جدل حول "سمبوسة ولا سمبوسك وجلاش ولا أولاش".. فما أصل الكلمة؟

كتبت: أميرة حلمي

مع الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم، سادت حالة من الجدل واللغط بين عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا المجموعات (الجروبات) المعنية بالأطعمة والمشروبات، حول ما يطلق عليه البعض "سمبوسة" بينما يقول الآخر "سمبوسك"، وهو ما أثار التساؤلات والاستفسارات حول أيهما أصح بين اللفظين.

والسمبوسة من أشهى المقبلات الساخنة على السفرة العربية، خاصة خلال شهر رمضان، تمامًا كالكنافة والقطايف والحلويات الشرقية المرتبطة بالشهر الكريم.

ليس فقط هذه اللفظين اللذان أثارا الجدل، إنما لفظي "جلاش" و"أولاش"، إذ استخدم كثيرون اللفظ الأخير على "فيسبوك"، فما أصل هذه الألفاظ ومن الأصح وماذا نقول؟

سمبوسة أم سمبوسك؟

وفقًا لصفحة "نحو وصرف" المعنية بقواعد اللغة العربية على "فيسبوك"؛ فهي في الفارسية سَنبوسَگ، وتعني المثلث، وهو الطعام المعروف الذي يُصنَع من عجين يُطوَى على شكل مثلَّث ويُحشَى بالجبن أو اللحم ونحوهما.

عندما انتقلت الكلمة -مع انتقال الطعام- إلى العرب قلبوا النون ميمًا، لأن اللسان العربي يقلب النون الساكنة ميمًا إذا تلتها باء، كما يقولون "جَمْب" عندما يقصدون "جَنْب"، و"مِمْبَر" عندما يقصدون "مِنْبَر"، إلخ.

أما حرف "گ" الفارسي فهو في منزلة بين الجيم القاهرية (غير المعطَّشة التي تشبه في نطقها حرف G الإنجليزي) والغين العربية، لهذا عرّبها بعضهم بالكاف كعادتهم مع حرف G الإنجليزي فقال "سمبوسك"، وبعضهم بالجيم القاهرية غير المعطشة فقال "سمبوسج"، وبعضهم رآها مخففة بين الحرفين فنطقها هاءً فقال "سمبوسهْ" بالبناء على السكون، وبعضهم رأى الهاء تأنيثًا فنطقها "سمبوسة".

أي هذه الكلمات صواب؟

كلها صواب، لأنها كلها تعريبات لكلمة أجنبية، بل إن بعضهم يُبقِي النون ولا يُقلبها، فيكتب "سنبوسة" أو "سنبوسك، وينطقها بالميم "سمبوسة" أو "سمبوسك".

فإذا رصدت الاحتمالات لوجدت احتمالين (الميم والنون) مضروبين في أربعة احتمالات (الكاف والجيم القاهرية والهاء والتاء المربوطة)، بما يعني ثماني طرائق للنطق، لا نملك أن نخطِّئَ أيًّا منها.

جلاش ولا أولاش؟

لم يرد في المعجم الوسيط لفظ "أولاش" الذي يتداوله رواد "فيسبوك"، و"جُلاَّش" في المعجم الوسيط من ألوان الطعام، وهو رُقاق تصنع منه بعض الحلوى أو المحشوّات.

أما "الكُنَافَةُ"، وهي حلوى تتخذ من عجين الحنطة يجعل على شكل خيوط دقيقة، ويتم إنضاجها بالسمن في التنور أو نحوه ثم يضاف إليها السكر المْعقد، وأكثر ما تؤكل في شهر رمضان.

والـ"بَسْبُوسة"، في المعجم أيضًا هي حلوى تُتّخذ من دقيق البُرِّ والسكر والسَّمن.