فالنتينو تشكيلة ربيع وصيف 2014تلفها لمسةٌ هادئةٌ من الرقيّ الملكي

تتقاطع في عالمنا المعاصر البعيد عن المألوف مساحاتٌ مختلفة وفضاءاتٌ شتّى، حيث تتمازج الصور وتتطور مفاهيم الجمال. وتختبئ بذور التحول في ثنيات المكان لتبرز منه شيئاً فشيئاً من خلال فجوة تتقاطع عندها عوالم متناقضة. فالأوبرا تمتزج بالشارع، وتصبح على سبيل المثال خشبة المسرح والمدينة جسداً واحداً، وتتراقصان في تناغمٍ مثاليّ تتخلّله عناصر فنّ الأزياء الراقية.

بذهنٍ حاضرٍ ورغبةٍ توّاقةٍ إلى التغيير، وبعد زيارة لم يكن مخططاً لها إلى ورشات العمل في أوبرا روما، وجد كل من "ماريا جراتسيا شيوري" Maria Grazia Chiuri و"بيار باولو بيشيولي" Pierpaolo Piccioli نفسيهما أمام حتمية ابتكار تشكيلةٍ جذابةٍ تكون بمثابة مرجعٍ غنيّ. وبعد مراقبة الأزياء والقطع الأسطورية بنظرة مفعمة بالبساطة والحماس وبعيدة عن العالم التقليدي، أدركا التشابهات والاختلافات بين ورشة العمل والمسرح. فبعد أن ابتكرا روابط مع نظامٍ مكون من عناصر قاما موسماً تلو موسمٍ برسم حدودها لصالح "دار فالنتينو" Valentino Maison، ها هما يشكلان توليفةً مميزةً ومفعمةً بالطاقة. وفي تشكيلة ربيع وصيف 2014، يتجاوز مديرا شؤون الابتكار حدود الفضاء الآمن والمألوف ليخوضا غمار تجربة تحمل أبعاداً وحواسّاً جديدةً مفعمةً بالثراء: حيث ركزا على إثارة حاستي اللمس والبصر في الوقت ذاته خاصةً وأن هاتين الحاستين تتناوبان وتكملان بعضهما بعضاً. فالزخارف ملأت الأسطح والأنسجة، في الوقت الذي أشرقت فيه الألوان. ويبرز هذا التصميم قدرات تتميز بالدقة الفائقة التي تحقق نقاءً أشبه بنقاء الألماس في تجسيد الثقافات المتوسطية التي تمتزج معاً لتصبح كياناً واحداً دائم التجدد.

ومن خلال الجمع بين صرامة الأجداد والترف الحسي، يبتكر كل من "ماريا جراتسيا شيوري" Maria Grazia Chiuri و"بيار باولو بيشيولي" Pierpaolo Piccioli إطلالةً مذهلةً مفعمةً بالحركة والتغيّر، تُعبّر عن المرأة المعاصرة.