شبح "التأخر" يطارد صناعة مكونات السيارات الإيطالية بسبب كورونا
روما - (د ب أ):
مع استعداد صناعة السيارات الأوروبية لاستئناف نشاطها في الوقت الذي تتجه فيه السلطات في انحاء القارة إلى تخفيف حدة إجراءات الإغلاق لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لا تريد شركات صناعة مكونات السيارات في إيطاليا أن تتخلف عن الركب.
ومن بين شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى التي أعلنت اعتزامها إعادة تشغيل مصانعها في أوروبا خلال الأيام المقبلة، فولكسفاجن الألمانية أكبر منتج سيارات في القارة وفولفو كارز السويدية المملوكة لمستثمرين صينيين.
ولكن في إيطاليا التي كانت أول مركز لتفشي جائحة فيروس كورونا في أوروبا، أشارت الحكومة إلى اعتزامها بدء تخفيف إجراءات الإغلاق تدريجيا اعتبارا من 3 مايو المقبل، في حين ترغب الشركات في بدء التخفيف قبل ذلك.
وقال ماركو ستيلا رئيس شعبة المكونات في اتحاد صناعة السيارات الإيطالي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "نحن مستعدون لاستئناف العمل يوم 4 مايو لكن، في الواقع نحتاج إلى أن نبدأ العمل قبل ذلك... نحن بالفعل نضغط بقوة، لذلك من المحتمل استئناف الانتاج اعتبارا من الاثنين المقبل".
وأضاف ستيلا أنه في حين يستهدف الجزء الأكبر من صناعة السيارات الأوروبية العودة إلى العمل في أوائل مايو المقبل، تحتاج شركات المكونات إلى البدء قبل ذلك حتى تتمكن من توفير مستلزمات إنتاج خطوط تجميع السيارات في الوقت المناسب .
ويرأس ستيلا شركة دي.تي.إس التي تصنع أنظمة العوادم والوقود للسيارات عالية الأداء وهو أحد نواب رئيس الاتحاد الأوروبي لشركات مكونات السيارات "سي.إل.إي.بي.أيه".
توجد شركة "دي.تي.إس" في قلب ما يسمى "وادي السيارات" الإيطالي في إقليم إيميليا رومانا شمال إيطاليا. كما يوجد مقر رئاستها في مدينة مارانيللو، حيث يوجد مقر شركة صناعة السيارات الرياضية الفارهة فيراري أيضا.
وتعتبر شركة فيراري من أبرز عملاء تي.دي.إس، إلى جانب شركات أوروبية أخرى لصناعة السيارات الفارهة فائقة القوة مثل ماكلارين وأستون مارتن وبوجاتي المملوكة لمجموعة فولكس فاجن ولامبورجيني.
كانت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية قد ذكرت في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن استئناف تشغيل مصانع السيارات الألمانية قد يواجه عقبات إذا لم تنتظم حركة توريد المكونات من إيطاليا، في إشارة إلى اعتماد الشركات الألمانية على بعض المكونات التي تحصل عليها من شركات إيطالية.
لكن فرديناند دودينهويفر خبير صناعة السيارات الألماني والأستاذ في "معهد دراسة العملاء" التابع لجامعة سان جالين بسويسرا يقول إن هذا الكلام فيه بعض المبالغة.
وأضاف أن "أهمية إيطاليا في شبكة التوريدات في أوروبا محدودة"، مشيرا إلى أن شركات صناعة السيارات عادة يكون لديها "موردان اثنان لكل مكون واحد ... قد يكون هناك نقص من مورد أو آخر وهو ما لن يكون أمرا جوهريا من وجهة نظري. لذلك فإن صحيفة لاريبوبليكا تصور الأمر بطريقة مأساوية بدرجة ما".
وبحسب ستيلا فإن الصادرات إلى ألمانيا تمثل حوالي 10% من إجمالي حجم أعمال صناعة مكونات السيارات في إيطاليا والذي بلغ في العام الماضي 50 مليار يورو.
وأشار ستيلا إلى رسالة دعم تلقاها القطاع الإيطالي من هيلدجارد موللر رئيس اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا إلى اتحاد الصناعة الرئيسي في إيطاليا "كونفيدستريا".
وقال ستيلا إن موللر "شدد على الاعتماد المتبادل لصناعاتنا ومدى حاجة صناعة السيارات في ألمانيا إلى شركات المكونات والشركاء الإيطاليين لتحقيق قيمة مضافة في أوروبا".
يذكر أن جائحة فيروس كورونا المستجد ضربت صناعة السيارات الأوروبية في الوقت الذي كان القطاع يمر فيه بمرحلة تحول صعبة.
فالشركات المصنعة للسيارات تعاني منذ فترة من ضغوط تطبيق المعايير الأوروبية الجديدة بشأن معدلات العوادم وتكاليف الاستثمار في التقنيات الجديدة للسيارات الهجين والكهربائية وذاتية القيادة.
وفي ظل هذه الأوضاع تراجعت مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 55% خلال مارس الماضي سنويا نتيجة إجراءات الإغلاق في دول الاتحاد لمواجهة كورونا.
وتحدث ستيلا عن الحاجة إلى "بازوكا" فيما يخص بدعم الأسواق لإنعاش الطلب على السيارات وهي الخطوة التي دعا إليها ايضا اتحاد مصنعي السيارات الأوروبي.
وبحسب دودينهويفر فإن أزمة "فيروس كورونا ستضعف صناعة السيارات الأوروبية لفترة طويلة جدا" وستجبرها على عملية إعادة هيكلة لن تبقي على عدد كبير من اللاعبين الحاليين في الصناعة "بوضعهم الحالي".
وأضاف أن صناعة السيارات ستشهد عمليات اندماج وخفض للطاقات التشغيلية الزائدة وخفض أعداد العمال بشدة، متوقعا أوقاتا عصيبة لشركات فورد وفيات-كرايسلر وبيجو-ستروين-أوبل ورينو وجاجوار-لاند روفر.
في المقابل يرى الخبير الألماني أن "فولكس فاجن وبي إم.دبليو الألمانيتين في وضع مستقر. وستزيد فولكس فاجن بشكل خاص حصتها في السوق العالمية من خلال السيارات الكهربائية"
فيديو قد يعجبك: