لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أشقاء بالولادة، أعداء بالاختيار

03:00 ص الخميس 25 أكتوبر 2012

أشقاء بالولادة، أعداء بالاختيار

ثمينة شاهيممعظمنا نحب أفراد عائلتنا وخاصة إخوتنا ولكن أحيانًا قد لا نحبهم. هذا يعني أنه رغم الاعتراف بالروابط العائلية الموروثة هناك فترات، أشخاص أو مواقف في حياتنا تدفعنا إلى التساؤل حول نوعية وعمق علاقتنا بإخوتنا وأخواتنا. أحيانًا نخرج من هذه الرحلة الاستكشافية ونحن نقدر أكثر قيمة أشقائنا وأحيانًا أخرى قد يؤدي ذلك إلى خلاف جدي معهم.  الخلاف بين الأشقاء البالغين يسبب انزعاجًا عاطفيًا ليس فقط للأشخاص المعنيين مباشرة بل للعائلة كلها. طبعًا فإن أسباب خلاف الأشقاء البالغين تعود إلى عداوة في الطفولة. ولكن هناك العديد من أنواع الخلافات العائلية. ومع ذلك فالخلافات خلال الطفولة  تشكل دروسًا مهمة مثل تعلم المفاوضة والمساومة وتسوية الخلافات والتحكم بالفورات العاطفية.  بالنسبة للدكتور نيومان يبدأ خلاف الأشقاء لدى ولادة الطفل الثاني. “عندما يولد شقيق في العائلة يشعر الطفل البكر بالابعاد والاهمال. بمعنى آخر يشعر أنه مرفوض وغير مرغوب به. كثيرًا ما يلجأ الطفل البكر إلى تصرفات طفولية وصبيانية مثل التحدث كالأطفال، التبول اللاإرادي والاتساخ بهدف لفت انتباه الأهل”.  ويفسر دكتور نيومان أن معظم الأطفال يحذرون من الشقيق الجديد لأنهم بمثابة تهديد لمكانتهم في العائلة. ففي النهاية الطفل البكر كان في وقت من الأوقات محور انتباه الأهل. لذا من الممكن أن يمتعض الطفل البكر من مجيء الطفل الصغير ويشعر بانعدام الأمان وضعف في الثقة. في كلتا الحالتين فإن علاقاتك وأنت راشد تتأثر بتجاربك خلال الطفولة. الأساس لذلك هو رد فعل الأهل ومعالجتهم لأي خلاف بين الأشقاء منذ الطفولة. وبالتالي فإن خلافات الأشقاء البالغين عادة ما ينبع من خلافات في الطفولة لم يتم علاجها في حينها. إذا لم تحل مخاوفك السلبية المتجذرة فيك منذ الطفولة فغالبًا ما تتحول إلى مشاكل بين الأشقاء البالغين وتكون أكثر جدية وضررًا على المدى الطويل. إن الجسر الذي يربط أشقاء الطفولة بأشقاء الرشد يجب أن يبنى بحذر لكي  يصمد في وجه الظروف الناضجة الأكثر صعوبة التي تعترض طريقنا.  طبعًا فإن أسباب خلاف الأشقاء الكبار تختلف باختلاف الحالات والعائلات ولكن هناك بعض العوامل المشتركة التي تثير المشاكل وتتضمن: -         التنافس على انتباه الأهل-         خلاف في الطفولة لم يعالج-         تحيز الأهل-         تنافس غير سليم بين الأشقاء-         تقارب في العمر-         شريك صعب-         ضعف التواصل-         البعد جغرافي-         شريك جديد (تحيز الحبيب/ الحبيبة/  أو الزوجة/ الزوج)-         جهد ودعم لطرف واحد فقط-         عدم القدرة على إدراك الأخطاء والاعتراف بها-         مقاومة الاعتذار عندما يقع خلاف بين  الأشقاء فهم يعانون كثيرًا بسبب فقدان الاتصال والاهتمام من أفراد عائلتهم. فيشكون من الشعور بالقلق والارتباك والحزن وحتى الاكتئاب إذا كانت الحالة جدية. وأما الخبر الجيد هو أن الأشقاء قادرون على الاعتراف بأخطائهم والاعتذار والمضي قدمًا. فرباطهم وتاريخهم الإيجابي وحبهم لبعضهم يبقى أقوى من خلافهم.  ولكن هذا لا يحدث هكذا فإذا كانوا يريدون التصالح يتطلب منهم ذلك جهودًا هائلة وتفهمًا كبيرًا.  إليك بعض الاقتراحات التي يمكنك الاستعانة بها كوسيلة للمضي نحو السلام:-         حدد الخلافات التي أثارت مشاعر الغيرة أو العداوة-         اعترف بالأحداث المهمة في حياتك التي قد نمت هذه المشاعر السلبية-         سامح واطلب المسامحة. حضر نفسك لتتقبل دورك كالطرف الذي ظلم الآخر-         لا تلق اللوم بل عبر عن مشاعر الخلافات القديمة واستمع-         تخطّ المشاعر القديمة، ركز على ما لديكما من قواسم مشتركة حاليًا واعمل على بناء علاقة انطلاقًا من ذلك-         إذا فشلت هذه الجهود وبدت العلاقة غير قابلة للاصلاح فربما حان الوقت لطلب المشورةالكثير من الأشقاء غالبًا ما يمثلون أدوار طفولتهم مهما كانت متعارضة لأن هذا كل ما يعرفونه. جميعنا نحتاج لأن ننمو نفسيًا وعاطفيًا بشكل تدريجي. فالدم لا يتحول إلى ماء والألفة قد تولد الاحتقار فعلًا لذا وتمامًا مثل العلاقات الأخرى يجب تقريب التفاعل بين الأشقاء بطريقة واعية ومحترمة وعادلة.  

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان