خلف بطولاتهم ينتظر الخوف ضاحكًا، يتسلل عبر ملابسهم الواقية ويعشش داخل القلوب. تبدو أهون الاحتمالات مرعبة؛ أن يصبح أحدهم رقمًا في قائمة المصابين. لا حيلة لهم سوى تأدية الواجب، ينتصرون أحيانًا ويغلبهم الفيروس الفتاك في جولات أخرى؛ يفارقون فردًا من الأسرة أو صديقًا أو مريضًا كان مبلغ أمله الموت بين وجوه الأحبّة، لا غُرف الرعاية الباردة.
موجة تتبعها أخرى بينما يتلقّف الأطباء النوائب بثبات، تُهلكهم الإمكانات الطبية، لكنهم يجابهون كورونا، أملًا أن ينتهي الكابوس قريبًا. استمع مصراوي لثمانية من جنود مواجهة الفيروس، يقصّون حكاياتهم مع الهواجس التي تمزقهم على أنفسهم ومن يُحبون.
في العزل تتضخم لحظات الألم عند الأطباء والممرضين؛ يتشابه العجز بالقوة والذُعر بالطمأنينة، تُمسي الخسارة روتينًا يوميًا فيسألون أنفسهم؛ ما أسوأ ما يمكن أن يفعله كوفيد-19؟.. أن يتركهم أحياءً في مرمى الخوف.