"جمعي 5 لتر زيت مستعمل وخدي زجاجة لترين".. تفاصيل المبادرة الحكومية وإليك رقم الخط الساخن
كتبت- هند خليفة
اعتادت ربات البيوت على التخلص من الزيوت المستخدمة في القلي بسكبها بحوض المطبخ، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث مشاكل لا تقتصر على المنزل فقط، لكن يكون لها تأثير على البيئة أيضًا.
غالبية النساء لا تدركن أضرار تلك العادة، فتعتبرن أن الكمية التي يقمن بسكبها صغيرة جدًا وتمر بسهولة خلال مواسير الصرف، دون أن تسبب أي أضرار.
لتراً واحداً من الزيت المستخدم يلوث 1000 لتر من الماء
ومع ذلك، فإن لتراً واحداً من الزيت المستخدم يمكن أن يلوث ما يصل إلى 1000 لتر من الماء، وبالتالي، فإن هذه العادة هي واحدة من أكثر العادات ضرراً بالبيئة، إذ تتحول إلى كرات وتؤثّر عليها بطرق مختلفة؛ وفقاً لما نشره موقع El Español الإسباني، الذي أكد أنها مشكلة تمثل تحدياً مباشراً والتي يمكن أن تسببها هذه الكرات بانسداد مواسير المنزل، وسوف تسبب الروائح الكريهة وما يتبعها من تكاليف اقتصادية لحل هذه المشاكل.
لم تقتصر الأضرار على ذلك فقط، فتكلف تلك العادة الدولة سنويا الملايين من أجل الحفاظ على مواردها المائية وللتخلص من آثار تلك الزيوت في المياه، من أجل ذلك أطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع عدد من المبادرات العاملة في مجال البيئة وشركات الزيوت مبادرة لتشجيع ربات المنازل للتخلص بطريقة آمنة من زيوت القلي بالمنزل مقابل الحصول على حوافز تشجيعية في صورة أدوات منزلية وزيوت بديلة.
مبادرة حكومية لاستبدال زيت الطعام المستعمل
ومؤخرًا أطلقت وزارة البيئة، مبادرة لحث المواطنين على عدم التخلص من زيت الطعام المستعمل بعد القلي، وقالت الوزارة، وفق المبادرة: "الزيت المستعمل اللي بتقرري تتخلصي منه في الحوض بعد القلي بيتراكم في المواسير وبيسدها ومع الوقت هتلاقي نفسك مضطرة تدفعي تمن تصليح المواسير، يعني كل لتر بترميه بيخسرك فلوس".
وتابعت الوزارة: "جمعي الزيت المستعمل وبدلي كل 5 لتر زيت مستعمل بزجاجة زيت لترين إلا ربع وكده تبقى وفرتي مرتين.. خدي القرار الصح؛ لأن قرارك بيغير حياتك".
وناشدت وزارة البيئة، المواطنين الراغبين في التغيير الاتصال علـى رقم الخط الساخن 19481.
"جرين بان": إقبال من المواطنين ونتلقى 100 اتصال يوميًا
تواصل "مصراوي" مع الخط الساخن الذي أعلنت عنه الوزارة للإطلاع على تفاصيل أكثر حول المبادرة، ومدى إقبال المواطنين على المشاركة فيها.
تقول "إسراء" إحدى مسؤولي مبادرة "جرين بان" إنه تم تدشين تلك المبادرة منذ أربعة سنوات، والتي جاءت فكرتها بهدف القضاء على أَضرار التخلص من زيت الطعام المحروق العادية، والتي تجعل عملية فصل المياه وإعادة استخدامها في الري عملية صعبة ومكلفة.
وتضيف لـ"مصراوي" أن المبادرة تتلقى اتصالات كثيرة وإقبالًا على المشاركة من المواطنين، مشيرة إلى أن الخط الساخن يتلقى يوميًا أكثر من مائة اتصال، أغلبهم من محافظتي القاهرة والإسكندرية، لافتة إلى أن المبادرة تشمل المحافتين والجيزة أيضًا وتنوي أن تعمم على باقي محافظات الجمهورية.
وتابعت أن الشركة تقدم هدايا رمزية لتشجيع المواطنين على المشاركة، موضحة أن مندوب المبادرة يتوجه إلى العميل الذي يتواصل معهم عبر الخط الساخن، شرط أن يكون متوفر لديه خمسة لتر من الزيت المستعمل، ويسلمه في المنزل عبوة كبيرة وقمع لجمع الزيت وتخزينه حتى يصل إليهم المندوب ليستلمها في مرة أخرى، إضافة إلى تسليم هدية رمزية تتغير بين فترة وأخرى، كزجاجات الزيت والمنظفات.
