه الأنظمة أصبح مجرد الرجوع إلى المكابح اليدوية القديمة تصوراً غير مقبول، والتي طالما كانت مسؤولة عن كثير من أعطال السيارة في درجات الحرارة المنخفضة في فصل الشتاء.
تعقيد شديد
ومن جانبه، ينظر البروفيسور الألماني شتيفان براتسل إلى أنظمة المساعدة على القيادة من منظور إيجابي؛ حيث شهدت هذه الأنظمة تطوراً كبيراً في السنوات الماضية. ومع ذلك، فإنه يعيب على بعض الأنظمة التعقيد الشديد؛ فنظام الحفاظ على حارة السير يحتاج من السائق إلى 19 نقرة في كمبيوتر السيارة لضبط اهتزازات المقود، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة.
ويسري ذلك أيضاً على الأنظمة الأوتوماتيكية لإيقاف وتشغيل المحرك؛ حيث أظهرت اختبارات مجلة "أوتو بيلد" الألمانية أنها تسهم في توفير أقل من لتر من الوقود لكل 100 كيلومتر، وهو ما لا يتناسب مع تكلفتها الباهظة، فضلاً عن أنها تستغرق نحو ثانية أكثر من السيارات العادية لبدء السير بعد التوقف في إشارات المرور مثلاً، وهو ما قد يثير أعصاب قائد السيارة الذي يكون في عجلة من أمره.
ولا يمثل فقدان الوقت أثناء التوقف في إشارات المرور الحمراء والتكلفة العالية لهذه التجهيزات الإضافية أية أهمية بالنسبة للمبتدئين في قيادة السيارات، الذين يميلون غالباً للسيارات المزودة بمثل هذه الأنظمة، الأمر الذي يرجع إلى أن هذه الأنظمة تساعدهم على القيادة بشكل صحيح مثل نظام المساعدة على بدء السير، والذي يحول دون رجوع السيارة إلى الخلف عند بدء السير. ويعمل نظام المساعدة على صف السيارة على إزاحة كابوس كبير من ذهن قائد السيارة المبتدئ.
فيديو قد يعجبك: