يحب الناس الأطفال لأنهم يمثلون البراءة. طبع كل جديد؛ نقاء لم تمسسه شائبة، وطُهر لم يلوثه أحد. كذلك يهيم الناس في حب سيوة؛ تلك الواحة المبهجة، جمالها البكر يتجلى في كل تفصيلة، سماء صافية لا تعرف تلوث المدن، وجوه نضرة لأصحاب قلوب لم يخالطها زيف. منظر النخيل والتمر يتدلى منه كأنما الجنة دانت للناظرين. وتدرج الطبيعة بين بحيرة وجبال وصحاري وزرع يأسر الأفئدة.
تجدد سيوة جمالها دوما، ويزداد بريقا وتوهجا بحلول أعيادها؛ في هذا العام ولأول مرة منذ أمد بعيد تعيش سيوة حالة من النشوة لحلول العيدين في شهر واحد.
في الأسبوع الأول من نوفمبر حل احتفال "السياحة" ذاك المرتبط بالسوح في الأرض بحثا عن الله، وسط حالة من الحفاوة بكل غريب والود بين أهل الواحة وروحها السمحة.
وكذا أقام السيويون مهرجانهم للتمور، مع ختام الأسبوع الثاني من الشهر ذاته، في ظل توافد المئات من دول شتى للمشاركة والتنافس حول رمز الواحة وعرض منتجاتهم من التمر.