بـ "الدولار".. كيف نجا مصريون من أزمة ارتفاع الأسعار؟

كتب- محمد مهدي:

تؤثر الأزمات العالمية وقرارات الفيدرالي الأمريكي على الشارع المصري، الجميع تحت وطأة ارتفاع الأسعار لكن البعض يحاول النجاة نسبيا عن طريق العمل في مجالات تمنحهم أجور بالدولار الأمريكي، وهو ما يشكل مساحة من الأمان حتى لو كانت ضئيلة مع استمرار وتيرة الزيادات في جميع السلع والمنتجات "مفيش شك إن الواحد يقبض بالدولار بيحقق أمان حتى لو بنسبة بسيطة" يذكر الشاب الثلاثيني إحسان السيد في حديثه لمصراوي.

كان البنك المركزي الأمريكي، أصدر بالأمس قرارا برفع سعر الفائدة بنسبة 0.75%، وذلك لأول مرة منذ عام 1994، لمواجهة تصاعد التضخم بعد نحو سهر من رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5% لأول مرة بهذه النسبة منذ عام 2000، وللمرة الثانية منذ عام 2018، وسبقها رفع الفائدة بنسبة 0.25% في مارس، يؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي.

ويعمل السيد منذ عام مع مؤسسة غير مصرية، تدفع الرواتب للعاملين بها بالدولار الأمريكي "بشتغل معاهم بالقطعة، مفيش مرتب ثابت، لكن بكون مطمن أكتر معاهم لأن العملة مقارنة بالجنية المصري وضعها أفضل" يتذكر اليوم الذي انضم فيه لتلك التجربة وشعوره بأنها خطوة مفيدة في ظل أوضاع صعبة "كنت بتمنى أحققها من فترة طويلة، ولما حصلت فرقت بالتأكيد في التعامل مع مستجدات الأسعار".

ارتفاع أسعار الدواجن خلال تعاملات اليوم الخميس في الأسواق pic.twitter.com/n6RV17I54C

— مصراوي (@masrawy) June 16, 2022

وشهدت مصر زيادة في أسعار السلع الاستهلاكية في الآونة الأخيرة مع وعود الحكومة بمحاولة السيطرة على الأمر وتصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمساعي الدولة في دعم عدد من المنتجات والمواد البترولية، فيما قام البنك المركزي المصري برفع أسعار الفائدة في مايو الفائت بنسبة 2% لتصل إلى 11.25% للإيداع و12.25% للإقراض.

ولم يكن السيد يهتم من قَبل بأخبار العملات الأجنبية بصورة يومية "لكن دلوقتي بقيت أهتم أكتر من زمان، وبقيت بسمع الأخبار من غير قلق زي الأول" يرى أن ما يحصل عليه ربما مبالغ بسيطة لكنها تساعده على توفير نسبة كبيرة من مستلزمات بيته الشهرية من مأكل وشراب وسلع أساسية لكنه لا يخفي من قلقه الدائم من توقف العمل "ومع كل قرار متعلق بالدولار، بحط إيدي على قلبي الصراحة لأنهم ممكن يغيروا القبض ويكون بالجنيه".

هل يتأثر سعر الدولار في مصر بعد رفع الفائدة الأمريكية؟https://t.co/afTL8Wzsam

— مصراوي (@masrawy) June 15, 2022

يشاركه الشعور رجب غالي الذي بات يشعر أن حصوله على راتب بالدولار"بقى إنجاز حقيقي في الزمن اللي احنا فيه، لأن فترة الركود والتضخم شكلها مكملة معانا شوية" لا يرى أن الموضوع يمنح صاحبه ميزة عالية عن أقرانه في حالة حصوله على مرتبات غير مجزية "لكن في الوقت نفسه بقول إننا بنعيش في ستر كبير من ربنا، مبنقدرش ندخر لكن على الأقل القدرة على الإنفاق لسه متاحة بدون صعوبات".

الأخبار عن ارتفاع الأسعار مؤرقة لكن بالنسبة لغالي فإن الأمر أقل وطأة "الواحد مش مضطر يشيل أزمة هم زيادة المرتب نسبيا، لأن الأجر مربوط بعملة قوية" يقارن بينه حاله من قَبل خلال عمله داخل شركة مصرية "الفلوس كانت بتخلص على طول مع تغيير أسعار أغلب المنتجات ومطالب البيت اليومية" لكن الآن صار يمكنه التعامل بأريحية لأن راتبه عند تحويله إلى الجنيه المصري يصبح قادرا على مقاومة الغلاء.

واستقر سعر الدولار اليوم الخميس مقابل الجنيه في 10 بنوك عاملة في مصر مع بداية التعاملات، مقارنة بمستواه في نهاية تعاملات أمس حيث ارتفع قرشا واحدا مقابل الجنيه، حيث أصبح في البنك الأهلي المصري: 18.71 جنيه للشراء، و18.77 جنيه للبيع وبنك مصر: 18.71 جنيه للشراء، و18.77 جنيه للبيع وبنك الإسكندرية: 18.73 جنيه للشراء، و18.79 جنيه للبيع، ومصرف أبو ظبي الإسلامي: 18.74 جنيه للشراء، و18.79 جنيه للبيع.

ولم يكن علي مجدي يمكنه التفكير في شراء بيت للزوجية خلال الآونة الأخيرة مع تصاعد أسعار العقارات خاصة مع التغييرات التي طرأت على قيمة مواد البناء، لكن عمله منذ فترة في المجال السياحي ومحاولاته الدائمة للإدخار بالعملة الصعبة ساعدته على اتخاذ القرار رغم الظروف الصعبة "لو كنت حوشتهم بالمصري كان زمان قيمتهم قلت بنسبة عالية وضاعت عليا الفلوس" لكنه فعل ذلك بناء على نصيحة المقربين مثلما يفعل البعض في الأزمات الاقتصادية بشراء الدهب.

ويعتقد الشاب العشريني أن حصوله على راتب بالدولار الأمريكي ساعده على النجاة من "مفرمة الأسعار والخضة اللي بتحصل للواحد مع الزيادات" غير أنه يرى في الوقت نفسه أن استمرار الوضع على المنوال نفسه لا يبشر بقدرته على الخروج من الأزمة بدون أضرار "لأن كمان الأسعار مش عايزة تقف عند حد معين، وهي منتشرة في كل تفصيلة من (البامبرز) للأطفال لحد المواصلات اليومية والخضار والفاكهة والجبن وكل شيء" لذلك يتمنى أن تتوقف الأزمة الاقتصادية قبل أن تبتلع الجميع.