صحيفة: شركات سيارات ألمانية أخضعت قرودًا وبشرًا لتجارب لبحث تأثير العوادم
واشنطن - (أ ش أ)
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن ثلاث شركات سيارات ألمانية دعمت دراسة في عام 2014، تم خلالها إخضاع قرود و بشر للعوادم وثاني أكسيد النيتروجين.
وقالت الصحيفة إن هذه لم تكن الواقعة الأولى لهذه الشركات إذ اعترفت شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاجن العام الماضي بالتلاعب في اختبارات انبعاثات الديزل الأمر الذي كلف الشركة 25 مليار دولار، موضحة أن هذا الأمر يعكس أن استعداد الشركة لتخطي الأخلاق من أجل زيادة الأرباح ما زال قائما.
وقالت الصحيفة إن دراسة مجموعة البحوث الأوروبية المعنية بالبيئة والصحة في قطاع النقل لم تُنشر أبدا وتم تفكيك معهد الأبحاث الذي يشرف عليه منذ ذلك الحين، ونأت شركات صناعة السيارات الثلاثة المشاركة في الدراسة - دايملر و بي أم دبليو وفولكس فاجن - بنفسها عن البحث في مطلع الأسبوع الجاري.
وأسست شركة دايملر وبي ام دبليو وفولكس فاجن وبورش معهد الأبحاث وراء الاختبارات المثيرة للجدل، بل وأثارت القضية أسئلة حول مدى استخدام البشر في التجارب من قبل شركات صناعة السيارات الكبرى الثلاثة أيضا.
من جانبها، قال صانع السيارات دايملر في بيان "نحن صدمنا من مدى وتطبيق الدراسات ... ونحن ندين تلك التجارب بأقوى العبارات".
وصدر بيانهم في وقت لم يكن يعرف فيه سوى استخدام القرود وليس البشر في الدراسة، واتهم البيان الباحثين بأنهم انتهكوا قواعد الأخلاق وقيم الشركة، على الرغم من أن لجنة الأخلاقيات قد وافقت على الدراسة.
وقالت دايملر وبي ام دبليو إنهما ليسا على معرفة بالدراسة التي قادتها فولكس فاجن.
وأدانت الحكومة الألمانية هذه التجارب اليوم الاثنين، حتى عندما أثيرت أسئلة حول احتمالية دراية بعض المسئولين بالأمر منذ فترة. وقالت المتحدثة باسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل "إن هذه التجارب لا يمكن تبريرها من الناحية الاخلاقية، وإنها تثير تساؤلات خطيرة بالنسبة للذين دعموها"، كما أدان وزير البيئة الألماني هذه التجارب ووصفها بأنها "بغيضة".
ونوهت الصحيفة أنه في إحدى التجارب، أجبرت القردة على استنشاق أبخرة العادم من سيارة فولكس فاجن (بيتلز) ومن شاحنة صغيرة قديمة لعدة ساعات في محاولة لإثبات معايير (بيتلز) النظيفة للانبعاثات.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطط استخدام البشر في التجارب قد أُلغيت في البداية، ومع ذلك، لا يزال البشر يشاركون في دراسات منفصلة للانبعاثات بتشجيع من شركات صناعة السيارات الألمانية الثلاث.
وذكرت صحيفتا "زود دويتشي تسايتونج" و"شتوتجارتر تسايتونج" الألمانيتان، اليوم، أنه يطلب من الاشخاص الذين يخضعون للتجربة استنشاق ثاني اكسيد النتروجين، واستنشاق الغاز على المدى القصير يمكن أن يكون له تداعيات صحية خطيرة، وفقا لوكالة حماية البيئة.
ويبدو أن التجارب البشرية أُجريت بين عامي 2012 و 2015، ولم ترد تقارير عن إصابات لاحقة تتعلق بها، واعترف باحث مشارك في الدراسة، اليوم أيضا، بوجود التجارب، لكنه قال إن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين المنشورة تشبه تلك الموجودة في أماكن العمل العادية، وأضاف أن شركات صناعة السيارات الثلاثة كانت على علم بالتجارب البشرية ولكن لم يكن لها أي رأي فيها.
ويعتبر ثاني أكسيد النيتروجين هو الغاز الذي كشف فضيحة التلاعب المتعلقة بانبعاثات فولكس فاجن مما أدى إلى اتهام وزارة العدل الأمريكية للشركة الألمانية بالاحتيال على الحكومة وانتهاك اللوائح البيئية العام الماضي. ووفقا لوزارة العدل الأمريكية، ثبتت فولكس فاجن أجهزة في سياراتها التي تعمل بمحرك الديزل لحجب كمية ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث.
وسمحت الأجهزة والبرامج المصاحبة لها لشركة صناعة السيارات الألمانية بالتهرب من المنظمين الأمريكيين لسنوات. وفي العموم، تمكنت الشركة عبر هذه الأجهزة بيع 11 مليون سيارة في جميع أنحاء العالم وأكثر من 500 ألف سيارة في الولايات المتحدة. وفي العام الماضي تحرك الادعاء الفيدرالي الامريكي إزاء ستة مدراء تنفيذيين من فولكس فاجن فيما يتعلق بفضائح الانبعاثات. وانتهى الأمر باتهام مسؤول واحد فقط في الولايات المتحدة؛ وهرب الآخرين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: