المسار الأول

مستشفى الشفاء



على بعد 9 كم من مدينة بيت لاهيا.

يشترك معك في الاختيار نحو 40 ألفاً من سكان غزة.

يضطر أدهم وأسرته إلى السير على أقدامهم مسافة طويلة وفي منطقة خطيرة. فأغلب شوارع هذا الطريق، وأهمها شارع النصر، مُدمرة وغير صالحة للسيارات.

يمر الرجل بها على أحياء ضاعت معالمها، وأطفال وعائلات تجلس على أنقاض بيوتها.

ثم يصل أخيرًا إلى مفترق طرق في المنطقة الغربية وسط غزة، حيث مجمع الشفاء الطبي الواقع على مساحة 45 ألف متر مربع.

يمكث في خيام أو أكواخ بُنيت بالأوراق المقواة أو الملاءات والأقمشة.

فساحة المستشفى تحولت إلى موقع للتخييم بحثاً عن مكان آمن، موقع يصفه ويليام شومبيرغ (أحد أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر): بأنه "عندما تدخله، تجد شعورًا بالإحباط والغضب والخوف في كل ركن تنظر إليه".

وبمرور الأيام على أدهم هنا، تشتد المعارك بالخارج وتزيد الأعداد حوله.. ينفد الوقود من المستشفى ويشل عملها وغرف عملياتها وحضاناتها.

يبقى أدهم محتارًا. فهم بالمستشفى مختنقون، جائعون، يزورهم الموت في كل ليلة. وإن حاولوا الخروج سيكونون هدفاً للقناصة الإسرائيلية، لذا يصفه محمد أبو سليمة (مديره)، بأنه "فقد كل سبل الحياة، فلا كهرباء أو ماء أو طعام".

لم ينم أطفال أدهم ليلة واحدة هادئة. فالمستشفى يشهد أيامًا من الحصار والغارات الليلية التي تستهدف محيطه. وفي ليل إحدى تلك الأيام، يقتحمه الجيش الإسرائيلي ويجلي من فيه بست دبابات ونحو 100 جندي؛ إذ يعتقد أن "حركة حماس تستخدم المجمع كغطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز القيادة".

شاهد ما حدث للمستشفى

ويتحول مستشفى الشفاء، أكبر وأهم مستشفيات غزة، إلى "منطقة موت"، بوصف منظمة الصحة العالمية.

البقاء في هذا المكان ومحيطه خطير.. ينقطع الاتصال بأدهم وأسرته تمامًا، وسيظل مصيرهم مجهولاً.