لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تأثير العشى الليلي على قائدي السيارات .. أسبابه وسُبل علاجه

03:28 م الأحد 21 سبتمبر 2014

تأثير العشى الليلي على قائدي السيارات

يواجه بعض الأشخاص صعوبة في الرؤية ليلاً أو في ظل الإضاءة الخافتة أو في أيام الشتاء القاتمة. وقد تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بالعشى الليلي الذي لا يمكن علاجه سوى في بعض الحالات، شريطة تشخيصه على نحو دقيق.

 

وعن أعراض العشى الليلي الشائعة، يقول طبيب العيون الألماني البروفيسور لوتس هيسه :"يواجه المرضى صعوبة في التعرف على علامات المرور أثناء القيادة بحلول الغروب أو ليلاً، كما أنهم يضطرون للوقوف قليلاً عند مدخل أحد المتاجر وهم قادمين من الشارع؛ فضلاً عن شعورهم بأنه يتوجب عليهم تحسس الأشياء الموجودة حولهم، إذا ما أصبحت إضاءة المكان خافتة".

 

وأشار هيسه، مدير مستشفى (SLK) لأمراض العيون بمدينة هايلبرون الألمانية، إلى أن ظهور هذه الأعراض يُشير إلى أن الخلايا الحسية العصوية بشبكية العين قد لحق بها الضرر. ويلتقط طبيب العيون الألماني جورج إيكرت طرف الحديث، ويقول :"تعمل هذه الخلايا الحسية العصوية على التفرقة بين النور والظلام ويتم استخدامها، عندما تُصبح الإضاءة خافتة أو عندما ينتقل الإنسان من الأماكن المضيئة إلى الأماكن المعتمة".

 

التكيّف مع الظلام

وأضاف إيكرت، عضو الرابطة الألمانية لأطباء العيون بمدينة دوسلدورف، أن الخلايا العصوية القادرة على أداء وظيفتها بشكل كامل تعمل على تهيئة العين للتكيف مع الظروف الضوئية الجديدة التي تنشأ حولها، تلك الوظيفة التي تُسمى (التكيّف مع الظلام) لا تستغرق أكثر من لحظة واحدة لدى الأشخاص الأصحاء. أما إذا أُصيبت الخلايا العصوية، يؤدي ذلك إلى الإصابة باضطرابات بصرية شديدة ومستمرة لفترات طويلة ويُمكن أن تصل إلى العمى.

 

وأردف الطبيب الألماني أن هناك العديد من الأساليب والأجهزة، التي تُتيح للطبيب إمكانية التعرف على سبب حدوث خلل في وظيفة الخلايا العصوية. وباستخدام هذه الأجهزة، يختبر الطبيب عدة أشياء، من بينها قوة الإبصار وقدرة العين على التكيّف وكذلك مدى حساسية العين للإبهار.

 

وفي أبسط حالات العشى الليلي ترجع هذه الأعراض إلى وجود عيب بصري طفيف في العين لا يظهر في ظل ظروف الإضاءة الجيدة، لكنه يظهر بشدة ويسبب مشاكل للشخص المصاب به خلال فترات الغسق أو الليل. ولعلاج ذلك، يقول إيكرت :"يُمكن أن يُساعد ارتداء نظارة أو عدسات لاصقة هؤلاء الأشخاص على علاج هذه المشكلة بشكل سريع".

 

وأشار هيسه إلى أن الطبيب عادة ما يسأل المريض أثناء التشخيص عمّا إذا كان يُعاني من أمراض أخرى أم لا، موضحاً :"غالباً ما يكون الخلل الوظيفي بالخلايا العصوية نتيجة أو ظاهرة مصاحبة لأحد أمراض العيون الأخرى، كقصر النظر الشديد مثلاً أو المياه البيضاء على العين، علماً بأن تناول نوعيات معينة من الأدوية يُمكن أن يتسبب أيضاً في الإضرار بالخلايا العصوية بالعين".

