يستقل وسيلة مواصلات



شاهد ما حدث لأدهم في طريق الهروب

يطلب سائق الباص من أدهم نحو ألف شيكل (نحو 250 دولاراً)، ويفاوضه آخر بسيارة على 400 شيكل.. لكنه لا يملك أي نقود.

ولحسن الحظ، يوافق أحد السائقين على أخذهم معه. لكنهم تكدسوا في شاحنة صغيرة، كانت تجاورها عربات تجرها الحيوانات، فالنازحون استخدموا جميع وسائل النقل المتاحة لديهم بسبب العجز في الوقود.

يرفع هؤلاء الرايات البيضاء أثناء الرحلة تفادياً للهجوم الإسرائيلي. لكن يبدو ذلك غير كافٍ لحمايتهم.

فجأة، يستهدف القصف شاحنة محملة بالمدنيين أمام سيارة "أدهم" بشارع صلاح الدين.

ينطق أدهم وزوجته بالشهادتين، فلم يفرق بينها وبينهم سوى بضعة أمتار.

وعندما مروا.. ظلوا في حالة صدمة، لا يصدقون ما حدث.. فيحكي عن "عشرات الضحايا الذين وقعوا أمام عينيه".

تظهر مقاطع الفيديو المشهد الذي لم يستطع أدهم وصفه: دماء متناثرة، وأشلاء في كل ناحية، تخص 70 جثة.

نجح أدهم وأسرته في النجاة بحياتهم مرة أخرى.. ووصلوا إلى الجنوب بعد رحلة مضنية ومخيفة استغرقت عشر ساعات.

جنوب غزة


شاهد لحظة قصف طائرات الاحتلال خان يونس

بالجنوب أيضًا، كل الخيارات صعبة ومؤلمة.

فكان أمام أدهم طريقان: الأول إلى محافظة خان يونس التي تغصّ بنحو 400 ألف نسمة، وبات مطلوبا منها أن تؤوي أكثر من مليون إنسان، والثاني إلى رفح الحدودية مع مصر، وهي النقطة الأقرب لتلقي المساعدات القادمة.

في نهاية المطاف، يستقر أدهم وأسرته بمدرسة الأونروا بمنطقة تل السلطان في رفح. يصلون إليها في حالة مزرية، ويرغبون في تناول الطعام.

الحصول على غاز للطهي


شاهد ما وجده أدهم في الطابور

ستحتاج الأم للطهي إلى غاز، ولم يكن متوفراً في المدرسة. وهنا سيضطر أدهم إلى الخروج وهو متعب ليصطف مع نحو 200 شخص أمام محطة تعبئة غاز على مدخل رفح.

سيقابل أدهم طابورًا طويلًا، يحمل فيه رقم 1400.

سيتردد على مسامعه من أحدهم أن هناك من يستغل الوضع ويقوم ببيع أنابيب في السوق السوداء بمبالغ باهظة تصل 500-600 شيكل، في حين أن ثمنها في الوقت الطبيعي نحو 70 شيكل.

بالطبع، لن يناسبه هذا الحل، وفي الوقت نفسه، لم يكن قادراً على الانتظار لساعات في الطابور، فهناك أناس يبيتون منذ أمس.

وحتى لو انتظر، فيعلم أن الكمية المتاحة لن تكفي لملء كل هذه الأنابيب.

حاول مجدداً - ينتظر المساعدات في المدرسة

انتظار المساعدات في المدرسة


استسلمت الأسرة لهذا الحل، وانتظروا.

كانت الأونروا تزود الملاجئ بدقيق القمح الذي تسحبه من مخزوناتها ليستخدمه بعضهم لصنع الخبز. لقد أوشك على النفاد، وتأمل في أن تصل المساعدات من معبر رفح لتسد العجز.

وفي بعض الأحيان، يوزع المتطوعون الأطعمة المعلبة المتبقية من مساعدات بسيطة.

لقد اعتمد أدهم وأسرته على ذلك.

لقد دبر الطعام.. تخطى

كانت المساحة المتاحة لكل منهم في غرفة المدرسة لا تتعدى المترين للجلوس أو النوم.. يضم أدهم ركبتيه إلى صدره، ويميل برأسه نحو الحائط، يفكر كل ليلة: "هل يمكن أن ينجو وأسرته من كل ذلك؟"، و"هل سيأتي مولوده إلى الحياة؟"، و"إن جاء، فكيف يأتي على كل هذا الدمار؟!".

يوقظه أطفاله، هم يعانون من إسهال نتيجة نقص مياه الشرب، ولا تتوفر أدوية لهم. فيحتاجون إلى الذهاب إلى المرحاض أكثر من مرة، فماذا يفعل الأب؟