6 مليون سيارة ومفيش مصنع واحد.. أزمة طاحنة تضرب سوق الإطارات
كتب - محمد الروبي:
يعيش سوق قطع غيار السيارات حالة من الارتباك والتخبط بسبب نقص المعروض، متأثرًا بالأزمات الاقتصادية التي ضربت مصر والعالم منذ بداية العام الجاري، والتي نتج عنها صعوبات في عمليات الإنتاج والاستيراد.
وتتصدر إطارات السيارات قائمة قطع غيار السيارات الاستهلاكية التي اختفت تقريبًا من الأسواق؛ والمتاح منها يباع بأسعار خيالية تفوق القيمة الفعلية للسلعة.
قال شوقي غالب، نائب رئيس شعبة قطع غيار السيارات، بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن هناك أزمة حقيقية في الإطارات بسبب عجز كبير في المخزون، ما تسبب في ارتفاع أسعارها من 30% إلى 40% تقريبًا.
وأضاف غالب لـ"مصراوي" أن العجز بلغ 25% من مختلف أنواع ومقاسات الإطارات المختلفة، كما أن هناك مقاسات بعينها اختفت على سبيل المثال 15 و16 و18 بوصة.
نفى تخزين مستوردي أو تجار الإطارات بضائع لحين انفراج الأزمة، مؤكدًا أن حل الأزمة في إنشاء مصنع مصري لإطارات سيارات الركوب، التي يستوردها السوق المصري بنسبة 100%.
مفيش مرتبات وتسريح عمالة وإغلاق معارض.. ماذا يحدث في سوق السيارات المصري؟
وشهدت أسعار الإطارات المتوفرة بالأسواق تباينًا حادًا بالرغم من إعلان وكلاء العلامات التجارية عن قوائم أسعار رسمية، إلا أن نقص المعروض جعل تجار ومستوردين يبيعون للمستهلك تفوق سعر الرسمي.
وفي ظل الأزمة بلغ سعر إطار 225/60R17 بيريلي 4.600 جنيه مقابل 3.200 جنيه، وإطار 205/60R16 92H هانكوك الذي كان يباع بسعر 2.200 جنيه وصل متوسط سعره بعد إضافة أوفر برايس إلى 3.750 جنيه.
أما إطار 215/45R17 91Y XL دبيكا الذي يباع بـ1.800 جنيه ارتفع سعر المتوفر منه حاليًا إلى 2.900 جنيه، و235/55R18 100Y كونتيننتال وصل سعرها إلى 6.000 جنيه بعد أن كان يباع بـ4.700 جنيه، فيما وصل سعر 205/65R15 99H يوكوهاما إلى 2.300 جنيه مقارنة بـ1.730 جنيه.
وارتفع سعر إطار 185/60R14 82H ديبيكا الذي يعد من بين الأرخص بالسوق المحلي إلى 2.000 جنيه بعد أن كان سعره قبل الأزمة الحالية لا يتجاوز 1000 جنيه، وأيضًا إطار 205/55R16 91V ماتادور الذي تجاوز سعره 2.500 جنيه مقابل 1.600 جنيه سابقًا.
السوق انتهى.. هل عاد أوفر برايس السيارات بمستويات أسوأ من ذي قبل؟
من جانبه قال أمير هلالي، رئيس لجنة المستوردين بشعبة السيارات، بالغرفة التجارية للقاهرة أن هناك بالفعل أزمة عنيفة في توافر إطارات السيارات بسبب صعوبة الاستيراد من الخارج.
وأوضح هلالي أن إطارات السيارات النقل على وجه الخصوص لم يعد لها تواجد تقريبًا بالأسواق، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على حركة نقل البضائع والسلع المختلفة في حال استمرار تلك الأزمة حتى نهاية العام.
توقع هلالي انفراج أزمة الإطارات وقطع الغيار بمختلف أنواعها فور إصدار الحكومة حزمة من القرارات الميسرة لعملية الاستيراد، والتي من المنتظر إصدارها قريبًا.
بدوره قال ميشيل صابر، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات تجارة الإطارات، إن أزمة الإطارات سببها الرئيسي سوء التخطيط والإدارة، وتساءل: "كيف يمكن أن تسير 6 مليون سيارة في بلد بدون مصنع واحد للإطارات؟".
8 معلومات قد لا تعرفها عن بروتون جين 2 الماليزية
أضاف ميشيل في تصريح لـ"مصراوي" أن مستوردي وتجار الإطارات يحاولون مواجهة الأزمة الحالية التي تسبب في انخفاض قيمة رؤوس أموالهم بقيمة كبيرة، وارتفاع أسعار الإطارات، ما أدى إلى "شلل" في دورة استيراد وبيع وشراء الإطارات.
وضرب مثال قائلًا إن كانت مصر تمتلك مصنع إطارات متخصص في سيارات الركوب، فبالتأكيد سوف تكون الأزمة الحالية أخف تأثيرًا على أغلب ملاك السيارات.
يشار إلى أن فاتورة مصر الاستيرادية في قطاع إطارات السيارات بأنواعها تبلغ سنويًا نحو 556 مليون دولار (10 مليارات و675 مليون جنيه مصري) تقريبًا.
فيديو قد يعجبك: