"رمسيس" أيقونة الصناعة المصرية وأول سيارة تصنع محليًا

تقرير - محمود أمين:

في حقبة الستينيات، عندما كانت مصر تبدّا في بناء اقتصاد صناعي قوي ومستقل، ظهرت سيارة رمسيس لتكون رمزًا للصناعة المصرية. والتي أنتجتها شركة النصر للسيارات، التي كانت أول مصنع للسيارات في مصر.

جاءت رمسيس كأول سيارة يتم تصنيعها محليًا، لتحقق حلم المصريين في اقتناء سيارة وطنية تجمع بين البساطة والاعتمادية.

بدأ إنتاج سيارة رمسيس في عام 1959 بواسطة شركة النصر للسيارات، التي تأسست ضمن استراتيجية الدولة لتوطين الصناعات الكبرى وتقليل الاعتماد على الاستيراد. كانت السيارة نتاج تعاون مع شركة ألمانية تُدعى NSU، مما أتاح للنصر للسيارات الاعتماد على تصميم وتقنيات أوروبية حديثة آنذاك.

كان ابرز أهداف تصنيع رمسيس، تقديم سيارة بسعر مناسب لتلبية احتياجات الطبقة المتوسطة في مصر، تعزيز القدرات الصناعية المحلية وتدريب الكوادر المصرية، تقليل الاعتماد على السيارات المستوردة.

كانت تتميز سيارة رمسيس بتصميم بسيط وجذاب، يعكس طبيعة السيارات الأوروبية الصغيرة في تلك الفترة.

المواصفات الفنية، لرمسيس مزودة بمحرك ثنائي الأسطوانات، سعة 600 سم، يولد قوة تصل إلى 20 حصانًا، ناقل حركة يدوي رباعي السرعات، تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة.

رمسيس كانت تأتي بطول 2.9 متر، عرض 1.4 متر، الارتفاع يبلغ 1.4 متر، كان الوزن حوالي 450 كيلوجرامًا.

كانت رمسيسمدمجة الحجم، مما يجعلها مثالية للتنقل داخل المدن المزدحمة، تأتي بمقصورة بسيطة تحتوي على عداد سرعة فقط دون تجهيزات إضافية، كانت المصابيح الأمامية مستديرة، والمظهر الخارجي مستوحى من الطراز الأوروبي الكلاسيكي.

في بداية الإنتاج، حققت رمسيس نجاحًا كبيرًا، إلا أن الإنتاج لم يستمر طويلاً. وكانت التحديات الرئيسية تكمن في ضعف الأداء مقارنة بالسيارات المستوردة من حيث القوة والاعتمادية، ما أدى إلى انخفاض الطلب عليها.

وبلغ إجمالي عدد السيارات المنتجة من طراز رمسيس حوالي 8,000 سيارة خلال فترة الإنتاج، التي توقفت في أوائل السبعينيات.