وأشارت إلى أن هذا الزيت الذي يتم تجميعه يستخدم في صناعة منتجات حيوية، مثل الشمع والمنظفات والوقود الحيوي، نافية إعادة تكريره وإنتاجه زيت مرة أخرى.
وتواصل "مصراوي" أيضًا مع بعض السيدات اللاتي حرصن على المشاركة في تلك المبادرة، وأخريات تعتمدن الطرق التقليدية للتخلص من الزيت المستعمل.
إلقائه في القمامة
من جهتها تقول "دينا مصطفى" إنها تضع الزيت المستعمل في زجاجة فارغة، وكلما امتلأت تحكم إغلاقها وتلقيها في القمامة، وهي طريقة قد يستغلها بعض المتاجرين بصحة المواطنين بإعادة تكريره أواستخدامه في المطاعم.
تصنيع الصابون في المنزل
بينما اعتاد أخريات الاحتفاظ بالزيت المستعمل حتى يصبح كمية ليقمن بتصنيع الصابون بالمنزل، فتوصح "ماجدة رضا"- ربة منزل، أنها تحمست لفكرة تصنيع الصابون بالمنزل من خلال استغلال الزيت المستعمل، بعد أن شاهدت أحد الفيديوهات التي تشرح الطريقة على موقع الفيديوهات يوتيوب.
وتضيف: "كنت قد تواصلت مع شركة تقوم بتجمع الزيت المستعمل فكانت تأخذ الكيلو بقابل ثلاث جنيهات.. فرأيت أنه مقابل بسيط ووفرت الاتصال والتواصل وانتظار المندوب بفكرة تصنيع الصابون بالمنزل".
ودعت ماجدة السيدات إلى استخدام الزيت وعدم إلقائه بالأحواض وتصنيع الصابون منه، مشيرة إلى أنها طريقة موفرة وأيضًا جيدة في التنظيف.
أما عن الطريقة فأوضحت أنها 2 كيلو من الزيت المستعمل، إضافة إلى ربع كيلو من البوتاس ولمونتين، وهي كمية أنتجت منها 46 قطعة من الصابون.
معاناة انسداد الأحواض
وتقول إلهام يسري- ربة منزل إنها اعتادت منذ سنوات التخلص من الزيت المستعمل بإلقائه في الحوض، ثم تشغيل المياه الساخنة للتخلص من آثاره نهائيًا، لكن رغم ذلك إلا أنها تعاني من انسدادها، لكنها لم تكن تعلم السبب إلا بعد أن رأت بعض المنشورات التي تروج لفكرة استبدال الزيت بدلا من سكبه بالحوض، ن أعلم من قبل عن إمكانية إعادة تدوير زيت الطعام المستخدم إلا تنقية البعض له من رواسب الطعام وإعادة استخدامه مرة أخرى وهو ما أرفضه تماما
بعد معاناة الطرق التقليدية.. نساء تتحمسن للمبادرة
أما هاجر أيمن- ربة منزل من سكان القاهرة، فتعرضت إلى مشاكل كثيرة بسبب سكب الزيت المستعمل في حوض المطبخ، ما عرضه للإنسداد أكثر من مرة، لكن بعد أن رأت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي توضح أضرار التخلص من الزيت المستعمل بإلقائه في الحوض على البيئة، قررت أن تتواصل مع مبادرة تبديل الزيت.
وتقول: "تخلصت من تلك العادة السيئة وأصبحت على مدار عام أتواصل باستمرار مع جرين بان بعد تخزين كمية من الزيت"، مشيرة إلى أنها تقوم باستبدال الزيت بمساحيق تنظيف.
منذ سنوات وبمجرد معرفتها بفكرة المبادرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تحمست "إيمان نجيب" ربة منزل من القاهرة، وتواصلت مع المبادرة تليفونيًا، فتوضح: " في المرة الأولى ملأت قارورة زيت وبعد أن استكملت كمية خمسة لتر اتصلت بهم وجائوا وأعطوني قارورة فارغة وقمع للمرات القادمة".
وتابعت: "يتم استبدال الكمية بهدية بسيطة تتغير كل فترة مثل الصلصة والمساحيق"، مؤكدة أن الغرض الأساسي هو التخلص من الزيت بشكل صحي وادخاله في صناعات مفيدة.
فيديو قد يعجبك: