يقف الملك الجديد "خوفو" مع كبير مهندسيه "حم إيونو" على هضبة الجيزة، ينظران إلى الصحراء المترامية إلى الجنوب؛ حيث الهرم المدرج للملك زوسر، وإلى الجنوب أكثر، حيث ثلاثة أهرامات بناها والده الملك "سنفرو"..
يتناقشان لوقت طويل، ثم يشير "خوفو" إلى طرف الهضبة ناحية الشرق، حيث مساحة تحد سهل الفيضان الأخضر ويليها النيل، فهذا الموقع المثالي لبناء هرمه، الذي سيستغرق عقدين من الزمان.
في نفس الأرض، يسير الرئيس حسني مبارك مع وزير دفاعه "المشير طنطاوي"، يرافقهما وزير الثقافة "فاروق حسني"، وخلفهم هرم "خوفو".. يتبادلون الكلام حول مشروع متحف جديد "سيكون أكبر متاحف العالم".. يسيرون في الرمال، ثم يختار الرئيس قطعة أرض على تبة عالية، إذا وقفت أعلاها سترى الأهرامات، يلتفت سريعًا لوزيره (صاحب الفكرة) ويقول له: "سيكون هنا". وسيبنى أيضًا خلال عقدين من الزمان.
على تلك التبة العالية التي أغرتهم، سيكون ما يسمى بـ"الدرج العظيم"، الذي يعكس في فلسفته "موضوعات من رحلة المصريين القدماء نحو الخلود"، وربما تتداخل معها فلسفة أخرى ينطبق عليها مَثل معروف لدى الأثريين: "من يصعد النيل يهبط في التاريخ، ومن يهبط النيل يصعد في التاريخ"، والمقصود من هبوط النيل هو الاتجاه لأقصى الجنوب (الأقصر وأسوان) الممثل للدولة الحديثة في عالم الفراعنة، وصعوده باتجاه الجيزة، أي الدولة القديمة، والعكس صحيح.. وهكذا الدرج.