هدى المراغي.. مصرية استعانت بها كبرى شركات السيارات العالمية
كتب - أيمن صبري:
هدى المراغى، عالمة مصرية تردد اسمها بين نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في ظل البحث والتعريف بالعقول المصرية المهاجرة.. فمن هي تلك السيدة؟
هدي عبد القادر الجمال، والمعروفة بهدى المراغي نسبة إلى زوجها العالم المصري دكتور وجيه المراغي، تخرجت في كلية الهندسة جامعة القاهرة، ثم سافرت لاستكمال دراستها البحثية ونيل درجتا الماجستير والدكتوراه من جامعة ماكماستر في كندا.
استطاعت المراغي، بدأبها في مجال الهندسة الميكانيكية الحصول على درجة الأستاذية، وأصبحت في عام 1994 أول امرأة على الإطلاق تجلس على مقعد عمادة كلية الهندسة في جامعة ويندسور الكندية، ومن قبلها كانت أول امرأة في كندا تحصل على درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الميكانيكية.
على مدار أكثر من 30 عامًا سعت العديد من الشركات والمؤسسات الرسمية للاستفادة من خبراتها التي تراكمت وتم توثيقها في 350 ورقة بحثية منشورة في العديد من المؤتمرات والمجلات العلمية، بالإضافة إلى 3 كتب مؤلفة في مجال تخصصها، والمساهمة في 13 كتاب آخر، ذلك فضلًا عن الإشراف على عشرات الأبحاث.
المراغي، التي مُنحت جائزة أفضل مشرف على الطلبة بجامعة ويندسور، لتوفيرها مناخ أفضل للطلبة للدراسة،عانت الرفض خلال مسيرتها الأكاديمية مرتين، الأولى من الجانب الكندي عندما سافرت لاستكمال دراستها ولم تكن الجامعات الكندية تعترف بشهادتها التي حصلت عليها في القاهرة، ولكنها لم تيأس وظلت تثابر حتى أصبحت الآن من أفضل علماء كندا في مجالها.
المرة الثانية كانت في مصر عندما قررت منذ سنوات العودة لتستفيد منها بلدها الأم، هكذا قالت في حوار تلفزيوني سابق، ولكن المسئولين في جامعة القاهرة أبلغوها أن القوانين تحتم عليها إذا ما أرادت العودة للعمل بالجامعة أن تعود بدرجة "مُعيد" وحينها قررت أن تعود إلى كندا.
تعتبر المراغي من الرواد في مجال الهندسة الإنتاجية، ما دفع شركات عملاقة مثل "فورد" الأمريكية المتخصصة في صناعة وتطوير السيارات ومواطنتها شركة "كرايسلر" في التعاون معها، حيث جعلتها فورد مستشارة لها، فيما تعاونت معها كرايسلر في تطوير خطوط الإنتاجية بأنظمة التصنيع المرن الحديث.
وفي شأن صناعة السيارات بمصر، أشارت المراغي أنها عند زيارتها لمصانع "النصر للسيارات" قبيل إغلاقها حاولت تقديم يد العون من خلال تطوير عمليات التصنيع، إلا أن مشكلة المصانع الأساسية كانت تكمن في نقص قطع الغيار المستوردة، فاقترحت حينها وفقًا لتصريحاتها السابقة أن تقوم مصر بتصنيع قطع الغيار تلك محليًا شريطة أن يكون ذلك بجودة عالمية.
لم يقتصر الاعتماد على المراغي في مجال صناعة وتطوير صناعة السيارات، بل إن العديد من شركات الأغذية وغيرها لجأت إليها للعمل على تطوير خطوطها الإنتاجية، وكذا إدخال مفهوم أنظمة التصنيع المرن إلى تلك الصناعات.
إلى جانب العمل الأكاديمي والاستشاري لعدد من الشركات والمصانع العالمية، ظلت هدى المراغي المصرية الكندية على مدار خمس سنوات مستشارًا لوزير الدفاع الكندي، وهي أيضًا زميل الجمعية الكندية للمهندسين الميكانيكيين، وزميل جمعية مهندسي التصنيع، وزميل الأكاديمية الدولية لهندسة الإنتاج، وعضو الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين. وتقديرًا لجهودها حصلت على وسام الشرف بمقاطعة "أونتاريو" الكندى لتصبح أول امرأة عربية تحصل على هذا التقدير.
ولمزيد من إفساح المجال في أبحاث أتمتة الصناعات وتقليل الاعتماد على الطاقات البشرية لصالح التكنولوجيات الحديثة والرقمية، أسست المراغي ما يعرف بـ(المركز الهندسي لأنظمة التصنيع الذكي)، الذي يعمل على تطوير وإيجاد حلول مبتكرة للعديد من المصانع العملاقة والمتوسطة والصغيرة، كما وتستعين الحكومة الكندية به لتطوير بعض المشروعات المتوسطة والصغيرة التي يقل تمويلها عن 25 إلى 50 ألف دولار كندي.
فيديو قد يعجبك: