قبل الزلزال ورغم أن الدوار الذي يعيش فيه "حسين" إمكانيات ساكنيه بسيطة، لكنّهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان بالزينة والبهجة بالشوارع والمنازل، وشراء الفاكهة وحلوى الشباكية التي لا يخلو منها بيت مغربي في شهر رمضان، لكن اليوم ، لم يعد هناك منازل أو شوارع بل بات الدوار مجرد بضعة خيام وسط حقول زراعية، يعيش بها نحو 40 أسرة.
"هاد رمضان مغير الناس فقدوا أموالهم وكل شئ" يعيش حسين رفقة زوجته وأولاده بخيمة صغيرة الدوار لم يعد يتوفر بها أي شئ بعد الزلزال، باتت أمنيتهم الوحيدة الحصول على المواد الأساسية من الغذاء "القيطاني و العدس و اللوبيا و الحمص و التمر"، والتي تأتي إليهم كمساعدات من بعض الجمعيات الخيرية التي لا تداوم عليها نظرًا لصعوبة الوصول إلى الدوار كونه في منطقة جبلية وعرة. "المتطلبات الأساسية هوما هادو مش متوفرة بسهولة".
استقبل أهالي الدوار اليوم الأول من رمضان بالدموع، الجوع كان يسيطر على بعضهم بينما آخرين اشتاقوا لأحبائهم الذين راحوا ضحية الزلزال الذي لم يترك ورائه حياة بالدوار، حتى الطقس الأهم في رمضان افتقدوه وهو أداء صلاة التراويح بمسجد القرية الوحيد الذي دًمر بالزلزال ومات إمامه، فخلت القرية من صوت القرآن بمسجدها واكتفوا بتقديم صبي صغير يحفظ ما تيسر من القرآن ليكون إمامهم بالخلاء لأداء الصلاة.
حتى الأطفال فقدوا طقوس الشهر ولم يعد أمامهم سوى بهجة التجمع أمام شاشة صغيرة أُنقذت من تحت أنقاض المنازل، فما بين اللهو بين الحقول والخيام أو الجلوس لمشاهدة الكرتون المفضل على الشاشة وسط الحقل.