إعلان

بعد مبادرة الأزهر.. قصص فتيات قاومن المغالاة في الزواج

03:04 م الثلاثاء 14 يونيو 2022

فتيات قاومن المغالاة في الزواج

كتبت- مروة محيي الدين:

لأسباب شتى اعتادت فتيات على الإكثار والمغالاة في شراء جهاز منزل الزوجية، على مدار سنوات طويلة لم تكف معظمهن عن ذلك، فهناك من يفضلن إحضار أغلى الأدوات الكهربائية، وأعداد هائلة من المفروشات والثياب، كما يطالب أهل العروس من العريس بتقديم "مهر وشبكة" بمبالغ كبيرة، مما صعب الزواج على جميع الأطراف.

في تلك الأيام، أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف مبادرة "لتسكنوا إليها"، تدعو إلى الحد من تكاليف الزواج في مصر، تقسم المبادرة إلى ثلاث مراحل، أولها أن تقتصر الخطبة على العروسين وأُسرهم، التقليل من الهدايا المتبادلة، لتظل رمزا للمودة لا للمفاخرة، فلا تكون الهدية ثقلا على أحد الطرفين.

وتهدف أيضا المرحلة الثانية من المبادرة إلى حصول الزوجين على دورة مكثفة في التأهيل الأسري، الاقتصار على كتابة المنقولات الفعلية، اختيار مسكن الزوجية بالتوافق بين طرفي الزواج فقط، إعداد مراسم الزواج على قدر إمكانات أهل العروسين، ونقل جهاز العروسة على سيارة واحدة.

ترى ندى مصطفى (اسم مستعار)، من المعادي، أن السعادة الزوجية الحقيقية "في الرضا بالقليل والتيسير في التجهيزات"، ولا تتوافق مع المغالاة في شراء منزل الزوجية: "بحس إنه افترى وكده كده مش هستعمل الحاجة الكتير كلها".

على الرغم من خضوع أقارب ندى إلى العادات الاجتماعية المُكلفة في إعداد أفخم وأغلى مستلزمات الزوجية، لم تحاول الفتاة العشرينية تطبيق الفعل نفسه عليها وأسرتها، إنما تختار الأشياء التي تناسب ذوقها، كما تفضل أن تشتري ما يكفيها فحسب.

تحكي ندى أنها تعطي الأولوية للضروريات: "الزواج مشاركة وسكن لا هو يضغط عليّ ولا أضغط عليه"، تذكر لمصراوي أن لا داع لشراء الكميات الهائلة التي يتظاهر بها الأهل: "الحاجات لو جبتها كتيرة هتقدم بعدين، فانا هبقى خسرانة فلوس كتير وإنها هتقدم مع الوقت".

منذ أن تمت خطبتها تحاول ألا تتأثر بآراء الأهل، فيما لا تحب أن تُقارن بالآخرين "كل واحد له شخصيته"، وترى أن اتجاه العرائس إلى الكثير من الأدوات "جلد للأهل، لما ممكن أجيب اللي عايزاه وميكنش ناقصني حاجة".

وفي كفر الشيخ، ألغت رحمة محمد (اسم مستعار)، وشقيقتها إيمان، حفل الزفاف في "قاعة"، اكتفى الاثنتان بإقامة حفل صغير في المنزل بحضور عدد من الأقارب، على أن ينفقان المال في أشياء أخرى، ترى الأختان "من وجهة نظرنا إن الفرح في البيت زي أيام زمان كان راقي وبسيط وحميمي أكتر".

"الفرح كان لطيف جدا وجو حميمي أكتر من غير أفورة يعني"، تحكي الأختان، في عمر الثلاثين، أن مراسم حفل الزفاف أسعدتهما بشدة، وسط حضور المقربين، والأضواء المُلونة أضفت شعور السعادة لديهما رغم الانتقادات التي وُجهت إليهما من بعض الأقارب.

وأثناء فترة التجهيزات للفرح، أعدّت رحمة وإيمان المستلزمات الأساسية للبيت، وحاولت كلا منهما ألا يبالغان في إحضار أكثر مما يحتاجانه "لأننا بنشوفه تبذير ومنظرة على الفاضي".

فيديو قد يعجبك: