شيماء حازم
دعاء حلمي
دي حكاية مختلفة، لأنها عن أب مثالي؛ إحنا بنتين وابن، واحدة اتجوزت والتانية اتخرجت السنة اللي فاتت، والابن بقى محامي.
أمنا ماتت في 2001 وكنا صغيرين، وبابا تولى قيادة السفينة، وتحمل مرض جدتي وجدي وبعدين أمي، كان بيطبخ ويرجع يخدمهم وفضل سنتين على الحال ده لحد ما ماما ماتت.
انتقلنا بعدها لبيت جدي وجدتي عشان يراعيهم، وكانت حالة جدتي الأصعب. وفضل 10 سنين يرعاهم لحد ما جدتي ماتت ثم جدي في 2010.
بابا مكنش بينام، بيعمل لينا الأكل، ويذاكر لينا دروسنا، وينضف البيت ويشتري الدواء، وكان مستلف كتير عشان تعب والدتي، وجدي، وجدتي.
بابا جَوّز أختي الكبيرة، وبيدورلي على شغل دلوقتي، عشان أنا خريجة ليسانس علم نفس 2021، ورغم إنه دلوقتي 63 سنة، إلا إنه لسة مهتم بي وأخويا التاني.
مبطلبش منكم غير الدعاء ليه بالبركة وطول العمر.
منة الله، سارة، ومحمد طلعت
طلعت إسماعيل
لم تكن كغيرها من النساء، عاشت الحياة بحلوها ومرها لم تشك يومًا ولم تعترض على المعيشة أبدًا. في دلتا مصر، حيث الأرياف والجهد والمعاناة المعيشية، ولدت أمي ضمن أسرة ريفية تعمل في الحقول وتعاون والدتها على أعمال المنزل، ولظروف المعيشة لم تلتحق بأي مدرسة. وتزوجت مبكرا في الـ15 من عمرها، لرجل يعمل في العراق. عاشت بعدها مع أبي في غرفة صغيرة بشقة تحتضنها وإخوة أبي بحمام مشترك، ليقرر والدي ترك المنزل والاستقلال، ليكون البديل منزلا صغيرا، متهالك بلا سقف.
كانت أمي تعين أبي في العمل، حتى أنها كانت تسير على قدميها يوميًا لأكثر من 7 كيلومترات، وهدفها الوحيد أن تربي أولادها وتحقق لهم ما حُرمت منه "التعليم". وعلى عكس أبناء الشارع كنت وأخي الوحيدين اللذين حصلا على مؤهل عالي.
قارب عمرها من الـ50، وما زالت تعمل وتعاون والدي الذي كرس حياته لتعليم أبنائه، فحصل الأول على ليسانس في العقيدة والفلسفة، والثاني على بكالوريوس في الإعلام، والثالثة لا زالت في التعليم.
محمود صلاح
المصدر: الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء
الموعد النهائي للتصويت 28 مارس 2022