 

وتابع هيسه :"يُمكن أن يتسبب نقص فيتامين (أ) في الإصابة بالعشى الليلي أيضاً"، لافتاً إلى أن إتباع نظام غذائي صحي يعمل على إمداد الجسم بكميات وفيرة من هذا الفيتامين. وأردف هيسه إلى أن الأسماك واللحوم والبيض تحتوي على كميات كبيرة من هذا الفيتامين، لافتاً إلى أن كلاً من الجزر والطماطم يحتويان على بروفيتامين (أ) المعروفة باسم (البيتا كاروتين).

 

وأشار الطبيب الألماني إلى أن اضطراب امتصاص الطعام داخل المعدة وكذلك إصابة البنكرياس أو الكبد أو المرارة يُمكن أن تتسبب في عدم امتصاص الجسم لفيتامين (أ) الذي يصل إليه؛ ومن ثمّ لا يُمكن الاستفادة منه. وللتحقق مما إذا كانت الإصابة بالعشى الليلي ترجع إلى نقص فيتامين (أ) بالجسم أم لا، أوصى الطبيب الألماني هيسه بإجراء تحليل دم.

 

وأشار إيكرت إلى أن هذا النوع من العشى الليلي يُعد مرضاً مكتسباً، يظهر بشكل غير ملحوظ، وعادةً ما يُصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 50 عاماً، موضحاً :"بعد التأكد من التشخيص، لا يمكن علاج سوى المرض المسبب للعشى الليلي".

 

أسباب وراثية

وأضاف إيكرت أن العشى الليلي يُمكن أن يرجع أيضاً إلى أسباب وراثية؛ فعلى سبيل المثال تُمثل الإصابة بالعشى الليلي أحد أعراض التهاب الشبكية الصباغي، الذي ينتقل عن طريق الجينات الوراثية في كثير من الأحيان. وعن هذا النوع من العشى الليلي، أوضح إيكرت :"لا يُمكن علاج هذا النوع المزمن من العشى الليلي".

 

وأكدّ إيكرت على ضرورة أن يستعلم الطبيب عند تشخيص الحالة عن عدة أشياء، من بينها ما إذا كانت هناك إصابة بالعشى الليلي في محيط الأقارب، خاصةً الآباء، أم لا. كما أوصى إيكرت الآباء المصابين بالعشى الليلي بضرورة إجراء اختبار جيني؛ حيث يُمكنهم بذلك التحقق مما إذا كان من الممكن أن يورثوا هذه الإصابة إلى أطفالهم أم لا.

 

وبغض النظر عن السبب الذي تُعزى إليه الإصابة بالعشى الليلي، إلا أنه عادةً ما يُعاني المصابين به من نفس المشاكل، مثل المواقف التي يعانون منها فيما يتعلق بالطرق والمواصلات. وأوضحت جاكلين لاكرويكس من المجلس الألماني للسلامة على الطرق (DVR) بمدينة بون :"أغلب مالكو السيارات، الذين يشعرون بعدم الأمان في فترات الليل، عادةً ما يقيدوا أنفسهم في هذه الأوقات ويتجنبوا القيادة أثناء الليل من الأساس". وبالنسبة للمشاة الذين يعانون من نفس المشكلة، يُمكن أن يُمثل البحث عن رفيق وسيلة مساعدة لهم، إذا ما اضطروا للخروج في فترات الليل.

 

خلايا مخروطية

ويقترح البروفيسور الألماني هيسه :"يُمكن أن يُمثل مصباح الجيب وسيلة مساعدة لهؤلاء الأشخاص عند المشي لمسافات قصيرة في فترات الليل"، لافتاً إلى أن الإضاءة الجيدة لا تُسهم في تحفيز الخلايا العصوية وحدها، إنما تعمل أيضاً على تحفيز الخلايا الحسية الأخرى الموجودة بشبكية العين والمعروفة باسم (الخلايا المخروطية) التي تيتح إدراك الصور.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان