دراسة.. السيارات الكهربائية أكثر خطورة على البيئة من سيارات البنزين
كتب - أيمن صبري:
خلصت دراسة أمريكية أشرف عليها شركة كونتيننتال إيكونوميكس للاستشارات الاقتصادية والتنظيمية، ونشر نتائجها معهد مانهاتن للأبحاث إلى أن السيارات الكهربائية التي يسعى العالم إلى إرساء قواعدها في الشوارع والطرقات وإحلالها بالسيارات الاعتيادية قد تكون أشد ضررًا على البيئة من تلك المزودة بمحركات احتراق داخلي سواء تعمل بالبنزين أو الديزل "السولار".
ولجأ معدو الدراسة إلى توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية "EIA" لأعداد السيارات الكهربائية الجديدة حتى عام 2050، ومقدار كمية الكهرباء التي ستستخدمها والتأثير البيئي الناتج عن ذلك على ثلاثة ملوثات رئيسية، هي ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOX) والجسيمات.
وبعد الانتهاء من تحليل البيانات، تبين أنه وبالرغم من ظاهرية نقاء السيارات الكهربائية ومصادقتها لبيئة الكوكب الذي نحيا عليه، إلا أن تأثيراتها الضارة أشد خطورة على الحياة من عوادم السيارات العادية، ما يعني أن مزيد من السيارات والشاحنات الكهربائية يزيد التلوث البيئي.
ويرجع السبب الرئيسي في اعتبار السيارات الكهربائية أخطر من السيارات الاعتيادية إلى كيفية إنتاج معظم الطاقات الكهربائية حول العالم، حيث تعتمد في الأساس على حرق الوقود الأحفوري مثل الغاز والفحم لتشغيل المصانع المنتجة للكهرباء والتي تتحول إلى محطات شحن السيارات.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه شركات تصنيع السيارات المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي على تطوير محركاتها يومًا بعد آخر، ووصلت بعد أكثر من 60 عامًا من التحديث إلى انبعاثات كربونية أقل بنسبة 99% من التي كانت تنتجها السيارات في ستينيات القرن الماضي.
واستناداً إلى توقعات "EIA"، فإذا تم استبدال السيارات الكهربائية التي ستباع حتى 2050 بمركبات احتراق داخلية جديدة، فإن تلوث الهواء سينخفض بالفعل.
أما بالنسبة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، فإن التحليلات تظهر أن المركبات الكهربائية سوف تقللها مقارنةً بمركبات الاحتراق الداخلي الجديدة، ولكن التأثير الإيجابي للمركبات الكهربائية الجديدة وإسهامها في خفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2018 و 2050 لن يكون سوى حوالي نصف واحد بالمائة من إجمالي انبعاثات الكربون المتعلقة بالطاقة في الولايات المتحدة.
ولفتت الدراسة إلى أن الإعانات التي تقدمها حكومات بعض الدول لمشتري السيارات الكهربائية رغبة في إسراع وتيرة انتشارها، لا تعود بالنفع سوى على أثرياء العالم ويدفع هذه الإعانات من ضرائبهم الفقراء والمنهكين اقتصاديًا.
وقال جوناثان ليسر رئيس شركة "كونتيننتال إيكونوميكس" إن الاستنتاج الأهم من هذه الدراسة هو أن الممبلغ الإجمالي للمال الذي سيدفع من قبل الأميركيين لدعم من يشترون سيارات كهربائية أكثر من 100 مليار دولار في ولاية كاليفورنيا وحدها وهذا المبلغ يدفعه كما يقول المتخصصون المستهلكين ذوي الدخل المنخفض، الذين لا يستطيعون شراء السيارات الكهربائية ولكنهم يتحملون الكثير من تكلفة البنية التحتية الخاصة بها.
فيديو قد يعجبك: