''البيه البواب'' أحمد زكي تسعة أعوام رحيل ومازال ''ضد الحكومة''.. (فيديو وصور)
كتبت - هدى الشيمي:
- صباح الخير يا حاج... هوّ التصوير فين؟؟ وياترى أستاذ زكي وصل
- (بلهجة صعيدية متقنة) صباح النور يا بيه... أيوه وصل وفوق ع السطح
وصعد فريق عمل الفيلم إلى السطح ولم يجدوا الفنان أحمد زكي.. وإذا بالبواب يصعد ويقف أمامهم
- أيه يا حاج.. أمال فين الأستاذ أحمد زكي.. مش انت قلت أنه فوق
ويضحك البواب ويخلع الشارب والطاقية ويفاجئ فريق العمل أن البواب الذي كان جالسا أمام باب العمارة التي يصورون فيها أحداث الفيلم، ما هو إلا الفنان الراحل أحمد زكي.
وفتي الشاشة الأسمر الذي غادر عالمنا منذ 9 أعوام، حيث توفى في 27 مارس عام 2005، بعد صراع طويل ومرير مع مرض سرطان الرئة، كان أفضل من يتقمص الشخصية التي يقدمها لدرجة تجعلك لا تستطيع التعرف عليه، فعندما يقدم دور البواب تشعر وكأنه حارس عمارة بالفعل، لا يختلف عن باقي الحراس، وعندما قدم دور عسكري أمن مركزي عكس الصورة الحقيقية للعساكر، وغيرها من الأدوار التي مثلها أمام عدسات الكاميرا ببراعة.
عمل زكي مع الكثير من المخرجين مثل عاطف الطيب ومحمد خان، ويوسف شاهين، وكان يؤكد دائما على أنه يتعلم الكثير من كل مخرج يعمل معه، لأن كل مخرج له طريقته وله رؤيته التي تفيد الفنان.
التواضع كان أحد الصفات الأساسية في شخصيته، فيقول على نفسه أنه أحد العناصر في الفيلم، وأن نجاح افلامه يرجع إلى كل العاملين في الفيلم بداية من المخرج، وحتى الريجسير.
وصفه اساتذته في الجامعة بأنه ''مريض بالفن''، فكان الفن يسكن داخله ويعيش معه في كل الأوقات أمام الكاميرا وخلفها، فقال الكثير من أصدقائه ومعارفه، إنه كان متقمص مثالي لأي شخصية من الشخصيات فجأة ويؤدي كل تفاصيلها أثناء زيارتهم له في منزله، أو لقائهم به في إحدى الأمكان التي تبعد عن عدسات الكاميرا.
كما أنه واحدا من الممثلين الذين يستطيعون تقديم القضايا الكبرى أو المشاكل والأزمات في المجتمع بطريقة خفيفة، وسهلة تصل إلى المشاهد وتقنعه وتدفعه إلى التفكير في حلول للخروج من هذه المشكلة.
وعلى الرغم من غنائه في الكثير من اعماله مثل أغنية ''أنا بيه''، ''استاكوزا''، وغيرها من الأغاني، إلا أنه كان يؤكد دائما إنه ليس مطربا، لأن الله يوهب الانسان حنجرة للغناء ولكنه لا يمتلك هذه الموهبة.
استطاع ''زكي'' تجسيد الأدوار والسير الذاتية بطريقة جذابة وطيبعية، تجعل المشاهد يقتنع بأنه يشاهد الشخصية الحقيقية، فجسد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في فيلم ''الناصر 56''، والرئيس الراحل محمد أنور السادات في فيلم ''أيام السادات''.
وكانت أخر الأدوار التي جسدها ''زكي'' كان فيلم ''حليم''، الذي اختار تجسيد شخصيته بين الكثير من المطربين الكبار، للتشابه الكبير الموجود بينهما، والقرية التي انحدر منها كلاهما، بالإضافة إلى اهتمامه بالانسان البسيط الذي لا يعلم عنه جمهوره شيئ سوى أنه حنجرة متميزة قدمت مجموعة من الأغاني الرائعة، ولكن الحقيقة أنه بني أدم بسيط استطاع خلق مساحة لنفس في العالم على الرغم من مرضه وضعفه ومعاناته الكبيرة.
لم يقدم زكي أعمالا درامية كثيرة، ولكن تلك الأعمال قليلة العدد لها تأثير قوى وكبير، ولا تزال من أهم الأعمال التليفزيونية التي ينتظرها الجمهور بلهفة وشغف كبيرين.
فأعماله التليفزيونية هي مسلسل ''الأيام'' وهو السيرة الذاتية لعميد الأدب العربي طه حسين، ''هو وهي'' مع سعاد حسني'' الذي عرض فيه الكثير من المشاكل بين النساء والرجال بطريقة غير مألوفة، و''من أجل ولدي''، ''نهر الملح''.
أما عن أعماله في المسرح فهي ''هاللو شلبي'' الذي يعد أول ظهور له، والعيال كبرت، مدرسة المشاغبين.
ومن أهم المشاهد في مشوار زكي كان في فيلم ''البرئ'' عندما امسك بالبندقية واطلق الرصاص على كل الموجودين، ومشهد التقائه بالصحفي في فيلم ''زوجة رجل مهم''، والكثير من المشاهد في فيلم ''اضحك الصورة تتطلع حلوة''.
ولن ينسى الجمهور مشهد المحاكمة في فيلمه ''ضد الحكومة''،عندما قال الجملة التي يرددها الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' وتويتر'' والتي قالها عندما وقف أمام القاضي في المحكمة ليقول :''كلنا فاسدون.. لا أستثني أحد'' وهو ما ينطبق على الكثير من الحوادث التي تمر بها مصر حالياً.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: