بعد القردة.. هل استخدمت شركات السيارات البشر لتجارب سموم العوادم؟
كتب - أيمن صبري:
يواجه قطاع صناعة السيارات الألماني في هذه الأيام حالة من السخط العالمي في أعقاب ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من استخدام بعض الشركات مجموعة من القردة في اختبارات نسب سمية العوادم الناتجة عن محركات الديزل.
واضطرت مجموعة فولكس فاجن ودايملر الألمانية السبت، أن تقدم اعتذارًا رسميًا لاستخدامها نحو 10 قرود لاستنشاق الأبخرة والعوادم الناجمة عن احتراق الوقود داخل محركات الديزل للوصول إلى نسب السموم التي تحملها هذه الأبخرة ومدى تأثيرها على أجسام هذه الحيوانات.
وقالت الشركة في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء الألمانية إن الأساليب العلمية التي تم اختيارها في ذلك الوقت كانت خاطئة، وربما كان من الأفضل أن يتم التخلي عن هذا الاختبار منذ البداية، مطالبة المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الحيوان بالصفح عما بدر منها.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الشركات الألمانية امتصاص غضب المجتمع الدولي، تنشر صحيفتا "شتوتجارتر ناخريشتن" و"زود دويتشه تسايتونج" تقريرًا صادمًا عن إخضاع مختبر أبحاث أنشأه كل من فولكس فاجن وبي إم دبليو ودايلمر جماعة من البشر لاختبارات مشابهة للتي خضع لها القردة.
وتفيد تقارير الصحيفتين الألمانيتين بأن مركز الأبحاث أجرى دراسة قصيرة المدى بين عامي 2012 و2015 على عدد من البشر الأصحاء للتعرف على مدى تأثير أكسيد النيتروجين الذي تنتجه عملية التفاعل والاحتراق بغرف المحركات.
وأشارت التقارير الألمانية أن نحو 25 شخصًا خضعوا للفحص الطبي داخل مستشفى آخن الألمانية بعد تعرضهم لاستنشاق أكسيد النيتروجين بنسب مختلفة لساعات.
وفي هذا الصدد لم تعلق الشركات المذكور أسمائها في التقارير إلى الآن عما ورد، سواء بالنفي أو الإيجاب.
كانت مجموعة فولكس فاجن الألمانية واجهت أزمة هي الأكبر في تاريخها، بعد اكتشاف تلاعبها في نسب العوادم التي تنتجها سياراتها المزودة بمحركات الديزل أثناء الاختبارات، وهو ما تسبب في خسارتها قرابة 24 مليار يورو منذ افتتضاح الأمر في 2015 وحتى الآن.
فيديو قد يعجبك: