ما هي تقنية "هالو" التي تثير جدلا كبيرًا قبل الموسم الجديد لفورمولا-1؟

بوينس آيرس - (د ب أ):

لن يكون المستجد الأكبر والأهم هذا العام في بطولة العالم لسباقات الجائزة الكبرى للسيارات "فورمولا -1" يتعلق بالأمور الفنية أو يتعلق بتغيير سائق بأخر أو ببزوغ اسم نجم كبير، ولكنه يتعلق بنظام الحماية المسمى "هالو"، هذا الجهاز الذي يستعد للظهور للمرة الأولى في سباق المحركات الأشهر في العالم.

وأكد الاتحاد الدولي للسيارات أنه سيستعين بهذا النظام بدءا من الموسم الجاري لـ "فورمولا-1" ، البطولة التي تنطلق مطلع الأسبوع المقبل في أستراليا.

ورغم ذلك، ورغم أن الأمان هو موضوع ذو أولوية قصوى في هذا السباق، أصبح نظام "هالو" مثار خلاف كبير بين جميع الأطراف المشاركة سواء المنظمين أو السائقين أو الفرق، فهم بعيدون تماما عن الالتقاء في نقطة اتفاق حول هذا الموضوع.

ويوضع الجهاز الجديد، الذي يتسم بخفة الوزن، في الجزء الأمامي من السيارة، في المنطقة المقابلة مباشرة لوجه السائق، وهو مصمم للتصدي إلى الأشياء المتطايرة التي قد تصطدم بالسيارة.

ومن المتوقع أن يضع الاستعانة بهذا النظام الجديد نهاية لجدل طويل صاحب تجربة العديد من الأنظمة خلال السنوات الخمس الأخيرة، من بينها نظام "شيلد".

ولكن لا يزال بعض السائقين لا يرون فائدة في هذا النظام المستحدث، حيث أكدوا أنه سيعيق رؤيتهم وسيلحق الضرر بالشكل الأصلي للسيارات، كما أنه بالنسبة لهم لا يمثل حماية ذات ضمانة مطلقة.

وقال الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول في العام الماضي قبل سباق المجر: "هذا لن يحمي إذا ما طار شيء ما، لا أفهم لماذا نحتاجه".

واتفق مع فيرستابن في هذا الرأي الدنماركي كيفين ماجنوسين، سائق فريق هاس، حيث قال: "كان يجب أن يكون هناك حل أفضل، بعض الخطر يشكل جزءا من سمعة فورمولا-1".

وشكك أيضا الألماني نيكو هلكينبيرج، سائق رينو، في حاجة السائقين إلى نظام حماية إضافي بجانب الخوذة، وقال: "أنا لست متأكدا من أن هذا سيكون ضروريا".

وأشار السائق الألماني إلى أن النظام الجديد سيحمي السائقين في مواجهة حوادث يبلغ احتمال وقوعها "واحد في المليون".

وعلى الجانب الأخر، يرى جيمس اليسون، مدير القسم التكنولوجي في فريق مرسيدس، أن جهاز "هالو" قوي للغاية، وقال في شباط/فبراير الماضي أن حتى صدمة قوية من قبل حافلة العاصمة البريطانية لندن ذات اللون الأحمر المكونة من طابقين لا تستطيع أن تلحق الأذى بالسيارات الجديدة.

وأضاف قائلا: "لقد كان علينا أن نجعل من تصميم شاسيه السيارات أكثر قوة ليتحمل وزن حافلة من طابقين تمر من فوق الهالو".

ورغم المعارضة، توجد أصوات قوية تدعم نظام الحماية الجديد، فها هو السائق الألماني سيباستيان فيتيل يعتبر عدم استخدام هذا الجهاز نوعا من "البلاهة والجهل".

واعترف فيتيل، سائق فيراري، الذي كان أول من جرب النظام الجديد، أنه لم يشعر بالارتياح خلال التجربة، حيث قال: "شعرت بالدوار بعض الشيء كما لو كنت أقود وأنا أحول العينين".

ودافع أيضا عن نظام "هالو" السائق الإسباني فيرناندو ألونسو، ووأعاد إلى الذاكرة وفاة بعض السائقين مثل هنري سورتيس وجوستين ويلسون، مشيرا إلى أن تلك الكوارث كان من الممكن تفاديها مع وجود هذه التقنية.

وبعيدا عن الجدل الدائر، أظهر إزاحة الستار عن السيارات المشاركة في الموسم الجديد في شباط/فبراير الماضي، أن الفرق وجدت حلولا قاطعة للتعامل مع نظام الحماية الجديد.

واختارت بعض الفرق مثل مرسيدس ومكلارين اللون الأسود ليكون هو الغالب على الـ "هالو"، فيما اختار فريق ويليامز اللون الأبيض واختار فيراري اللون الأحمر.

ولكن هنا يثور التساؤل، هل اخترع نظام الـ "هالو" ليبقى؟، وستجيب عن هذا السؤال سباقات الموسم الـ 21، التي ربما تنهي الجدال الذي دار حول هذا النظام خلال الأشهر الأخيرة.

وعلى أي حال لا ترغب كل الأطراف المشاركة في "فورمولا-1" في وقوع حوادث مميتة بأي شكل كان.