تاكسي السيدات فشل في أمريكا.. هل ينجح في مصر؟!
إعداد - أيمن صبري:
فكرة ليست بالجديدة تم تطبيقها في العديد من دول العالم بأشكال مختلفة وفي وسائل مواصلات متنوعة، يراها المناهضون لها قائمة على الفصل والتصنيف الجنسي ورغم ذلك فرضت نفسها.
عربات السيدات في القطارات أو مترو الأنفاق وتاكسي السيدات في الشوارع والطرقات كلها أوجه لعملة واحدة، استعانت بها بعض الدول لزيادة حد الأمان لدى السيدة التي تتنقل بمفردها، وفي دول أخرى كانت حلاً للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة.
وبالرغم من توفير كل الإمكانيات والسبل لإنجاح هذه التجربة في أكبر وأكثر دولة تحرراً بالعالم "الولايات المتحدة الأمريكية"، إلا أن تقرير أعده موقع "ديلي ميل" البريطاني في هذا السياق فشل المشروع لسببين.
الأول: إحجام السيدات عن العمل كسائقات، ففي الوقت الذي طلبت فيه أحد الشركات المتخصصة في النقل 500 سيدة للعمل بهذا المشروع لم يتقدم سوى 100 سائقة فقط، ما دفع مدير المشروع إلى تأجيل بعض التطويرات مثل 'تطبيق المحمول' وبعض التراخيص.
الثاني: إحجام الأمريكيات وعدم تفاعلهن مع هذا النوع من المواصلات، حيث أثبتت الإحصائيات أن نسبة لا تتعدى 5% من الإناث اللاتي يعيشن في نيويورك يفضلن استقلال سيارة أجرة تقودها سيدة.
في سياق متصل أجرى معهد "كولن" للأبحاث دراسة ميدانية كانت إحدى نتائجها أن من بين 115 ألف سيارة أجرة تسير في شوارع نيويورك فقط 3% منها يعمل على قيادتها سيدة، وهو الأمر الذي يعكس جدوى الفكرة من عدمها.
وانطلاقًا من حياة التناسخ والاتساق التي يعيشها المجتمع المصري في معظم مناحي الحياة مع المجتمع الغربي، فقد قررت بعض السيدات بشكل فردي وأخريات في صورة منظمة تطبيق فكرة تاكسي السيدات.
تلك الفكرة التي قد تواجه أكثر من عوائق تقبل سيدة استقلال سيارة تقودها سيدة أخرى نظرًا للفكرة الأصيلة في المجتمع المصري بأن السيدات لا يجدن القيادة، فإن العديد من العقبات الأخرى تلوح في الأفق.
فما بين صعوبة الحصول على ترخيصات للسيارات وقائداتها، وما بين التحرشات اللفظية والإنكار المجتمعي لتلك الفكرة تدور السائقات في هذا الفلك الذي قد يؤدي إما لإفشال الفكرة أو دفع صاحباتها إلى مزيد من التحدي للنجاح فيما يسعين إليه وهذا ما ستكشف عنه الأيام.
وكان برلمانياً بريطانيًا قد تقدم منذ أيام بمشروع قرار لتخصيص عربات للسيدات فقط بالمواصلات العامة كالقطارات ومترو الأنفاق تيمناً بتلك التجربة المطبقة في مصر للتقليل من حوادث العنف والتحرش بالمرأة، وهو ذات الأمر الذي طبقته المكسيك في 2005.
ويدخل في دائرة الضوء كذلك السيدات الفلسطينيات اللائي قطعن شوطًا كبيرًا في هذا النطاق، حيث استخرجت العشرات منهن بالفعل تراخيص القيادة لممارسة عملهن كسائقات تاكسي في الخليل.
فيديو قد يعجبك: