ما مصير السيارات الانجليزية في مصر بعد البريكست؟

كتب - أيمن صبري:

ترتبط مصر باتفاقية تجارة مشتركة مع دول الاتحاد الأوروبي، بموجبها تتمتع السيارات وأجزاؤها وقطع الغيار الواردة إلى السوق المحلي من الدول الأعضاء بالاتحاد، بإعفاء كامل من الرسوم الجمركية.

وبدأت مصلحة الجمارك في الأول من يناير 2019 تطبيق الإعفاء الكامل للسلع الواردة من الاتحاد الأوروبي، ما ساهم في تراجع كبير بالأسعار وساعد السيارات الأوروبية في منافسة نظيرتها اليابانية والكورية والصينية التي سيطرت طوال سنوات على السوق المحلي.

وقبل أيام، أعلن مجلس العموم البريطاني عن موافقته النهائية على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت"، وعليه تخرج بريطانيا من الحلف الأوروبي بنهاية يناير الجاري، فما مصير السيارات الانجليزية في مصر بعد البريكست؟

من المقرر أن يطرح القانون خلال الأسبوع الجاري على مجلس اللوردات قبل أن توافق عليه الملكة إليزابيث الثانية، على أن يقره البرلمان الأوروبي في 29 يناير قبل يومين من موعد "بريكست".

خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، ترك العديد من الأسئلة والتخوفات لدى العاملين ومستوردي السيارات سواء التي تحمل علامات تجارية بريطانية أو التي يتم تصنيعها داخل الأراضي البريطانية وتحمل علامات يابانية أو أمريكية.

ووفقًا لما توصل إليه البريطانيون مع الاتحاد الأوروبي، فإن التخوفات التي تحيط بالمستثمرين والعاملين مع مؤسسات بريطانية حول العالم عن كيفية التعامل مع الواردات والصادرات قد تتأجل لمدة 11 شهرًا، حيث تبقى انجلترا وفقًا لاتفاق الخروج داخل الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد، لكنها ستكون خارج مؤسساته السياسية.

على الصعيد المحلي، تستورد مصر سنويًا الآلاف من السيارات البريطانية مثل أستون مارتن ورينج روفر ومازيراتي وغيرها، بالإضافة إلى بعض الطرازات التي تنتمي لشركات عالمية أخرى مثل نيسان قشقاي وجوك اليابانيتين.

كما تأتي المملكة المتحدة في صدارة الدول المستوردة للسيارات المجمعة محليًا، وخاصة حافلات نقل الركاب ذات الطابقين التي يتم تصنيعها بمصانع شركة MCV لصناعة وسائل النقل.

مصير هذه السيارات وغيرها من الإعفاء الجمركي بات محفوفًا بالمخاطر بعد موافقة مجلس العموم البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أن السلع الواردة إلى مصر عبر انجلترا وبالعكس لن تتمتع بالإعفاء الجمركي كون الأخيرة ليست عضوا بالاتحاد.

وتخفيفًا من حدة تلك المخاوف، أكد الرئيس التنفيذي لـ"نيسان موتور إيجيبت"، مايك وايتفيلد، أن المستثمرين في انجلترا ومن بينهم نيسان اليابانية يعملون على اتفاقيات جديدة سيتم تطبيقها لضمان عدم تأثر أسعار السيارات الواردة من انجلترا بعد خروجها من التحالف الأوروبي.

حديث وايتفيلد أيدته تقارير صحفية أفادت نقلًا عن مصادر مطلعة بأن وزارة المالية المصرية تتعاون في الوقت الحالي مع ممثلي الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لإيجاد صيغة جديدة لكيفية التعامل مع الواردات البريطانية والصادرات المصرية.

كان سامي عبد الوهاب، مدير الاتفاقيات الدولية بمصلحة الجمارك، قال إن المملكة المتحدة خاطبت مصر لتأكيد اعتزامها توقيع اتفاقية ثنائية بين الدولتين تتضمن البنود ذاتها التي تحتويها اتفاقية التجارية الأوروبية المصرية، ذلك لضمان استمرار تدفق الواردات والصادرات بين البلدين دون قيود جمركية.