مئة عام على رحيل مبتكر مكعب مرقة الدجاج الشهير “ماجي”

ماجي اسم شهير في جميع بلدان العالم مر بجميع المطابخ والمطاعم وتم استخدامه في بلدان أفريقيا كما في أوروبا وفي الدول العربية كما في أمريكا الشمالية والجنوبية، وفي القرى الفقيرة كما في أشهر واكبر سلاسل السوبر ماركت في العالم. يحتوي هذا المكعب الصغير على أشهر خلطة بهار في العالم والذي رحل مبتكره منذ حوالي مائة عام وبالتحديد في 19 اكتوبر/ تشرين أول عام 1912 على شواطيء بحيرة زيورخ بسويسرا.حمل مكعب خلطة البهار الشهيرة اسم مؤسسه ماجي (Maggi)، ولكن فقط إيطاليا هى التي حرصت على الاحتفاظ على المكعب العجيب باسم مخترعه كاملا “يوليوس ماجي”.تعتبر “ماجي” التي تشتهر عالمياً بإبتكاراتها المتنوعة وجودة منتجاتها واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الطهي. تأسست هذه العلامة التجارية الشهيرة في عام 1884 على يد السويسري يوليوس ماجي، ثم قامت شركة “نستله” بالاستحواذ عليها في عام 1947.منذ ذلك الحين، تعمل “ماجي” على تلبية احتياجات المستهلكين من خلال توفير المذاق الطيب والغذاء الصحي والحلول المناسبة للطهي عبر تقديم باقة متنوعة من المنتجات والأفكار التي تعكس خبرات “ماجي” في خلط الأعشاب والتوابل وتحضير النكهات المختلفة.تبوأت “ماجي” مركز الصدارة في أسواق الشرق الأوسط لأكثر من خمسين عاماً حيث تساهم في تقديم أكثر من مليار صحن سنوياً، وهي تواصل حصد ثقة المستهلكين عبر المنطقة من خلال الاستماع إلى رغباتهم واحتياجاتهم وتحقيق متطلبات السوق بما يرضي مختلف الأذواق.وقد بدأ يوليوس ماجي ابتكاره بماجي “حساء فاصوليا وبازلاء مجففة” بدافع الحس الاجتماعي الاشتراكي وذلك لتأمين وجبة غذائية وسهلة التحضير للنساء والعمال في المصانع والذين ليس لديهم الوقت الكافي لتحضير وجبات غذائية صحية وقد تحسنت صحة العمال بالشركة بشكل ملحوظ.دفع هذا النجاح يوليوس ماجي لتطوير منتجه من صلصة مركزة معبأة في زجاجة إلى أقراص ثم إلى مكعب ماجي الشهير ولكن العلامة المميزة على لاصق ماجي ظلت كما هي تحمل اللونين الأصفروالأحمرمن قبل أن يضع الفنان جوزيف بويز تصميم الزجاجات الذي سيبقى عليه شكل ماجي.وقد جاء مبتكر المكعب الشهير مع ابيه المليونير من إيطاليا إلى سويسرا ليحقق نجاحا باهرا لا يمكن إنكاره ويكفي أن نعرف أن ذلك المنتج الذي قد ينكر أهميته أحد الطهاه على شاشات التليفزيون بمنتهى البساطة، قد باع في ألمانيا وحدها ما يقرب من 19 مليون زجاجة بهار مركزة تحمل اسم ماجي.جدير بالذكر أنه في مدينة سينجين الألمانية يتم انتاج 11 الف طن من هذه الصلصة المنكهة بالأعشاب العطرية والبهار والتوابل المميزة والتي تتمتع بتركيبتها السرية. وقد بدأت الخلطة العجيبة تحقق الانتشار في سويسرا ومنها إلى ألمانيا منذ عام 1887 أي منذ ما يقرب من 125 عام كان يطلق على المنتج في بدايته مستخرج ماجي ثم تغير الاسم إلى خلطة بهار ماجي.يقول ويلفريد تراخ مدير مصنع ماجي التابع لشركة نستله في زيارة معه إلى “متحف يوليوس ماجي” إن “يوليوس ماجي لم يكن رائدا في الصناعة ولكنه كان رائدا في العمل الاجتماعي حيث سعى إلى توفير الغذاء الصحي لعمال مصنعه كما عمل على توفير حجرة للطعام في المصنع وتوفير وجبات لعماله كما اهتم بالتأمين الصحى لعمال مصنعه لقد كان رجلا رائدا بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.جدير بالذكر أن النجاح الذي حققه “ملك الحساء” كما يطلق أيضا على مبتكر مكعبة مرقة الدجاج، تزامن مع إدراك المنتجين لأهمية الإعلان بالنسبة للسلعة التي يقدمونها، ففي عام 1886 ترأس يوليوس ماجي وكالة صحافة وإعلان حيث عمل معه الصحفي الشهير فرانك ويدكيند، (1864-1918) الذي أصبح بعد ذلك أحد أبرز الكتاب في عصره.قد يبدو الحديث عن الإعلان ودوره في الترويج لمنتج في ذلك الوقت أمرا غريبا بالنسبة لوقتنا الراهن، ولكن المكعب الشهير بخلطته العجيبة لا يزال في الوقت الحاضر محتفظا بعراقة الماضي برغم مرور مائة عام على رحيل مبتكره.