إعلان

أسعار "جيب رانجلر" الأمريكية تسلط الضوء من جديد على زيرو جمارك أوروبي

01:57 م السبت 11 ديسمبر 2021

كتب - محمد الروبي:

قبل أيام، أعلنت شركة ستيلانتيس مصر، رسميًا عن عودة سيارة الأراضي الوعرة "جيب رانجلر" الأمريكية الجديدة إلى السوق المحلي بعد سنوات من الغياب.

وفوجئ الكثير من المصريين بأسعار رانجلر، والتي تبدأ من 1.8 مليون جنيه، ذلك بفارق مليون جنيه تقريبًا عن آخر نسخة تواجدت بمصر في عام 2018 والتي كانت تباع بـ875 ألف جنيه تقريبًا.

يرجع تسعير رانجلر الجديدة الباهظ إلى كونها مستوردة بالكامل من الولايات المتحدة الأمريكية، ويطبق عليها كامل الضرائب والرسوم الجمركية.

ويصل إجمالي الرسوم المحصلة عن استيراد السيارة الجديدة قرابة 232.5% من إجمالي سعرها المعلن عنه، ذلك دون احتساب تكاليف الشحن والنقل إلى مصر.

وتخضع سيارة جيب إلى رسم جمركي بواقع 135% من سعرها الأساسي، وضريبة مبيعات بنسبة 45%، وضريبة جدول 30%، وضريبة قيمة مضافة 14%، ورسوم تنمية 8.5%.

وبإضافة الرسوم الجمركية والضريبة، تفقد "جيب رانجلر" ميزتها التنافسية بسبب سعرها الباهظ، بالأخص أمام الطرازات الأوروبية، التي تحصل على إعفاء جمركي كامل، المعروفة بـ"زيرو جمارك أوروبي" والتي بدأ تطبيقها في مطلع عام 2019، وفقًا لاتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي.

عكس الزيرو جمارك للسيارات الأوروبية موازين قطاع السيارات المصري، إذ رجح المنافسة للسيارات أوروبية الصنع سواء كانت أصولها أوروبية بالفعل أو آسيوية مثل كيا سبورتاج ونيسان قشقاي، وأضعف تنافسية السيارات الصينية، حتى أن السيارات الصينية اختفت بشكل نسبي في 2019، بالإضافة إلى صعوبة المنافسة أمام السيارات آسيوية الصنع.

كما أدى خلل الموازين الذي أحدثه الإعفاء الجمركي بالسوق المحلي، في اختفاء عدة طرازات من مصر بسبب ارتفاع سعرها أمام منافسيها، وعزوف المستهلكين عن شرائها.

على سبيل المثال تراجعت أسعار لاند روفر ديسكفري من 3.2 مليون جنيه إلى 2.5 مليون جنيه، وتراجعت أسعار بورشه كايين تيربو من 3.1 مليون جنيه إلى 2.3 مليون جنيه، وتراجعت أسعار مازيراتي كواتروبورتي إس من 4.5 مليون جنيه إلى 3.75 مليون جنيه.

جيب رانجلر ليست السيارة الأولى التي تواجه تلك الأزمة، ففي الربع الأول من 2019 أعلنت الفطيم مصر عن أسعار هوندا سيفيك الجديدة بعد زيرو جمارك الأوروبي، كونها سيارة تركية الصنع.

ولكن سرعان ما تراجعت الفطيم عن الأسعار، وأعلنت أسعار مرتفعة، وعللت ذلك أن ما حدث خطأ من الجمارك التركية، وأنها بالفعل أصدرت للفطيم شهادة اليورو 1، التي تعفي السيارات الأوروبية المنشأ من الجمارك نهائيًا.

اكتشفت الجمارك التركية خطأ في إصدار شهادة سيفيك لتسحبها مرة أخرى، بسبب انخفاض نسبة المكون الأوروبي فيها عن 60%، وهي النسبة اللازمة للحصول على اليورو 1.

واجهت لاند روفر ديفندر نفس الأزمة في فبراير 2021، مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، وتفاجأت MTI بأن السيارات المخزنة بالميناء ليست حاصلة على اليورو 1، وأن سعر الفئة الأولى بعد احتساب الجمارك سوف يصل إلى 3.2 مليون جنيه، في حين أن الشركة فتحت باب الحجز عليها بسعر 1.7 مليون جنيه.

واضطرت MTI وكيل العلامة البريطانية إلى اتخاذ قرار بإعادة تصدير السيارات المحجوزة في الموانئ المصرية إلى دول أخرى، لتقوم لاند روفر ببيعها في تلك الدول.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان