"ساب المكان قبلها بدقايق".. حكاية الناجي من حادث عقار الوايلي المأساوي
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- محمد مهدي:
تصوير- زياد أحمد:
أمام العقار المنهار في منطقة الوايلي جلس الحاج أحمد، رجل في السبعين من عمره ينظر إلى المكان بحسرة شديدة، لم يصدق ما جرى للبيت الذي يضم محله الصغير وذكريات عمره مع الجيران، فيما أخذ يحكي لشقيقه وأهالي الشارع قصة نجاته من الحادث المأساوي "بعد ما قفل المحل ومشي، جاله خبر سقوط البيت بعدها بـ 20 دقيقة، كان فاكر اللي بيكلمه بيهزر هزار تقيل، لكن فوجيء إنها حقيقة" يذكرها شقيقه مجدي صابر لمصراوي.
كانت إدارة الحماية المدنية بالقاهرة تلقت بلاغا بانهيار عقار قديم مكون من 5 طوابق، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية رجال الدفاع المدني إلى مكان الحادث لتنهمك في انتشال الضحايا كما فرضت وفرضت القوات الأمنية طوقًا أمنيًا حول موقع المنزل في محاولة لحماية الجيران والمارة، بينما تواجد الحاج أحمد "الموان" بعدما تأكد من صحة الخبر الحزين "كنا معاه، الموضوع مأساة حقيقة، ربنا يكون في عونه، الناس اللي ماتت دي عشرة عمر بقالها 50 سنة".
كان البيت معرضا للسقوط، وفقا لمجدي "محتاج ترميمات، وكان مفروض كل واحد من السكان يدفع 40 ألف جنيه، وطبعا دي ناس بسيطة هتجيب منين" يعود عمر المنزل إلى أكثر من 100 عام "الوالد اشترى المحل اللي تحت من سنة 1958، فتحه حدايد وبيوات، أخويا أحمد كان معاه دايما وكمل هو بعد وفاته" وفي الليلة المشؤومة انتظر حتى ساعة متأخرة من الليل "حياته كلها في البيت هنا، وقال إنها وهو ماشي حس بتراب وعفرة جايه عليه، بس افتكرها من الشارع".
حاول الرجل المسن إغلاق أبواب المحل لكنه لم يستطع "تقريبا كان البيت بدأ (يتفسخ) حاول كتير لكن الباب متقفلش معاه، فمشي لأن الدار أمان" انطلق إلى بيته غير البعيد عن المنطقة حتى جاءته المكالمة القاسية ،"لما جينا المكان لقينا المشهد دمار، بيت قديم مهدوم ورماد في كل حتة، أغلب الناس اللي كانت موجودة ماتت للأسف، والبيوت اللي جنبه حصلها مشاكل" ظهر الأسى على وجه الحاج أحمد، انتهت حقبة من ذكرياته الهامة في ثواني معدودة.
وكشفت المعاينة الأولية لمكان العقار أن الانهيار تسبب في حدوث انهيار جزئي للحوائط الحاملة لمنزلين مجاورين تم إخلائهم لحين فحصهما للتأكد من عدم تأثير ذلك على السلامة الإنشائية ومن جانبها أمرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية لإعداد تقرير فني بأسباب الانهيار العقار، كما استعلمت من الحي عن مدى صدور قرار إزالة للعقار من عدمه وتراخيصه.
خسر الحاج أحمد كل شيء "المحل كان فيه البضاعة والفلوس و(الفيزبا) بتاعته" والبيت عاش فيه حياته مع الجيران والسكان، ربنا يكون في عونه حاجة صعبة" يقف متابعا انتشال قوات الحماية المدنية لـ 6 جثامين من جيرانه "من بينهم اتنين من أصحاب البيت" فيما التف أهالي الشارع حول العقار يحاولون المساعدة بينما كست الوجوه علامات الصدمة، بينما الوقت يمضي دون العثور على كافة الضحايا الذين اختفوا تحت الركام.
ينتظر الناجي من انهيار العقار إخراج باقي الضحايا، رغم كبر سنه لكنه لا يريد ترك المكان "فيه ناس جات من الأهالي قالوا لسه فيه أهالي تحت الأنقاض" شعر مجدي بمرور أخية بحالة نفسية صعبة لذلك حاول التخفيف عنه "احنا خوفنا عليه، حاولنا نهديه ونخرجه من المنطقة" فيما حضر بعض المسؤولين للحصول على أسماء السكان وكافة التفاصيل عنهم "فيه ناس بتتكلم عن تعويضات، بس مهما حصل دي ناس فقدت حياتها وحالها ومحتالها في الحادثة".
فيديو قد يعجبك: