لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فتّش عن ليبيا".. قصة سيارات الدفع الرباعي المُستخدمة في عمليات "داعش"

09:16 م الأحد 26 نوفمبر 2017

سيارات داعش

كتب - أيمن صبري:

لاتزال أصداء الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجداً بقرية الروضة بمدينة العريش، أول أمس، وسقط فيه عشرات القتلى والجرحى، يُلقي بظلاله القاتمة على الشارع المصري، طارحاً علامات استفهام حول طريقة الحصول على السيارات التي يستخدمها الإرهابيون في عملياتهم ضد قوات الأمن والمدنيين.

وفق محللين، السيارات مُجهزة بشكل كامل للتكيف مع طبيعة شبه جزيرة سيناء الجبلية، وقادرة على تأدية دورها أثناء حالة الكرّ والفرّ في الاشتباكات مع قوات الجيش.

وتَعد سيارات الدفع الرباعي خيار الإرهاب الأول في سيناء، وغيرها من بلدان العالم العربي، لقدرتها على مجابهة الصحراء بكفاءة عالية وإمكانية تثبيت مدافع ثقيلة ومضادة للطائرات بالصندوق الخلفي. ورغم ارتباط تلك النوعية من السيارات بتنظيم "داعش" كونه المستعين الأول بها في عملياته، إلا أن تنظيم القاعدة استخدمها في تفجيرات شرم الشيخ التي وقعت عام 2005 وراح ضحيتها 88 شخصًا، وأكثر من 200 مُصاب.

وتشير تقارير صحفية غربية وعربية، إلى أن التنظيمات الإرهابية تستخدم بكثرة سيارات "تويوتا هايلكس" فردية وثنائية "الكابينة" المزودة بمحرك 4 سلندرات سعة 7.2 لتر وبقوة 158 حصاناً، الأمر الذي دفع السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى طلب مخاطبة الدول المنتجة لسيارات الدفع الرباعي المخصصة للعمل في الطرق الوعرة، لإرسال أرقام شاسيهات السيارات للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن، لسهولة تعقبها والتعرف على الدول المستوردة لها.

وعن كيفية حصول العناصر الإرهابية على تلك السيارات، يقول الباحث العراقي هشام الهاشمي، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الانفلات الأمني والفوضى التي أعقبت سقوط معمر القذافي في ليبيا فتح المجال إلى السطو على مئات السيارات التي جرى استيرادها على مدار سنوات ولم تُستخدم من قبل.

ويعزّز رأي الهاشمي ما قاله الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري، المتهم الرئيسي في حادث الواحات الإرهابي، في مقابلة مع الإعلامي عماد أديب، بأن السيارات التي دخلوا بها إلى الأراضي المصرية حصلوا عليها كغنائم حرب، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

كان اللواء أركان حرب محمد الشهابي، مستشار كلية القادة والأركان، قال في حديث لقناة "الغد" الإخبارية عقب حادث مسجد الروضة الأخير، إن القوات المسلحة المصرية استطاعت منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يونيو ،2013 وحتى الآن، تدمير أكثر من 1200 سيارة دفع رباعي داخل سيناء، وعلى الحدود الليبية أثناء محاولة تسللها إلى الأراضي المصرية.

يبدو أن الإرهابيين دائمًا ما يجدون ضالتهم لدى "تويوتا" اليابانية، فإلى جانب استخدامهم بكثرة سيارات "هايلوكس"، فقج جرى رصد تحركاتهم بواسطة عدد من سيارات "تويوتا لاند كروزر 70" التي تسمى لدى العامة بـ"أسطورة سیارات الطرق الوعرة"، كما تلجأ بعض الجماعات الإرهابية إلى سيارات "نيسان، هوندا، وهيونداي" رباعية الدفع بأنواعها ولكن بوتيرة أقل.

وفي هذا الشأن، فتحت الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقًا موسعًا في أكتوبر من عام 2015 عن أسباب امتلاك تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هذه الأعداد الكبيرة من سيارات "تويوتا" رباعية الدفع، وقال حينها كمارك والاس، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة: "داعش يستخدم هذه السيارات بهدف القيام بأنشطة عسكرية، وإرهابية وما شابه ذلك''، مشيراً إلى أن ظهور قوافل من سيارات "تويوتا" في فيديوهات التنظيم أمر يُقلق.

وردًا على التحقيقات الأمريكية، أصدرت شركة تويوتا اليابانية بيانًا رسميًا نشره موقع ''أوتو بلوج'' قالت فيه إن لديها سياسة مشددة بعدم بيع سيارات لتنظيمات قد تستخدمها لأعمال شبه عسكرية أو إرهابية، مشيرة إلى أنها لا تستطيع السيطرة على بيع سياراتها مرات أخرى بعد خروجها للمرة الأولى من مصانعها.

وأدى تعاظم محاولات الهجوم الإرهابية على قوات الشرطة والجيش خلال عام 2015، خاصة حادث الهجوم على قسم شرطة العريش، إلى اتخاذ رئيس مجلس الوزراء آنذاك، إبراهيم محلب، قراراً بمنع دخول أو استخدام سيارات الدفع الرباعي داخل أراضي سيناء، وهو القرار الذي جرى العدول عنه بعد ثلاثة أشهر من إقراره.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان