يحل الليل، فيبدأ عملهما، تنساب الموسيقى داخل المكان، تنسجمان معها وتتحركان على إيقاعها متحسستين الزجاجات والكؤوس، وهما تنظران إلى زبائنهما الملتفين حول البار من أصحاب المزاج. تحفظان مكان منتجاتهما عن ظهر قلب، فلا يشتتهما تحضيرها عن النظر إلى الوجوه لتعرفا المألوف منها والجديد، وتخمنا شخصية أصحاب تلك الوجوه، والسبب الذي جاء بهم إلى هنا، حتى مشروبهم المحتمل.
ومن الناحية الأخرى، تغمر الراحة وجوه الجالسين إن أحسنت الفتاتان المشروب والمعاملة، وعلى اختلاف أنماط وأعمار هؤلاء الشاربين؛ تعلم الفتاتان جيدًا أن هناك نظرة ضيقة تجاههن، في حين تستقر داخلهما نظرة أخرى عن هذا العالم والحياة برمتها.
تصف "آية" الشهيرة بـ"روني" و"يؤنا" أنفسهما بـ"الإسفنج" – أو هكذا يجب أن تكونا- لتمتصا كل ما يحدث داخل البار وكل ما تسمعانه ثم تعصرانه خارجه.
عن حياة فتيات البار ونظرة المجتمع لهن وقواعدهن في هذه المهنة.. استمع إلى قصتنا الجديدة..