أكتوبر – 2022 - تتسلل أشعة الشمس من نافذة قديمة يملؤها الغبار. فتنعكس على وجه أمل سليمان، الواقفة أمام موظفة مديرية الشؤون الاجتماعية. ترتسم على وجه "أمل" علامات مختلطة بين الحماس والتوتر. فبضع لحظات تفصلها عن الورقة التي تنهي بها إجراءات دامت سنة كاملة، الورقة التي ستحقق لها حلمها في كفالة طفل بعد أن يئست في إنجابه.
تُقلب الموظفة الأوراق المتناثرة أمامها والمقدمة من "أمل": الموافقة الأمنية، الاختبار النفسي، إثبات الزيارة المنزلية.. تتأكد من اكتمال كل شيء، فتسحب ختم النسر لتختم على الورقة الأخيرة: "جواب المشاهدة".
بدا على "أمل" السعادة والارتياح، وهي ممسكة بالورقة التي تسمح لها باختيار طفل من دور الرعاية. لكن نبهتها الموظفة أن عليها إيجاده قبل أن تنتهي السنة، حتى لا تتجاوز الأوراق مدة السريان، التي يلزمها التجديد عن إنتهائها. لم تنشغل "أمل" بهذه النقطة كثيرًا، فبالتأكيد ستجد طفلا قبل ذلك، هكذا ظنت.
وقبل أن تغادر بثوانٍ، أوقفتها الموظفة لتطلب منها الشطب على كلمة "مراكز الصحة بالجمهورية" المطبوعة أعلى الجواب واستبدالها بكلمة "الدور المسيحية"، لتحصر بذلك نطاق بحثها، وفقًا لقانون الكفالة الذي ينص على أن يكون الطفل على نفس ديانة الأسرة.
استجابت "أمل"، ولم تكن تدرك ما ستفعله هذه العبارة بها فيما بعد.