التزلج على الجليد في "ماترهورن".. التنوع السويسري والمتعة الإيطالية

04:00 ص الجمعة 28 أكتوبر 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

عادة ما تكون القيادة عبر الحدود السويسرية الإيطالية باهظة التكلفة، ولكن السياح في منطقة زيرمات سيحصلون على مكافأة خلال فصل الخريف الجاري؛ حيث سيقام سباق التزلج العابر للحدود "Matterhorn Cervino Speed Opening" لأول مرة في تاريخ كأس العالم للتزلج على الجليد.

ويبدأ السباق من سويسرا وينتهي في إيطاليا ويمر بمسارات السرعة العالية عبر الحدود بين البلدين مع إطلالة على "ماترهورن". وبالنسبة لحلبة التزلج الدولية فسوف يتم إقامة سباق الانحدار للرجال في الفترة من 29 إلى 30 أكتوبر الجاري والسيدات في الفترة من 5 و6 نوفمبر المقبل، وتعتبر هذه السباقات الأكثر إثارة في كأس العالم للتزلج على الجليد منذ سنوات.

ويعتبر سباق التزلج العابر للحدود بمثابة فرصة كبيرة لمنطقتي زيرمات وبرويل سيرفينيا لتسليط الأضواء على جمال منطقة التزلج المشتركة، وبيان مدى تساقط الثلوج في هذه المناطق في بداية الموسم السياحي.

ملكة جمال سويسرا الحجرية

ونجحت منطقة زيرمات في تحويل منطقة ماترهورن من مجرد قرية جبلية فقيرة في يوم من الأيام إلى مقصد سياحي عالمي ومزدهر اقتصاديا؛ حيث تستقطب هذه القرية الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم خلال فصلي الصيف والشتاء، والتي تقع عند سفح جبل هرمي يصل ارتفاعه إلى 4478 مترا، ويطلق عليه البعض "ملكة جمال سويسرا الحجرية"، ويعتبر هذا الجبل من أكثر الجبال، التي تم تصويرها في العالم.

وما كان ينقص منطقة زيرمات، الخالية من السيارات، في السابق هو إقامة سباقات كأس العالم للتزلج، والتي كانت تقام في سويسرا في مناطق سانت موريتز أو في بيرنير أوبرلاند، وهو ما كان يخدش كبرياء سكان زيرمات قليلا، ولم تسفر المبادرات الكثيرة لتغيير هذا الوضع عن شيء، إلى أن جاءت الفكرة الرائعة للسباق من الإيطالي "فيديريكو ماكويناز" من الجانب الآخر لمنطقة ماترهورن.

ويبتسم وجه "فيديريكو ماكويناز" دائما عندما ينظر إلى القمة الجبلية ماترهورن، والتي يطلق عليها الإيطاليون اسم "سيرفينو"، كما أنها تعرف في لهجة السكان بمنطقة برويل سيرفينيا باسم القمة الكبيرة "جران بيكا"، وتعتبر هذه اللهجة مزيجا من اللغة الفرنسية والإيطالية، وهما اللغتان الرسميتان في منطقة الحكم الذاتي "أوستاتال".

وتنعكس الثنائية اللغوية أيضا في اسم المنطقة؛ حيث تظهر اللغة الفرنسية في اسم برويل والإيطالية في مقطع سيرفينيا، ويطلق عليها السكان المحليون اسم "سيرفينيا" فقط، وتبدو هذه المنطقة متواضعة للغاية مقارنة بمنطقة زيرمات السويسرية، وتظهر كنيسة "كيزا دي ماريا ريجينا فاليس أوجوستينه" في وسط المدينة، وتعتبر من أجمل موضوعات التصوير مع "سيرفينو" في الخلفية، وتظهر القمة الجبلية الشهيرة على الجانب السويسري.

المطبخ الإيطالي

ويعتبر المطبخ الإيطالي هو الورقة الرابحة للإيطاليين في المنافسة الودية مع جيرانهم السويسريين، وبطبيعة الحال تتوافر الأطعمة والمشروبات بتكلفة أقل؛ حيث يدفع السياح واحد يورو نظير فنجان اسبريسو بدلا من عدة فرانكات على الجانب السويسري، وتتكلف أطباق المعكرونة نصف تكلفتها في الجانب السويسري، وغالبا ما تكون بجودة مضاعفة.

وفي منتصف النهار تكون هناك حركة مرور سريعة عبر الحدود على النهر الجليدي، والذي يتيح للسياح إمكانية التزلج على الجليد طوال العام باستثناء شهور الصيف الحارة كما حدث خلال الصيف الماضي 2022.

ونادرا ما تكون هناك مقاعد خالية في مطاعم "بونتاديني" وروشي نيري وأكشاك الأطعمة الأخرى، التي تقدم المقبلات والمعكرونة والعصيدة المصنوعة من دقيق الذرة مع الحساء.

ولكن على الجانب السويسري تكون الأجواء أكثر هدوءا، ويمكن للسياح أيضا الاستمتاع بتناول الأطعمة الجيدة. ومن ضمن المطاعم الجيدة في المنطقة الجبلية مطعم "سوم زيه" ومطعم "شتافيل ألب"، وكذلك مطعم "فيندليرهوف" و"باراديس" ومطعم "شيز فروني" الكلاسيكي، والذي يمكن الوصول إليه عبر منحدرات التزلج مباشرة.

أعلى محطة جبلية في أوروبا

وبينما تبدو بعض المصاعد والمحطات متهالكة في "سيرفينيا"، إلا أن المرافق والتجهيزات على الجانب السويسري تظهر في أحسن صورة، ويعتبر التليفريك "ماترهورن جلايسر رايد" الجديد أعلى محطة جبلية في أوروبا؛ حيث يصل إلى ارتفاع 3883 مترا فوق مستوى سطح البحر، وينعم السياح هنا بإطلالة رائعة على 14 نهرا جليديا.

ومن ضمن الأنهار الجليدية نهر "تيودول جلايسر"، الذي سيقام به سباق كأس العالم للتزلج، ويقطع فيه المتسابقون المسافة من "سيرفينيا" إلى "زيرمات"، ويمرون في طريقهم على كوخ "ريفوجيو جايد دل سيرفينيو"، وقد تم بناء هذا الكوخ على الأراضي الإيطالية في عام 1984 بعد الحدود السويسرية مباشرة، وحسب ما هو متفق عليه فإنه يتم تمييز ذلك من خلال تجمعات المياه على النهر الجليدي "تيودول".